بعد ساعات.. فتح معبر رفح أمام الفلسطينيين للعودة إلى غزة    تراجع طفيف لأسعار الذهب وعيار 21 يسجل 5730 جنيها وجنيه الذهب يقترب من 46 ألف    شعبة المخابز: ارتفاع سعر رغيف الخبز السياحي ل 2.25 جنيه والمواطن لن يشعر بالزيادة    تعرض محافظ الدقهلية لموقف محرج| سيدة تلقي كيس قمامة به نفايات دواجن أمامه    حماس: قرار نتنياهو بمنع فتح معبر رفح من الجانب الفلسطيني خرق فاضح لبنود الاتفاق    الكرملين: قمة بين بوتين وترامب قد تعقد في غضون أسبوعين أو بعد ذلك بقليل    العالم هذا الصباح.. الأمم المتحدة تحذر من مخاطر الذخائر غير المنفجرة فى غزة.. نتنياهو: الحرب ستنتهى بعد نزع سلاح حماس.. وباكستان: على طالبان أفغانستان اتخاذ خطوات فوريبة لتفكيك الشبكات الإرهابية    بعثة الأهلى تصل القاهرة بعد الفوز على إيجل نوار فى دورى أبطال أفريقيا    طقس اليوم الأحد.. حر مخادع يجتاح البلاد نهارًا    قبل مباراة اليوم.. تاريخ مواجهات ليفربول ومانشستر يونايتد    البامية ب50 جنيهًا.. أسعار الخضروات فى أسواق الإسكندرية اليوم الأحد 19 أكتوبر 2025    حبس تشكيل عصابي بتهمة ترويج المخدرات في الإسكندرية    مصرع شابين في حادث تصادم مأساوي بطريق قليوب قرب مزلقان العادلي    فاضل 64 يومًا.. الشتاء يبدأ رسميًا 21 ديسمبر ويستمر 88 يومًا و23 ساعة    إزالة حالة تعدٍ على الأرض الزراعية بقرية الأخصاص بمنشأة القناطر    شرطة نيويورك: متظاهرون كثيرون يشاركون في الاحتجاجات    سعر الدولار الآن أمام الجنيه بالبنك المركزي المصري والبنوك الأخرى قبل بداية تعاملات الأحد 19 أكتوبر 2025    محافظ الجيزة يتابع التزام مواقف سيارات السرفيس والنقل بالتعريفة الجديدة    موعد بدء امتحانات نصف العام واختبارات شهر أكتوبر 2025    أطول تلاتة في الجونة.. احمد مجدي يمازح أحمد السعدني وخالد سليم    بافرح لما راجل يديني مصحف.. منة شلبي: «الساحر» نقطة تحول في حياتي.. ولا اعترف بلقب النجمة    دعاء الفجر| اللهم جبرًا يتعجب له أهل الأرض وأهل السماء    نقيب الصحفيين: بلاغ لوزير الداخلية ووقائع التحقيق مع الزميل محمد طاهر «انتهاك صريح لقانون النقابة»    فتح فصل ثانوي مزدوج جديد لتخصص استخلاص وتصنيع الزيوت النباتية في مطروح    أحمد سعد يغادر إلى ألمانيا بطائرته الخاصة استعدادًا لحفله المنتظر    أحمد العوضي يدخل قلوب الجمهور بعد استجابته لحلم طفلة محاربة للسرطان: "أوامرك يا ليلى"    بوني يقود إنتر لانتصار ثمين على روما في كلاسيكو الكالتشيو    «العمل العربية» تشارك في الدورة ال72 للجنة الإقليمية بالصحة العالمية    موعد مباراة منتخب المغرب ضد الأرجنتين في نهائي كأس العالم للشباب والقنوات الناقلة    التعليم توضح الفئات المستفيدة من أجهزة التابلت 2025-2026.. من هم؟ (إجراءات وضوابط التسليم)    وزارة السياحة والآثار تنفي التقدّم ببلاغ ضد أحد الصحفيين    رئيس مصلحة الجمارك يتفقد قرية البضائع بمطار القاهرة    شبانة: أداء اليمين أمام مجلس الشيوخ مسئولية لخدمة الوطن والمواطن    مصرع عروسين اختناقًا بالغاز داخل شقتهما ليلة الزفاف بمدينة بدر    عملوها الرجالة.. منتخب مصر تتوج بكأس العالم للكرة الطائرة جلوس    نتنياهو يعلن نيته الترشح مجددًا لرئاسة الوزراء في الانتخابات المقبلة    أتلتيكو مدريد ينتصر على أوساسونا بالدوري    تفاصيل محاكمة المتهمين في قضية خلية مدينة نصر    المستشار الألماني: الاتحاد الأوروبي ليس في وضع يسمح له بالتأثير على الشرق الأوسط حتى لو أراد ذلك    الاحتلال يشن حملة مداهمات واعتقالات في الضفة الغربية    مكافأة على سجله الأسود بخدمة الانقلاب .. قاضى الإعدامات المجرم "عصام فريد" رئيسًا ل"مجلس شيوخ العسكر" ؟!    ذات يوم مع زويل    زيكو: بطولتي الاولى جاءت أمام فريق صعب ودائم الوصول للنهائيات    وائل جسار: فخور بوجودي في مصر الحبيبة وتحية كبيرة للجيش المصري    ياسر جلال: أقسم بالله السيسي ومعاونوه ناس بتحب البلد بجد وهذا موقف الرئيس من تقديم شخصيته في الاختيار    أحمد ربيع: نحاول عمل كل شيء لإسعاد جماهير الزمالك    محمود سعد يكشف دعاء السيدة نفيسة لفك الكرب: جاءتني الألطاف تسعى بالفرج    إصابة 10 أشخاص بينهم أطفال في هجوم كلب مسعور بقرية سيلا في الفيوم    لا مزيد من الإحراج.. طرق فعالة للتخلص من رائحة القمامة في المطبخ    الطعام جزء واحد من المشكلة.. مهيجات القولون العصبي (انتبه لها)    فوائد شرب القرفة باللبن في المساء    أتلتيكو مدريد يتخطى أوساسونا في الدوري الإسباني    برج الثور.. رمز القوة والثبات بين الإصرار والعناد    هل يجوز للزوجة أن تأخذ من مال زوجها دون علمه؟.. أمين الفتوى يوضح    توجيهات عاجلة من وكيل صحة الدقهلية لرفع كفاءة مستشفى جمصة المركزي    "الإفتاء" توضح حكم الاحتفال بآل البيت    مواقيت الصلاة اليوم السبت 18 أكتوبر 2025 في محافظة المنيا    أعضاء مجلس الشيوخ يؤدون اليمين الدستورية.. اليوم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قناة السويس من 3950 سنة وحتى اليوم
نشر في محيط يوم 06 - 08 - 2015

اليوم تحتفل مصر بحدث تاريخى فريد بعرس قناة السويس الجديدة وهى امتداد حضارى لأول قناة صناعية شقتها يد الإنسان لتصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر لتربط الشرق بالغرب وتنقل حضارات العالم القديم عبر البحر الأبيض إلى شواطئ أوربا الجنوبية والعالم الجديد وكانت وسيلة انفتاح مصر على العالم أجمع فى مختلف العصور وكانت شريان التبادل التجارى بين شعوب الشمال والجنوب حفرها سنوسرت الثالث منذ 3950 سنة .
وقد حفر الملك سنوسرت الثالث القناة الثلاثية التى تربط البحرين الأبيض والأحمر بحفر قناة تصل كلا منهما بالبحيرات المرة والتى تربطها فى نفس الوقت بممر مائى يصلها بنهر النيل عند مدينة منف.
وقد سجل افتتاح هذه القناة على لوحة منحوتة على الواجهة الخارجية للجدار الشمالى بمعبد الكرنك واستمر الاحتفال بافتتاح قناة سنوسرت كعيد من أعياد سنوسرت المقدسة حتى أواخر الأسرة الثامنة عشر .
ولعبت هذه القناة دوراً هاماً فى تاريخ مصر العسكرى والاقتصادى فى عصرها الذهبى خلال الأسرة 18 فى كل فتوحات وحروب أحمس وتحتمس وأمنحتب الثانى .
كما ورد ذكرها فى وثائق حتشبسوت وإخناتون وأمنحتب الثالث حيث كانت تمر خلالها السفن التجارية الكبيرة التى كانت تنقل أخشاب الأرز ومواد البناء والحيوانات والبضائع من مختلف موانئ البحرين الأحمر والأبيض وبلاد بونت .
