وليد عبد الحفيظ : ضاعت وظيفتي وبعت منزلي وتشردت أنا وأطفالي ثلاث سنوات في الشارع يحي محمد: 250 جنيها نفقة المخدرات يوميا ..ومريض الإدمان أعمى البصر والبصيرة محمد إسماعيل: تعلمت الإدمان في أحد الأفراح ..بدأت بالترامادول وانتهيت بالكوكايين خالد السيد: أمي كادت تموت قهرا وهي تراني أتعاطي الهيروين محمد عصام: موت صديقي أمامي ترك في أثرا لا ينسي .. ووقتها قررت العلاج من الإدمان حسين مخلوف :500جنيه لشراء المخدرات في اليوم..و"فرحة" كانت السبب ابراهيم متولي:تحولت من مدمن إلى مُعالج لحالات الإدمان بعد الضجة الأخيرة التي أحدثتها عدة تحقيقات استقصائية ، مكتوبة وأخري تلفزيونية إصافة إلى تبني عدد من كتاب وكاتبات السيناريو للقضية التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الأخيرة وتركت أثرا واضحا في نفوس كثر من الأسر المصرية وأولي الأمر وغيرهم من التربويين والمهتمين بإصلاح النشئ ،نظرا لما تمثله المخدرات من خطورة بالغة على شبابنا ومجتمعاتنا المحافظة وحتي المنفتحة والمقتدرة ماليا إذ أنها موت محقق وانتحار بطئ وإنحدار بكافة المثل الإخلاقية والقيمية إلي حافة الهاوية . شبكة الاعلام العربية "محيط" التقت عددا من الحالات المتعافية من هذا المرض اللعين، والذين اتخذوا قرارهم الجرئ بالابتعاد عن طريق الموت ،بعد أن قصّوا خاضوا أعنف وأشد التجارب قسوة في طريق الإمان ثم التعافي . الملفت أنهم جميعا أكدوا لنا كونهم ضحايا وقعوا فريسة لمرض أوشك على تغييب عقولهم للأبد، بعد أن أعطاهم لذة شهر عسل ذاقوا فيه نشوة السعادة الزائفة على موائد " هلكة " عامرة ما أولمت لهم إلا لتفترسهم . حالات من المتعافين مرّت بتجارب صعبة ، منهم من ارتابت فيه ابنته بعد أن رأت نموذجا لمتعاطي آخر مارس الجنس مع ابنته أثناء مشاهدتها لإحدى البرامج التلفزيونية ،فتجنبته وقلقت من وجوده في المنزل، ومنهم من أضاع وظيفته المرموقة وباع منزله مقابل شراء المخدرات وشرد أبناءه وطلق زوجته وعاش في الشارع 3 سنوات لا ملجأ له إلا مستشفي العباسية . "يحي محمد" شاب يبلغ من العمر أربع وعشرين عاماً ، يعمل بائع بمحل مجوهرات ،حاصل على ليسانيس حقوق عام 2013 ، يقول إنه استمر لمدة أربع سنوات في تعاطى المخدرات وتناول جميع أنواعها بدأ ب"البراشيم" وحتى الهيروين والكوكايين، وقد تعافى من الإدمان بعد فترة علاج ثلاثة شهور. وأضاف "يحي" عن حالته ومعاناته :" مريض الإدمان لديه إنكار يعمي العينين، لا أحد يحاول إقناعه إلا نفسه وتجاربه التي يمر بها ،كانت مصاريفي كلها على المخدرات ما لا يقل عن 250 جنيه يومياً ، علمتني الإسراف والتبذير، الفضل لله في علاجي ثم لأسرتي ، لقد كنت أظن أن المرض سيخرج مني بسهولة لكني وجدت صعوبات في فترات علاجي ، ودخلت مستشفيات خاصة بمبلغ 7 الآف جنيه في الشهر ، لمدة 6 شهور فيها ولم أتعاف من الإدمان. وأوضح أن المتعاطي كالميت بعد علاجه يولد من جديد ، وبعد معافاته من الإدمان شعر بوجوده وسط أهل ، يتذوق طعامه ويستريح في نومه وأفعاله وجميع تصرفاته ،لافتاً إلى أن أصعب فترات حياته كانت في الأيام الأولى من امتناعه عن تناول المخدرات وعدم قدرته على النوم بسبب تأثير الإدمان عليه منذ صغره. "محمد إسماعيل" ،شاب يبلغ من العمر تسع وعشرين عاماً ،يسكن في منطقة شبين القناطر، يعمل"سائق أجرة" متزوج ولديه ثلاث أولاد ، تعاطي المخدرات لمدة 14 سنة، وتعافى منها منذ 10 شهور . يحكي "اسماعيل" عن تحريته مع الإدمان قائلاً : البداية كانت منذ انزوائي عن أهلي والتجائي لطرق وأساليب الانحراف تعلمت الإدمان من الأفراح ،وكان عمري وقتها 