«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



قناة السويس من 3950 سنة وحتى اليوم
نشر في محيط يوم 06 - 08 - 2015

اليوم تحتفل مصر بحدث تاريخى فريد بعرس قناة السويس الجديدة وهى امتداد حضارى لأول قناة صناعية شقتها يد الإنسان لتصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر لتربط الشرق بالغرب وتنقل حضارات العالم القديم عبر البحر الأبيض إلى شواطئ أوربا الجنوبية والعالم الجديد وكانت وسيلة انفتاح مصر على العالم أجمع فى مختلف العصور وكانت شريان التبادل التجارى بين شعوب الشمال والجنوب حفرها سنوسرت الثالث منذ 3950 سنة .
وقد حفر الملك سنوسرت الثالث القناة الثلاثية التى تربط البحرين الأبيض والأحمر بحفر قناة تصل كلا منهما بالبحيرات المرة والتى تربطها فى نفس الوقت بممر مائى يصلها بنهر النيل عند مدينة منف.
وقد سجل افتتاح هذه القناة على لوحة منحوتة على الواجهة الخارجية للجدار الشمالى بمعبد الكرنك واستمر الاحتفال بافتتاح قناة سنوسرت كعيد من أعياد سنوسرت المقدسة حتى أواخر الأسرة الثامنة عشر .
ولعبت هذه القناة دوراً هاماً فى تاريخ مصر العسكرى والاقتصادى فى عصرها الذهبى خلال الأسرة 18 فى كل فتوحات وحروب أحمس وتحتمس وأمنحتب الثانى .
كما ورد ذكرها فى وثائق حتشبسوت وإخناتون وأمنحتب الثالث حيث كانت تمر خلالها السفن التجارية الكبيرة التى كانت تنقل أخشاب الأرز ومواد البناء والحيوانات والبضائع من مختلف موانئ البحرين الأحمر والأبيض وبلاد بونت .
كانت السفن تمر فى الفرع النهرى لتصل إلى منف وطيبة على شاطئ النيل وذلك طبقاً لما جاء فى كتاب الدكتور سيد كريم " لغز الحضارة المصرية" .
وقام نخاو الثانى 610 – 595 ق.م. ثانى ملوك الأسرة 26 قام بحفر قناة تصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر ولم يكملها بل توقف بعد أن حفر الجزء الجنوبى الذى يمتد من خليج السويس إلى البحيرات المرة .
وامتد حفر القناة فى عهد بطليموس الثانى 285- 246ق.م. إلى البحيرات المرة لتتصل بفرع النيل الشرقى كما تم حفر الجزء الشمالى منها الموصل للقنطرة والبحر الشمالى
وكان عرض القناة يسمح بمرور سفينتين كبيرتين متجاورتين وكانت سفن الشمال تحمل أخشاب الأرز والنسيج من شواطئ البحر الأبيض وسفن الجنوب تحمل التوابل والعطور والحيوانات والعاج والأبنوس والأحجار الكريمة .
وكانت الرحلة تستغرق من كلا من شاطئ البحر الأبيض والأحمر لبحيرة التمساح ثلاثة أيام وافتتح بطليموس الثانى القناة فى سفينته الخاصة أرسنوى الجميلة وأبحر بها من الإسكندرية ودخل القناة من بلوزيوم (الفرما) وعبر القناة حتى مدخلها من البحر الأحمر (أروترى) وأقيمت الاحتفالات فى مدينة أرسنوى (السويس) وبحيرة التمساح .
وقام عمرو بن العاص 642م بوضع مشروع قناة جديدة من مدينة الفرما لتصل البحر الأبيض بالبحر الأحمر ولكن الخليفة عمر بن الخطاب عارض المشروع خوفاً من طغيان البحر الأحمر على أرض مصر وأمر بالاستعاضة عنها بإعادة حفر القناة الرومانية القديمة التى تربط الفسطاط ببحر القلزم (السويس حالياً) لتحقيق التبادل التجارى ونقل الحجاج .
