الولايات المتحدةالأمريكية و بريطانيا و فرنسا و روسيا وربما إسرائيل، جميعها قوى عسكرية كبرى من المحتمل ان تشارك في الحرب ضد بوكو حرام، وذلك على خلفية "النقص الواضح على مستوى الموارد اللوجستية و البشرية" التي ظهرت على التحالف الإقليمي الإفريقي الحالي في حربه ضد التنظيم النيجيري، بحسب الخبير الاستراتيجي الفرنسي الكاميروني، "صامويل نغيمبوك" في حديث مع للاناضول. وجاء تصريح نغيمبوك، الباحث في معهد العلاقات الدولية و الاستراتيجية بباريس (ايريس)، بمناسبة الموعد الأصلي للإطلاق الرسمي "لقوات التدخل متعددة الجنسيات المشتركة"، الذي كان مفترضا أن أن يجري ذلك بتاريخ 30 يوليو/تموز، بحسب بيان كان صدر يوم 11 يونيو/حزيران الماضي بالعاصمة النيجيرية أبوجا بين ممثلين عن نيجيريا و تشاد و النيجر و الكاميرون، إلا انه لم يتم بعد. ويلفت الخبير إلى أن هذه القوة الإقليمية متواجدة بعد على الأرض وهي تشن عمليات عسكرية ضد بوكو حرام، غير أنه في ظل غياب التنسيق بين مختلف الوحدات القتالية وغياب قيادة مركزية قوية ومهيكلة، فإن المجهودات المبذولة من قبل القوى الإقليمية ممثلة في نيجيريا و الكاميرون و تشاد و النيجير و بنين ضمن حربها ضد بوكو حرام، تبقى "غير كافية". نقص يعزوه نغيمبوك إلى تواضع إمكانات الدول الإفريقية التي تعتمد اقتصادياتها على "توازنات هشة" كما أن تسليحها ليس متطورا ومؤهلا بما فيه كفاية لموادهة حرب العصابات التي تشنها بوكو حرام، ما يجعلها "غير قادرة على الصمود على مدى طويل" وعلى شن حرب تستدعي نفسا طويلا. ويمضي نغيمبوك في تحليله موضحا أن "الحرب ضد بوكو حرام تستوجب تعزيزات على مستوى عدد المقاتلين ، فضلا عن تمويلات إضافية كبرى و دعما للأنظمة الأمنية لضمان السلامة على المستويين الداخلي والخارجي، وجميعها أدوات ليست في متناول الخمس دول التي التزمت بشن الحرب على بوكو حرام". ويرى أن ما سيدفع القوى العسكرية الكبرى إلى تقديم دعمها للقوة الإقليمية الإفريقية، ليس سوى الحفاظ على مصالحها ببلدان حوض بحيرة تشاد، فيما من المرجح أن تدفع أطماع إسرائيل بولوج الساحة الإفريقية وفي تحسين صورة الدولة العبرية عبر العالم، إلى تقديم الدعم، بالنظر إلى الصدمة التي شكلها اختطاف 200 من تلميذات سيتيبوك في أبريل/نيسان 2014 بنيجيريا، للرأي العام العالمي. في نفس هذا الاتجاه، يبين الخبير إن تحالفا دوليا، قد يسهم في الحد من خطورة التنظيم النيجيري المسلح في منطقة حوض بحيرة التشاد ولكنه لن يضمن في المقابل، القضاء على بوكو حرام بشكل نهائي، ويضرب مثل ذلك، النموذج الجزائري، حيث قامت حرب طويلة المدى على الإرهاب لكن ذلك لم يفض إلى القضاء عليه بشكل نهائي. "إن القضاء على بوكو حرام بشكل نهائي يتطلب عقدا من الزمن على أقل تقدير، وعلى أية حال، لن يتم ذلك قبل إيجاد حلول حقيقية للمشاكل الاقتصادية و الاجتماعية التي تعاني منها الدول المعنية بالصراع، لا سيما البطالة و الخطاب المعادي للغرب و القوالب الإيديولوجية المناوئة لأي انفتاح على الآخر، يقول الخبير."، وكانت كل من نيجيريا و الكاميرون، أولى الدول التي قامت بشن الحرب على التنظيم الذي يقوده عبد شيكاو، تبعتها في ذلك كل من التشادوالنيجروبنين، 5 دول شكلت فيما بينها تحالفا دوليا متعدد الجنسيات. وأكملت الدول الخمس إنشاء قوة التحالف الدولي متعددة الجنسيات في شهر يونيو/حزيران الماضي، ومن المنتظر أن يدخل حيز العمل يوم الخميس المقبل، بحسب مصادر عسكرية. ويتكون التحالف الدولي متعدد الجنسيات من قوة قوامها 8700 بين عسكريين و امنيين و عناصر مدنية ومقره العاصمة التشادية نجامينا، بتكلفة تقدر ب 30 مليون دولار سيتم صرفها خلال ال 12 شهرا المقبل. معلومات اكدتها مصادر عسكرية نيجيرية و تشادية متطابقة، أعلنت عن استعدادها تعبئة 3200 و 3500 مقاتلا، فيما تشارك كل من الكاميرون و النيجر و بنين ب 750 رجل لكل منها. ويقود قوات هذا التحالف، الجنرال النيجيري إيليا آبا، بحسب قول الناطق باسم الجيش النيجيري، كريس أولوكولاد، بعد أن وقع اتخاذ القرار بإنشاء هذه القوات في شهر مايو/أيار 2014، كرد على اختطاف بوكو حرام ل 200 من التلميذات بسيتبوك بنيجيريا، وقد كان من المنتظر أن ينطلق هذا التحالف في شن عملياته في نوفمبر/تشرين الأول الماضي، غير أن خلافا بين نيجيريا الناطقة بالانجليزية و جيرانها الفرنكوفونيين، عطل الأمر. وبلغة قبائل "الهوسا" المنتشرة في شمالي نيجيريا، تعني "بوكو حرام"، "التعليم الغربي حرام"، وهي جماعة نيجيرية مسلحة، تأسست في يناير/ كانون الثاني 2002، على يد "محمد يوسف" وتقول إنها تطالب بتطبيق الشريعة الإسلامية في جميع ولايات نيجيريا، حتى الجنوبية منها ذات الأغلبية المسيحية. وانطلق التنظيم النيجيري المسلح في استهداف العسكريين و المدنيين، عام 2009 موقعا آلاف الضحايا شمالي شرق نيجيريا، ثم في منطقة أقصى الشمال الكاميروني وفي النيجر و التشاد، وقد أعلن التنظيم مؤخرا ولاءه لما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية بالعراق و الشام" (داعش) وقد أطلق على نفه مؤخرا إسم "ولاية إفريقيا الغربية".