النائب فريدي البياضي: مشروع قانون الإيجار القديم ظالم للمالك والمستأجر.. وهذه هي الحلول    هل تعاود أسعار السيارات الارتفاع في الصيف مع زيادة الطلب؟ عضو الشعبة يجيب    ب«الزي الرسمي»... أحمد الشرع والشيباني يستعرضان مهاراتهما في كرة السلة (فيديو)    هل هناك بنزين مغشوش.. وزارة البترول توضح    بعد هبوطه في 6 بنوك.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه اليوم الثلاثاء 6-5-2025    أسعار الذهب اليوم الثلاثاء بعد الارتفاع القياسي بجميع الأعيرة    وسائل إعلام: ترامب لا يشارك في الجهود لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس    غارات إسرائيلية تستهدف سلسلة جبال لبنان الشرقية وبلدة طيرحرفا في جنوب لبنان    الحوثيون: ارتفاع ضحايا قصف مصنع بغربي اليمن إلى قتيلين و 42 جريحا    باكستان ترفض اتهامات الهند لها بشأن صلتها بهجوم كشمير    كانت متجهة للعاصمة.. الدفاعات الجوية الروسية تسقط 19 مسيرة أوكرانية    رونالدو يتصدر تشكيل النصر المتوقع أمام الاتحاد في الدوري السعودي    السيطرة على حريق شب داخل محل نجف بمصر الجديدة    «شغلوا الكشافات».. تحذير من الأرصاد بشأن حالة الطقس الآن (تفاصيل)    إحالة مرتضى منصور للمحاكمة بتهمة سب وقذف خالد يوسف وزوجته شاليمار شربتلي    جدول امتحانات الترم الثاني 2025 للصفين الأول والثاني الإعدادي بالجيزة    رفضته ووصفته ب"المجنون"، محمد عشوب يكشف عن مشروع زواج بين أحمد زكي ووردة فيديو)    طرح فيلم «هيبتا المناظرة الأخيرة» الجزء الثاني في السينمات بهذا الموعد؟    تطيل العمر وتقلل الوفيات، أخبار سارة لعشاق القهوة وهذه عدد الأكواب اليومية لزيادة تأثيرها    سقوط تشكيل عصابي تخصص في سرقة المواقع الانشائية بمدينة بدر    ضبط مبلط بتهمة الاعتداء الجنسي على طفل في المنيا بعد استدراجه بمنزل مهجور    الأزهر ينفي ما تم تداوله بشأن اقتراح وكيله بتشكيل لجان فتوى مشتركة مع الأوقاف    الزمالك يستكمل اجتماع حسم مصير بيسيرو عصر اليوم    ترامب: لست متأكدا مما يرغب رئيس وزراء كندا في مناقشته خلال اجتماع البيت الابيض    هل يجوز الحديث مع الغير أثناء الطواف.. الأزهر يوضح    5 مرشحين لتدريب الزمالك حال إقالة بيسيرو    مدرب سيمبا: خروج الزمالك من الكونفدرالية صدمة كبرى فهو المرشح الأول للبطولة    رغم هطول الأمطار.. خبير جيولوجي يكشف أسباب تأخير فتح بوابات سد النهضة    لتفادي الهبوط.. جيرونا يهزم مايوركا في الدوري الإسباني    5 أسماء مطروحة.. شوبير يكشف تطورات مدرب الأهلي الجديد    جموع غفيرة بجنازة الشيخ سعد البريك .. و"القثردي" يطوى بعد قتله إهمالا بالسجن    وزير وفنان وطالب :مناقشات جادة عن التعليم والهوية فى «صالون القادة»    نائب وزير السياحة والآثار تترأس الاجتماع الخامس كبار المسؤولين بمنظمة الثمانية    محافظ الغربية: لا تهاون في مخالفات البناء.. واستعدادات شاملة لعيد الأضحى    شريف فتحي يقيم مأدبة عشاء على شرف وزراء سياحة دول D-8 بالمتحف المصري الكبير    سعر الخوخ والبطيخ والفاكهة بالأسواق اليوم الثلاثاء 6 مايو 2025    مصرع طالب إثر انقلاب دراجة بخارية بقنا    مؤتمر منظمة المرأة العربية يبحث "فرص النساء في الفضاء السيبراني و مواجهة العنف