وحديثاً تقدم المهندس ديليسبس بمشروع حفر القناة فى عهد سعيد باشا واستعداد شركته لتنفيذه بتكلفة 7 مليون جنيه وتعثر المشروع لحملات التشكيك التى قامت بها الحكومة البريطانية لدى الباب العالى ومختلف الدول الغربية التى تؤازرها خوفاً من نفوذ فرنسا .
وعند تولى إسماعيل باشا الحكم 1863 لاحظ أن مهندسي شركة ديليسبس قد حفروا القناة بطول 160كم وقام بتعديل عقد الشركة بعد أن كانت تسخّر العمال المصريين فى الحفر دون مقابل وفى ظروف غير إنسانية وتم منع العمال المصريين من الحفر إلا برغبتهم وبأجر وتقديم الغذاء والعلاج والكساء المناسب لهم .
وتقوم الشركة بإعداد أجهزة الحفر ونقل الرمال وقطع الأحجار واحتفل بافتتاح قناة السويس 16 نوفمبر 1869 وحضر الاحتفال كلا من الإمبراطورة أوجينى زوجة نابليون الثالث وإمبراطور النمسا وولى عهد روسيا وولى عهد هولندا .
وقد تبع مشروع حفر قناة السويس شق ترعة الإسماعيلية للملاحة النهرية بين القاهرة والقناة لإمدادها بمياه الرى والشرب أسوة بالقناة الثلاثية التى حفرها سنوسرت الثالث منذ 3950 سنة
والآن رئيس مصر وجيشها وشعبها يحفرون قناة المستقبل العبور الثانى لتحقيق التواصل التجارى والحضارى والثقافى بين الشعوب .
القناة تراث عالمى
ومن هذا المنطلق الحضارى والثقافى للقناة الجديدة حددت دراسة علمية لخبير التراث العالمى المتعاون لدى منظمة اليونسكو والإيسيسكو والمرشح لشغل منصب مدير مركز التراث العالمى الدكتور عبد العزيز سالم أستاذ الآثار بكلية الآثار جامعة القاهرة عدة معايير دولية لاستحقاق قناة السويس التسجيل كتراث عالمى طبيعى وثقافى .
ويوضح الدكتور عبد العزيز سالم خبير التراث العالمى أن قناة السويس الجديدة بوابة ثقافية عالمية جديدة لمصر ستسهم فى تفعيل دور مصر الثقافى فى المحافل الدولية وتحويل ضفتى القناة لملتقى ثقافى عالمى بما يعزز فرص الحوار مع الآخر وكذلك حوار الحضارت وإبراز مواقعها التراثية على الخريطة السياحية بتحويل قناة السويس لمتحف مفتوح يحكى قصة الحضارة المصرية عبر العصور التاريخية .
ويضيف الدكتور عبد العزيز سالم بأن قناة السويس بمصر تتفق مع قناة ميدي بفرنسا فى نفس المعايير الدولية المطلوبة من أجل تسجيل الممتلكات الثقافية فى لائحة التراث العالمى وإن كانت القناة الفرنسية تربط بين البحر الأبيض المتوسط والمحيط الأطلسى فإن قناة السويس تربط بين البحرين الأبيض والأحمر من جهة وبين المحيط الهندى عبر مضيق باب المندب والمحيط الأطلسى عبر مضيق جبل طارق من جهة أخرى وهو ما يجعل من قناة السويس قيمة عالمية استثنائية تستوجب إدراجها فى لائحة التراث العالمى .
وقد حددت الدراسة المعايير الدولية لتسجيل قناة السويس تراث عالمى ومنها أن يكون الموقع المرشح للتسجيل يمثل أحد روائع العقل البشرى المبدع وهذا المعيار متوفر فى فكرة ربط البحر الأبيض بالبحر الأحمر عبر قناة مصرية قديمة وكذلك الإبداع في عمليات حفر القناة الأولى بأدوات أولية والقناة الثانية بأحداث الوسائل التكنولوجية.