13 سنة ، تماديت في تعاطي الترامادول والبانجو ثم انتهى بي الحال مدمنا للكوكايين . ويضيف : عولجت في متشفيات خاصة "كنت عامل زي "الجربان "بسبب البودرة ،بهرش في كل أجزاء جسدي ،لإفراطي في تناول الكوكايين ،كما كانت فترة سحب السموم من أصعب أيام حياتي ، ولكن العلاج والإقلاع عن الإدمان قرار الشخص بإرادته فقط. وأشار إلى أن مصاريفه التي كانت تذهب لشراء المخدرات بلغت ما بين 250 إلى 300 جنيه في اليوم ، وأن مخدره المفضل كان الكوكايين ،مضيفاً أن مخدر الكوكايين لا يتفق مع الحشيش في جسم الإنسان ،وفي حالة صعوبة حصوله على الكوكايين يتناول نصف شريط ترامادول حتى يزول الألم قليلًا، إلى أن يجد مادته الأساسية ، ناصحاً كل الشباب بالابتعاد عن الصحبة السوء ،والأفراح المشبوهة. أما "خالد السيد" الذي يبلغ من العمر 43 سنة، يقيم في المطرية ، ويمتهن مهنةالجزارة ،أكد أنه تعاطى المخدرات لمدة 23 سنة كان غائباً فيها عن الدنيا ،غار من أحد أصدقائه المتعاطون واصفاً الأمر: كنت بشوف صاحبي هو " البرنجي" في المنطقة ، وإنه بسيجارته الملفوفة مثال الرجولة على الرغم من إني كنت أفضل منه ، لكنه السبب في ضياع سنوات عمري بسبب المخدرات . وأضاف أن المخدرات نهايتها إما السجن أو المصحات أو الموت ،مشيراً إلى أنه كان يشتري مخدرات ب 300 جنية في اليوم الواحد ، حيث بدأ بسيجارتين وانتهى بالهيروين (المادة العالية)، مشيراً إلى حسن استقبال المستشفى له فور اتصاله بالرقم الساخن. متعاف آخر من الإدمان التقينا به ، يدعى "محمد السيد"، طالب بكلية التجارة، جامعة حلوان في الفرقة الرابعة حالياً ،قال: تعاونت مع أسرتي ووصلت مرحلة كبيرة من تعاطي الهيروين ،الذي أثر على صحتي ، كانت مصاريف شراء الهيروين كبيرة لا استطيع أن أفصح عنها أو عن مصدرها. وأضاف "السيد" أنه تعافى من الإدمان في فترة 3 شهور ،مشيراً إلى أن المنطقة والحي الذي يسكنه كانا عاملين أساسيين في تعاطيه كونه يقطن بمنطقة المرج . "محمد عصام "، أوضح أن موت ثلاثة من زملائه في الجامعة العام الماضي " أوفر دوس " بسبب تعاطيهم جرعا زائدة من الهيروين كانت نقطة رئيسية في اتخاذ قراره بالابتعاد عن المخدرات ،مؤكدا أن أقرب أصدقائه توفى منذ ثلاثة شهور،فكان له الأثر الأكبر في الوصول لمستشفى العباسية للتعافي من الإدمان. وأشار "عصام " إلى أنه كان رجلا رياضيا ولكن حب الاستطلاع كان السبب في وضعه على أول طرق الإدمان ،مضيفاً: بدأت تعاطي المخدرات في سن 16 سنه ، ومصاريفي كلها كانت على المخدرات ، وتعاطيت الهيروين مع الزملاء لمدة 5 شهور ،وتناول المخدرات كان بعيداً عن منزله. وأوضح أن خطة علاجه استغرقت 6 شهور ، مؤكداً على استكمال دراسته في جامعة حلوان ،والعودة إلى حياته من جديد. وليد محمد عبد الحفيظ " يقول إنه باع منزله مقابل شراء المخدرات ،وعاش في الشارع بدون منزل لمدة 3 سنوات ،وشردت أسرته وأولاده وبناته الثلاث. وأضاف: كنت أعمل موظفا في شركة مصر للطيران ،فضاعت وظيفتي ،وضاعت أسرتي وطلقت زوجتي وُشرد أولادي ،وبعت منزلي مقابل الحصول على الهيروين ،ولكن نومي في الشارع كان السبب الأول في أن أعود لحياتي وأكتفي بالخسائر التي منيت بها ذهبت للمستشفي وبدأت أتلقى العلاج ،وأحاول الآن التعافي لأعود لحياتي مرة أخرى. "حسين مخلوف" من أبناء الزاوية الحمراء أضاف أنه تعاطى المخدرات لمدة 17 سنة ، كنت لا أرى انطباعات الناس عني أو نظراتهم لي ، لم أكن أهتم بأي شئ. وأضاف : حاصل على دبلوم صناعة، متزوج وأنجبت طفلة، أعمل سائق، عمري 45 سنة ،وكانت بيتي سيخرب ،وكنت على وشك تطليق زوجتي بسبب المخدرات ،وكان القرار مابين المأذون أو المستشفى للعلاج لكن ابنتي(فرحة) الصغيرة كانت السبب الأول في توجهي للمستشفى ،وانتهى علاجي بعد 3 أشهر في المستشفى ، وصلت الفترة الأخيرة إلى أني كنت أصرف ما لا يقل عن 500 جنية في اليوم لشراء مخدرات . وعن بداية تناوله المخدرات قال : البداية كانت حب استطلاع لكني تعاطيت لمدة 25 سنة ، تبدأت بالحشيش وانتهت بالهيروين . أنا دلوقت بعالج الناس من الإدمان وبطالهم يبطلوا مخدرات ... بداية كلمات المتعافي "ابراهيم متولي " من الإدمان بعد أن كان من أكثر المدمنين انقلب السحر على الساحر وتعافي في مستشفى العباسية . ، شهور فترة علاجي في مستشفى العباسية ،هناك رضا على نفسي عندي 3 بنات وكأني لم أكن موجود أو هناك إحساس بأني أب لثلاث بنات واكتشفت بعد 20 سنة أنى عندى بنات عندهم 12 تعالجت مع الدكتور مصطفى حسين عن أكثر المواقف التي أثرت في "متولي" وجعلته اتخذ قرارً بالابتعاد عنه ، قال: اكتشف أن بنتي شاهدت إحدى البرامج التلفزيونية ، لرجل مارس الجنس مع بناته في غرفتهم تحت تأثير المخدرات ، والأب كان لديه 3 بنات مثلي أيضاً ، وكان نفس حالتي ،ففهمت من ابنتي أنها قلقه مني، ومن وجودي في المنزل ، كان موقفاً مؤثراً جداً ،فكانت بداية خطوتي للعلاج من المخدرات ،واتصلت على الخط الساخن و منه تم استقبالي في مستشفى العباسية. الدكتور عبد الرحمن حماد رئيس وحدة الإدمان بمستشفى الصحة النفسية بالعباسية ، قال لشكبة الإعلام العربية محيط إن المدمن المتعافي اتخذ قرار علاجه بحل مشكلته بنفسه وبرغبته ، مضيفاً أن وحدة الإدمان قدمت الخدمة بمهنية واحترام . وأشار إلى أن الكثير من المصريين يتعاملون مع المدمن على أنه مجرم لكنه مرض يصيب العقل مثل الأمراض الأخرى ، موضحاً أن 82 من خريجي وحدة الإدمان بالعباسية تعافوا من المرض تماما ومنهم 15 مريضا عولجوا في فترة أكثر من سنتين ، ومن بينهم أيضا عشرون فتاة تم علاجهن في سنتين. وأوضح أن هناك طرقا أخرى للعلاج يطلق عليها الإبداع أو العلاج بالفن سواء بالرسومات وتأدية المهارات المختلفة ، وهناك أنشطة ترفيهية للمدمنين ،علاوة على التوعية بالإرشاد الأسري ، مطالباً بعدم القبض على المتعافين وتوفير فرص عمل لهم بعد تعافيهم . وأضاف : حالات علاج الإدمان وصلت 16 ألف مريض العام الماضي بزيادة نسبة 16% عن عام 2013 ، ومنذ بداية عام 2015 هناك 150 حالة يومياً في المستشفى ،كما لفت إلى أن مشكلة المخدرات أصبحت أكثر مشكلة قومية ومرتبطة بعوامل كثيرة في الدولة منها الأمن. وذكر أن علاج المدمن في المستشفى يكون بالمجان لمدة 3 شهور على نفقة الدولة ، مشرا إلى أن أقل تكلفة علاجية لمريض في مصحة علاجية "علاج تحت بير السلم" بحسب وصفه تصل إلى 4 الآف جنيه في الشهر وتكون ببرامج علاجية وأغذية سيئة جدا ، مشيراً إلى أنه يوجد إقبال كبير على مستشفى العباسية ، مضيفاً أنه شاهد حالات لمتعاطين يبلغون من العمر 60 عاما وآخين لم يكملوا عامهم العشرين يقومون بأعمال إجرامية يومية من أجل توفير مصاريف الإدمان. وقال الدكتور رضا الغمرواي" مدير مستشفى الصحة النفسية بالعباسية إن أكثر حالات الإدمان في وحدة الإدمان من متعاطي الحشيش ،مضيفاً أن المستشفى تستقبل 200 حالة يومياً. وأضاف "الغمراوي " أن العلاج من الإدمان في المستشفي ناجح بنسبة 99%،مشيراً إلى أن هناك بعض الصعوبات والضغوط التي تواجههم نتيجة قلة الإمكانيات خاصة مع زيادة عدد الحالات وان علاج المرضي وأعدادهم متوقفة على حالة المادة المخدرة المتوفرة في السوق ،فإذا توفرت المادة قل عدد المصابين وإذا انعدمت أو قلت لجأوا للعلاج