كانت السفن تمر فى الفرع النهرى لتصل إلى منف وطيبة على شاطئ النيل وذلك طبقاً لما جاء فى كتاب الدكتور سيد كريم " لغز الحضارة المصرية" .
وقام نخاو الثانى 610 – 595 ق.م. ثانى ملوك الأسرة 26 قام بحفر قناة تصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر ولم يكملها بل توقف بعد أن حفر الجزء الجنوبى الذى يمتد من خليج السويس إلى البحيرات المرة .
وامتد حفر القناة فى عهد بطليموس الثانى 285- 246ق.م. إلى البحيرات المرة لتتصل بفرع النيل الشرقى كما تم حفر الجزء الشمالى منها الموصل للقنطرة والبحر الشمالى
وكان عرض القناة يسمح بمرور سفينتين كبيرتين متجاورتين وكانت سفن الشمال تحمل أخشاب الأرز والنسيج من شواطئ البحر الأبيض وسفن الجنوب تحمل التوابل والعطور والحيوانات والعاج والأبنوس والأحجار الكريمة .
وكانت الرحلة تستغرق من كلا من شاطئ البحر الأبيض والأحمر لبحيرة التمساح ثلاثة أيام وافتتح بطليموس الثانى القناة فى سفينته الخاصة أرسنوى الجميلة وأبحر بها من الإسكندرية ودخل القناة من بلوزيوم (الفرما) وعبر القناة حتى مدخلها من البحر الأحمر (أروترى) وأقيمت الاحتفالات فى مدينة أرسنوى (السويس) وبحيرة التمساح .
وقام عمرو بن العاص 642م بوضع مشروع قناة جديدة من مدينة الفرما لتصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر ولكن الخليفة عمر بن الخطاب عارض المشروع خوفاً من طغيان البحر الأحمر على أرض مصر وأمر بالاستعاضة عنها بإعادة حفر القناة الرومانية القديمة التى تربط الفسطاط ببحر القلزم (السويس حالياً) لتحقيق التبادل التجارى ونقل الحجاج .
وحديثاً تقدم المهندس ديليسبس بمشروع حفر القناة فى عهد سعيد باشا واستعداد شركته لتنفيذه بتكلفة 7 مليون جنيه وتعثر المشروع لحملات التشكيك التى قامت بها الحكومة البريطانية لدى الباب العالى ومختلف الدول الغربية التى تؤازرها خوفاً من نفوذ فرنسا .
وعند تولى إسماعيل باشا الحكم 1863 لاحظ أن مهندسي شركة ديليسبس قد حفروا القناة بطول 160كم وقام بتعديل عقد الشركة بعد أن كانت تسخّر العمال المصريين فى الحفر دون مقابل وفى ظروف غير إنسانية وتم منع العمال المصريين من الحفر إلا برغبتهم وبأجر وتقديم الغذاء والعلاج والكساء المناسب لهم .
وتقوم الشركة بإعداد أجهزة الحفر ونقل الرمال وقطع الأحجار واحتفل بافتتاح قناة السويس 16 نوفمبر 1869 وحضر الاحتفال كلا من الإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث وإمبراطور النمسا وولى عهد روسيا وولى عهد هولندا .
وقد تبع مشروع حفر قناة السويس شق ترعة الإسماعيلية للملاحة النهرية بين القاهرة والقناة لإمدادها بمياه الرى والشرب أسوة بالقناة الثلاثية التى حفرها سنوسرت الثالث منذ 3950 سنة
والآن رئيس مصر وجيشها وشعبها يحفرون قناة المستقبل العبور الثانى لتحقيق التواصل التجارى والحضارى والثقافى بين الشعوب .
القناة تراث عالمى
ومن هذا المنطلق الحضارى والثقافى للقناة الجديدة حددت دراسة علمية لخبير التراث العالمى المتعاون لدى منظمة اليونسكو والإيسيسكو والمرشح لشغل منصب مدير مركز التراث العالمى الدكتور عبد العزيز سالم أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة عدة معايير دولية لاستحقاق قناة السويس التسجيل كتراث عالمى طبيعى وثقافى .