والمعيار الثانى الخاص بأن يتجلى فى الموقع تأثيرات قوية متبادلة جرت على امتداد فترة من الزمن داخل منطقة ثقافية من العالم تتعلق بتطور الهندسة المعمارية أوالتكنولوجية أو الصروح الفنية أو تخطيط المدن أو تصميم المناظر الطبيعية وهذا المعيار متوفر بوضوح فى الأحداث التاريخية والسياسية المرتبطة بقناة السويس وفي الأبنية التاريخية والمدن المنتشرة فى محور القناة .
وأن المعيار الثالث التى حددته الدراسة بأن يكون الموقع المرشح مثالاً بارزاً على نوعية من البناء أوالمعمار أو مثال تقنى أو مخطط يوضح مرحلة هامة فى تاريخ البشرية ويتوفر هذا المعيار فى نوعية البناء فى مدن القناة حيث تشتمل تلك المدن على العديد من الأبنية التراثية المحتفظة بخصائصها المعمارية المتفردة والمتمثل فى التراث الثقافى بمدينة بورسعيد والإسماعيلية والسويس التى تضم الطرز المعمارية الإيطالية والفرنسية والإنجليزية واليونانية والإسلامية مع تنوع المواقع الأثرية والمتاحف المنتشرة بمحور قناة السويس .
ويتابع د. ريحان بأن المعيار الرابع بأن يكون الموقع المرشح فى قائمة التراث العالمى مثالاً رائعاً لممارسات الإنسان التقليدية فى استخدام الأراضى أو مياه البحر بما يمثل ثقافة أو ثقافات أو تفاعل إنسانى مع البيئة والخامس بأن يكون الموقع المرشح مرتبط بشكل مباشر بالأحداث أو التقاليد المعيشية أو الأفكار أو المعتقدات أو الأعمال الفنية والأدبية ذات الأهمية العالمية الفائقة وهذا متوفر بقناة السويس والتى تمتلك أيضاً معايير السلامة والأصالة ولها نظام ملائم يكفل لها الحماية والصون والإدارة ومعيار الاستخدام المستدام و معيار الإدارة والمتابعة و معيار الأمثلة المشابهة حيث تشبه قناة ميدي بفرنسا .
وسيسهم تسجيل القناة تراث عالمى فى تعزيز دورها الثقافى دولياً بالإضافة لدورها كأهم وأعظم شريان ملاحى عالمى واعتبارها من أعظم الملتقيات الثقافية عالمياً ومساهمتها فى نشر فكر السلام بين الشعوب بتلاقى الأفكار وحوار الحضارات مما سيسهم بشكل كبير فى محاربة الأفكار المناوئة لذلك والتى تشكّل خطراً على السلام العالمى .
قناة سيزوستريس
كما طالبت دراسة للباحث الآثارى أحمد سعيد أبو عياش مفتش آثار بمنطقة فوة بمحافظة كفر الشيخ بإعادة حفر القناة المصرية القديمة الذى حفرها سنوسرت الثالث أحد ملوك الأسرة الثانية عشرة الذى حكم من عام 1887 إلى 1850 ق.م. وهى القناة التى كانت تربط بين البحر الأحمر ونهر النيل عند مدينة منف القديمة .
ويشير الآثارى أحمد أبو عياش بأن حفر هذه القناة سيؤدى لعودة مصر الفعّالة لمجالها الحيوى فى أفريقيا وتمثل أفريقيا سوقاً واعدة أمام التجارة العالمية عموماً والأسيوية خصوصاً ويربط مصر بأفريقيا نهر النيل الخالد وسيعمل هذا المشروع على غلق طريق المنافسة أمام أية موانئ على ساحل أفريقيا الشرقى قد يتم استخدامها كمنفذ تجارى لشرق ووسط أفريقيا للحد من نفوذ مصر الثقافى والاقتصادى بتلك المناطق وقد ساهمت القناة المصرية القديمة فى ازدياد حركة التجارة المصرية مع أفريقيا وكذلك مع جزر البحر المتوسط مثل كريت وقبرص .