ويوضح الدكتور عبد العزيز سالم خبير التراث العالمى أن قناة السويس الجديدة بوابة ثقافية عالمية جديدة لمصر ستسهم فى تفعيل دور مصر الثقافى فى المحافل الدولية وتحويل ضفتى القناة لملتقى ثقافى عالمى بما يعزز فرص الحوار مع الآخر وكذلك حوار الحضارت وإبراز مواقعها التراثية على الخريطة السياحية بتحويل قناة السويس لمتحف مفتوح يحكى قصة الحضارة المصرية عبر العصور التاريخية .
ويضيف الدكتور عبد العزيز سالم بأن قناة السويس بمصر تتفق مع قناة ميدي بفرنسا فى نفس المعايير الدولية المطلوبة من أجل تسجيل الممتلكات الثقافية فى لائحة التراث العالمى وإن كانت القناة الفرنسية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسى فإن قناة السويس تربط بين البحرين الأبيض والأحمر من جهة وبين المحيط الهندى عبر مضيق باب المندب والمحيط الأطلسى عبر مضيق جبل طارق من جهة أخرى وهو ما يجعل من قناة السويس قيمة عالمية استثنائية تستوجب إدراجها فى لائحة التراث العالمى .
وقد حددت الدراسة المعايير الدولية لتسجيل قناة السويس تراث عالمى ومنها أن يكون الموقع المرشح للتسجيل يمثل أحد روائع العقل البشرى المبدع وهذا المعيار متوفر فى فكرة ربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر عبر قناة مصرية قديمة وكذلك الإبداع في عمليات حفر القناة الأولى بأدوات أولية والقناة الثانية بأحداث الوسائل التكنولوجية.
والمعيار الثانى الخاص بأن يتجلى فى الموقع تأثيرات قوية متبادلة جرت على امتداد فترة من الزمن داخل منطقة ثقافية من العالم تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أوالتكنولوجية أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية وهذا المعيار متوفر بوضوح فى الأحداث التاريخية والسياسية المرتبطة بقناة السويس وفي الأبنية التاريخية والمدن المنتشرة فى محور القناة .
وأن المعيار الثالث التى حددته الدراسة بأن يكون الموقع المرشح مثالاً بارزاً على نوعية من البناء أوالمعمار أو مثال تقنى أو مخطط يوضح مرحلة هامة فى تاريخ البشرية ويتوفر هذا المعيار فى نوعية البناء فى مدن القناة حيث تشتمل تلك المدن على العديد من الأبنية التراثية المحتفظة بخصائصها المعمارية المتفردة والمتمثل فى التراث الثقافى بمدينة بورسعيد والإسماعيلية والسويس التى تضم الطرز المعمارية الإيطالية والفرنسية والإنجليزية واليونانية والإسلامية مع تنوع المواقع الأثرية والمتاحف المنتشرة بمحور قناة السويس .
ويتابع د. ريحان بأن المعيار الرابع بأن يكون الموقع المرشح فى قائمة التراث العالمى مثالاً رائعاً لممارسات الإنسان التقليدية فى استخدام الأراضى أو مياه البحر بما يمثل ثقافة أو ثقافات أو تفاعل إنسانى مع البيئة والخامس بأن يكون الموقع المرشح مرتبط بشكل مباشر بالأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية الفائقة وهذا متوفر بقناة السويس والتى تمتلك أيضاً معايير السلامة والأصالة ولها نظام ملائم يكفل لها الحماية والصون والإدارة ومعيار الاستخدام المستدام و معيار الإدارة والمتابعة و معيار الأمثلة المشابهة حيث تشبه قناة ميدي بفرنسا .
وسيسهم تسجيل القناة تراث عالمى فى تعزيز دورها الثقافى دولياً بالإضافة لدورها كأهم وأعظم شريان ملاحى عالمى واعتبارها من أعظم الملتقيات الثقافية عالمياً ومساهمتها فى نشر فكر السلام بين الشعوب بتلاقى الأفكار وحوار الحضارات مما سيسهم بشكل كبير فى محاربة الأفكار المناوئة لذلك والتى تشكّل خطراً على السلام العالمى .
قناة سيزوستريس
كما طالبت دراسة للباحث الآثارى أحمد سعيد أبو عياش مفتش آثار بمنطقة فوة بمحافظة كفر الشيخ بإعادة حفر القناة المصرية القديمة الذى حفرها سنوسرت الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة الذى حكم من عام 1887 إلى 1850 ق.م. وهى القناة التى كانت تربط بين البحر الأحمر ونهر النيل عند مدينة منف القديمة .