وقد أشارت الدراسة إلى ضرورة إنشاء شركة ملاحة نهرية تعمل جنباً إلى جنب مع مشروعى قناة السويس وقناة سيزوستريس لنقل البضائع القادمة من الأسواق العالمية عبر قناة السويس إلى الأسواق الأفريقية على بواخر مصرية تحمل العلم المصرى تعظيما للمردود الاقتصادى لمصر كما ستسهم فى تفعيل قوى مصر الناعمة فى أفريقيا وشركة الملاحة النيلية لها تاريخ عريق فقد أسسها الوالى محمد سعيد باشا عام 1854وكانت تنقل البضائع والمسافرين عبر نهر النيل على بواخر مصرية .
وأكدت الدراسة على صياغة خطة شراكة إستراتيجية تشتمل على إقامة مراكز استقبال للقوافل التجارية وتقديم الدعم اللوجيستى فى دول حوض النيل ومنها لباقى أفريقيا على أن تكون مصادر التمويل أفريقية ذاتية وكذلك العمل على إنشاء طريق برى على غرار طريق الحرير ليصبح ممراً حديثاً للتجارة والاقتصاد في أفريقيا يبدأ من مصر عبر ثلاثة محاور (السويسبور سعيدالإسكندرية) ويمتد إلى جنوب أفريقيا منتهياً بميناء كيب تاون والذى كان قديماً مرفأ للسفن التى تبحر إلى شرق أفريقيا والهند .
كما ألقت الضوء على دور مصر فى إحياء طريق الحرير وقد بدأت معرفة العالم بالشرق الأقصى مع نهاية العصور الوسطى وبداية التاريخ الحديث وكان طريق الاتصال بالشرق الأقصى فى ذلك الوقت هو طريق الحرير الذى يمر بوسط آسيا وصولاً إلى الصين وكذلك طريق التوابل عبر السفن التى كانت تصل من الهند وسومطره وجاوه إلى الخليج العربى وخليج عدن ومنها عبر البحر الأحمر إلى مصر فالبحر المتوسط وأوربا وتخطط الصين الآن لإحياء طريق الحرير القديم ودمجه فى مشروع واحد مع طريق التوابل وما يخص مصر هو الجزء الخاص بطريق الحرير البحرى والذى يهدف لربط الصين مع دول الخليج العربى والبحر التوسط وصولاً لأوروبا عبر المحيط الهندى مروراً بقناة السويس .
ونؤكد أن إقامة تلك المشاريع مع مشروع قناة السويس الجديدة لا يؤدى فقط إلى زيادة وتنشيط الحركة الاقتصادية والتجارية فحسب بل سيغير المشهد السياسى والاقتصادى لمصر وأفريقيا بل والعالم أجمع كما ستصبح مصر العاصمة الرسمية للحركة الاقتصادية والتجارية لأفريقيا وتجارة البحر المتوسط والبحر الأحمر ومركزاً حيوياً لتدفق رؤوس الأموال والاستثمارات من كل أنحاء العالم
سياحة الموانئ البحرية
ومن منطلق أن القناة الجديدة تحيى وتنشط وتساهم فى تنمية السياحة بمحور قناة السويس وسيناء نطالب بنمط جديد من السياحة يساهم فى تنشيط كل المقومات السياحية من بورسعيد إلى طابا من سياحة الآثار والسياحة الدينية والسياحة البيئية والعلاجية والبحرية والترفيهية يتمثل فى بواخر سياحية تجوب موانئ البحر الأحمر لزيارة المواقع الأثرية والسياحية بهذه المدن الساحلية مما سيسهم فى إحياء موانئ قديمة وإنشاء موانئ جديدة .
وستسهم قناة السويس الجديدة فى نجاح هذه النوعية من السياحة وأن المدن الساحلية من بورسعيد حتى طابا لديها مقومات سياحية متنوعة حيث تضم بورسعيد قاعدة تمثال ديليسبس فى مدخل قناة السويس ومبنى هيئة قناة السويس وقد بنى مع افتتاح القناة لخدمة الملاحة الدولية وفنار بورسعيد القديم ومتحف بور سعيد القومى ومتحف بور سعيد الحربى ومتحف النصر للفن الحديث وتضم الإسماعيلية متحفاً به آثار مرتبطة بحفر قناة السويس ولوحات خالدة تسجل تاريخ حفر قناة تربط البحرين الأبيض والأحمر منذ عصر مصر القديمة وتضم السويس متحفاً هاماً .
عيون موسى هى الميناء التالى بعد السويس يضم منطقة العيون التى تفجرت لنبى الله موسى وشعبه فى رحلتهم بسيناء وتبعد 35كم جنوب السويس وكان بها محجر صحى قديم ، وكشفت به وزارة الآثار أفران رومانية يليها ميناء أبو زنيمة 135كم جنوب السويس ، وكانت فى مصر القديمة ميناء مستخرجى الفيروز فى سرابيت الخادم وقد كشفت بعثة آثار جامعة كاليفورنيا عام 1948 عن ميناء مصرى جنوب أبو زنيمة ربما كان الميناء المصرى القديم لخدمة منطقة تعدين كنقطة لشحن وتفريغ سفن بعثات التعدين المصرية المرسلة على البحر الأحمر ومن ميناء أبو زنيمة يمكن زيارة معبد سرابيت الخادم المعبد المصرى القديم الوحيد بسيناء علاوة على سياحة التعايش مع المجتمع السيناوى وسياحة السفارى فى جبال وأودية المنطقة .
أما الميناء التالى فهو ميناء الطور تبعد 269كم عن نفق أحمد حمدى وتضم الطور الميناء المملوكى (648-922ه ، 1250-1516م) الذى يشمل مبانى نادرة من الحجر الجرانيتى والمرجانى والطوب اللبن تقع بتل الكيلانى وهو الميناء الذى كان يخدم التجارة بين الشرق والغرب وقد ظل عامراً حتى بعد افتتاح قناة السويس وتضم الطور دير الوادى من القرن السادس الميلادى فى نفس تاريخ بناء دير سانت كاترين كما يمكن من الطور زيارة دير سانت كاترين فى خلال ساعات .
كما تضم طور سيناء حصن رأس راية وجبل الناقوس الشهير ودير القديس جاورجيوس وحمام موسى يليه ميناء شرم الشيخ المدينة العالمية بكل مقوماتها من سياحة ترفيهية وبيئية وخيمة بدوية وبها رأس محمد أجمل منطقة غوص فى العالم علاوة على مقوماتها البيئية كمحمية طبيعية وتميزها بأشجار المانجروف ذى الشهرة العالمية فى السياحة البيئية .
ويعتبر ميناء نبق المحمية الطبيعية على خليج العقبة من ناحية سيناء تبعد 25كم شمال ميناء شرم الشيخ وهى أقرب ميناء إلى بر الحجاز وتجاهه فى ذلك البر ميناء الشيخ حميد بينهما 9كم ،وتتميز بأشجار المانجروف ثم ميناء دهب ويحوى الميناء القديم منذ عهد الأنباط فى القرن الأول قبل الميلاد وكانت عاصمتهم االبتراء بالأردن حالياً ويضم الميناء فنار لإرشاد السفن بخليج العقبة علاوة على شاطئ دهب والرياضات البحرية الشهيرة المرتبطة به علاوة على رياضة الغوص والسياحة البيئية فى أودية دهب يليها ميناء نويبع الذى يبعد 75كم شمال دهب.
وتتميز مدينة نويبع بوجود آثار حربية من عهد أسرة محمد على كنقطة عسكرية متقدمة بهذه المنطقة تعود لعام 1893 وعدة جبال لسياحة السفارى ومن نويبع يمكن زيارة طابا براً أو عبر يخوت بحرية لزيارة قلعة صلاح الدين بجزيرة فرعون بطابا والاستمتاع بالغوص حول الجزيرة لوجود شعب مرجانية نادرة ورائعة .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.