ويشير الآثارى أحمد أبو عياش بأن حفر هذه القناة سيؤدى لعودة مصر الفعّالة لمجالها الحيوى فى أفريقيا وتمثل أفريقيا سوقاً واعدة أمام التجارة العالمية عموماً والأسيوية خصوصاً ويربط مصر بأفريقيا نهر النيل الخالد وسيعمل هذا المشروع على غلق طريق المنافسة أمام أية موانئ على ساحل أفريقيا الشرقى قد يتم استخدامها كمنفذ تجارى لشرق ووسط أفريقيا للحد من نفوذ مصر الثقافى والاقتصادى بتلك المناطق وقد ساهمت القناة المصرية القديمة فى ازدياد حركة التجارة المصرية مع أفريقيا وكذلك مع جزر البحر المتوسط مثل كريت وقبرص .
وقد أشارت الدراسة إلى ضرورة إنشاء شركة ملاحة نهرية تعمل جنباً إلى جنب مع مشروعى قناة السويس وقناة سيزوستريس لنقل البضائع القادمة من الأسواق العالمية عبر قناة السويس إلى الأسواق الأفريقية على بواخر مصرية تحمل العلم المصرى تعظيما للمردود الاقتصادى لمصر كما ستسهم فى تفعيل قوى مصر الناعمة فى أفريقيا وشركة الملاحة النيلية لها تاريخ عريق فقد أسسها الوالى محمد سعيد باشا عام 1854وكانت تنقل البضائع والمسافرين عبر نهر النيل على بواخر مصرية .
وأكدت الدراسة على صياغة خطة شراكة إستراتيجية تشتمل على إقامة مراكز استقبال للقوافل التجارية وتقديم الدعم اللوجيستى فى دول حوض النيل ومنها لباقى أفريقيا على أن تكون مصادر التمويل أفريقية ذاتية وكذلك العمل على إنشاء طريق برى على غرار طريق الحرير ليصبح ممراً حديثاً للتجارة والاقتصاد في أفريقيا يبدأ من مصر عبر ثلاثة محاور (السويسبور سعيدالإسكندرية) ويمتد إلى جنوب أفريقيا منتهياً بميناء كيب تاون والذى كان قديماً مرفأ للسفن التى تبحر إلى شرق أفريقيا والهند .
كما ألقت الضوء على دور مصر فى إحياء طريق الحرير وقد بدأت معرفة العالم بالشرق الأقصى مع نهاية العصور الوسطى وبداية التاريخ الحديث وكان طريق الاتصال بالشرق الأقصى فى ذلك الوقت هو طريق الحرير الذى يمر بوسط آسيا وصولاً إلى الصين وكذلك طريق التوابل عبر السفن التى كانت تصل من الهند وسومطره وجاوه إلى الخليج العربى وخليج عدن ومنها عبر البحر الأحمر إلى مصر فالبحر المتوسط وأوربا وتخطط الصين الآن لإحياء طريق الحرير القديم ودمجه فى مشروع واحد مع طريق التوابل وما يخص مصر هو الجزء الخاص بطريق الحرير البحرى والذى يهدف لربط الصين مع دول الخليج العربى والبحر التوسط وصولاً لأوروبا عبر المحيط الهندى مروراً بقناة السويس .
ونؤكد أن إقامة تلك المشاريع مع مشروع قناة السويس الجديدة لا يؤدى فقط إلى زيادة وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية فحسب بل سيغير المشهد السياسى والاقتصادى لمصر وأفريقيا بل والعالم أجمع كما ستصبح مصر العاصمة الرسمية للحركة الاقتصادية والتجارية لأفريقيا وتجارة البحر المتوسط والبحر الأحمر ومركزاً حيوياً لتدفق رؤوس الأموال والاستثمارات من كل أنحاء العالم
سياحة الموانئ البحرية
ومن منطلق أن القناة الجديدة تحيى وتنشط وتساهم فى تنمية السياحة بمحور قناة السويس وسيناء نطالب بنمط جديد من السياحة يساهم فى تنشيط كل المقومات السياحية من بورسعيد إلى طابا من سياحة الآثار والسياحة الدينية والسياحة البيئية والعلاجية والبحرية والترفيهية يتمثل فى بواخر سياحية تجوب موانئ البحر الأحمر لزيارة المواقع الأثرية والسياحية بهذه المدن الساحلية مما سيسهم فى إحياء موانئ قديمة وإنشاء موانئ جديدة .
وستسهم قناة السويس الجديدة فى نجاح هذه النوعية من السياحة وأن المدن الساحلية من بورسعيد حتى طابا لديها مقومات سياحية متنوعة حيث تضم بورسعيد قاعدة تمثال ديليسبس فى مدخل قناة السويس ومبنى هيئة قناة السويس وقد بنى مع افتتاح القناة لخدمة الملاحة الدولية وفنار بورسعيد القديم ومتحف بور سعيد القومى ومتحف بور سعيد الحربى ومتحف النصر للفن الحديث وتضم الإسماعيلية متحفاً به آثار مرتبطة بحفر قناة السويس ولوحات خالدة تسجل تاريخ حفر قناة تربط البحرين الأبيض والأحمر منذ عصر مصر القديمة وتضم السويس متحفاً هاماً .
عيون موسى هى الميناء التالى بعد السويس يضم منطقة العيون التى تفجرت لنبى الله موسى وشعبه فى رحلتهم بسيناء وتبعد 35كم جنوب السويس وكان بها محجر صحى قديم ، وكشفت به وزارة الآثار أفران رومانية يليها ميناء أبو زنيمة 135كم جنوب السويس ، وكانت فى مصر القديمة ميناء مستخرجى الفيروز فى سرابيت الخادم وقد كشفت بعثة آثار جامعة كاليفورنيا عام 1948 عن ميناء مصرى جنوب أبو زنيمة ربما كان الميناء المصرى القديم لخدمة منطقة تعدين كنقطة لشحن وتفريغ سفن بعثات التعدين المصرية المرسلة على البحر الأحمر ومن ميناء أبو زنيمة يمكن زيارة معبد سرابيت الخادم المعبد المصرى القديم الوحيد بسيناء علاوة على سياحة التعايش مع المجتمع السيناوى وسياحة السفارى فى جبال وأودية المنطقة .
أما الميناء التالى فهو ميناء الطور تبعد 269كم عن نفق أحمد حمدى وتضم الطور الميناء المملوكى (648-922ه ، 1250-1516م) الذى يشمل مبانى نادرة من الحجر الجرانيتى والمرجانى والطوب اللبن تقع بتل الكيلانى وهو الميناء الذى كان يخدم التجارة بين الشرق والغرب وقد ظل عامراً حتى بعد افتتاح قناة السويس وتضم الطور دير الوادى من القرن السادس الميلادى فى نفس تاريخ بناء دير سانت كاترين كما يمكن من الطور زيارة دير سانت كاترين فى خلال ساعات .
كما تضم طور سيناء حصن رأس راية وجبل الناقوس الشهير ودير القديس جاورجيوس وحمام موسى يليه ميناء شرم الشيخ المدينة العالمية بكل مقوماتها من سياحة ترفيهية وبيئية وخيمة بدوية وبها رأس محمد أجمل منطقة غوص فى العالم علاوة على مقوماتها البيئية كمحمية طبيعية وتميزها بأشجار المانجروف ذى الشهرة العالمية فى السياحة البيئية .
ويعتبر ميناء نبق المحمية الطبيعية على خليج العقبة من ناحية سيناء تبعد 25كم شمال ميناء شرم الشيخ وهى أقرب ميناء إلى بر الحجاز وتجاهه فى ذلك البر ميناء الشيخ حميد بينهما 9كم ،وتتميز بأشجار المانجروف ثم ميناء دهب ويحوى الميناء القديم منذ عهد الأنباط فى القرن الأول قبل الميلاد وكانت عاصمتهم االبتراء بالأردن حالياً ويضم الميناء فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة علاوة على شاطئ دهب والرياضات البحرية الشهيرة المرتبطة به علاوة على رياضة الغوص والسياحة البيئية فى أودية دهب يليها ميناء نويبع الذى يبعد 75كم شمال دهب.
وتتميز مدينة نويبع بوجود آثار حربية من عهد أسرة محمد على كنقطة عسكرية متقدمة بهذه المنطقة تعود لعام 1893 وعدة جبال لسياحة السفارى ومن نويبع يمكن زيارة طابا براً أو عبر يخوت بحرية لزيارة قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا والاستمتاع بالغوص حول الجزيرة لوجود شعب مرجانية نادرة ورائعة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.