التكنولوجي"    "READY TO WORK".. مبادرة تساعد طلاب إعلام عين شمس على التخظيظ للوظيفة    إيناس الدغيدي وعماد زيادة في عزاء زوج كارول سماحة.. صور    سفيرة الاتحاد الأوروبى بمهرجان أسوان لأفلام المرأة: سعاد حسنى نموذج ملهم    التعليم توجه بإعادة تعيين الحاصلين على مؤهلات عليا أثناء الخدمة بالمدارس والمديريات التعليمية " مستند"    فرط في فرصة ثمينة.. جدول ترتيب الدوري الإنجليزي بعد تعادل نوتنجهام فورست    "كتب روشتة خارجية".. مجازاة طبيب وتمريض مستشفى أبو كبير    احترس من حصر البول طويلاً.. 9 أسباب شائعة لالتهاب المسالك البولية    10 حيل ذكية، تهدي أعصاب ست البيت قبل النوم    4 أبراج «ما بتتخلّاش عنك».. سند حقيقي في الشدة (هل تراهم في حياتك؟)    زيزو أحد الأسباب.. الزمالك مهدد بعدم اللعب في الموسم الجديد    رسميًا.. جداول امتحانات الفصل الدراسي الثاني 2025 بالجيزة (صور)    "كاميرا وروح" معرض تصوير فوتوغرافي لطلاب "إعلام بني سويف"    على مساحة 500 فدان.. وزير الإسكان يتابع الموقف التنفيذي ل "حدائق تلال الفسطاط"    رنا رئيس تتألق في زفاف أسطوري بالقاهرة.. من مصمم فستان الفرح؟ (صور)    تطور جديد في أزمة ابن حسام عاشور.. المدرس يقلب الموازين    جاي في حادثة.. أول جراحة حوض طارئة معقدة بمستشفى بركة السبع (صور)    أمين الفتوى يوضح حكم رفع الأذان قبل دخول الوقت: له شروط وهذا الأمر لا يجوز شرعًا    الإفتاء توضح الحكم الشرعي في الاقتراض لتأدية فريضة الحج    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في بلاط المستبد .. لا كرامة لثائر ولا فقيه في أرضه (3-4)
نشر في محيط يوم 30 - 07 - 2015

الشام والحجاز تشهدان سيناريو الفتنة وقتل أحفاد علي والصحابة
خلفاء بنو أمية يضربون الكعبة .. والحجاج يقتل 120 ألف عراقي!
أبوحنيفة يموت جلدا لرفضه القضاء.. وبن حنبل يعذب في «خلق القرآن»
عقائد الجبر والإرجاء تجعل الحاكم لا يسأل عما يفعل !
نهاية طغاة بني العباس على يد الترك .. سمل العيون أو السم
«خامس الراشدين» يبسط العدل .. و«الرشيد» يحيي حضارة العلم
المستعمرون يحيون التشدد والدروشة .. ويحاربون العقل
"أيها الناس إنما أنا سلطان الله بالأرض .. وخازنه على فيئه أقسمه بارادته وأعطيه بإذنه .. فأسألوه أن يأتيكم من فضله" .. أبوجعفر المنصور من خطبة له بعرفة!
إنه دستور المستبدين الذي يتأمله الكاتب الصحفي محسن عبدالعزيز بكتابه الهام "الاستبداد من الخلافة للرئاسة" والصادر عن دار "الدار" في طبعة ثالثة تزامنت مع حكم الإخوان المسلمين، لتظل صرخة مدوية ضد داء الاستبداد المتوطن بالعالم العربي .
وبعد أن تجولنا مع الكاتب برحلة في زمان الحكم العربي منذ تولي الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر وبسطهما دستور العدل الذي أرساه خاتم النبيين محمد (ص)، ثم هبوب رياح الفتنة بعهد الخليفتين عثمان وعلي ، رضي الله عنهم أجمعين، نتأمل في الحلقة الثالثة ما كان من استبداد بني أمية ومن بعدهم بني العباس ، وشيوع الفساد والانحلال، باستثناء بؤر مضيئة قليلة كعهد عمر بن عبدالعزيز أو هارون الرشيد، لكن الفساد المتمكن سيحيل البلاد لهجمات الصليبيين والتتار .. في سيناريو لا تزال امتنا ترزح تحت أغلاله.
حد السيف
رأينا بالحلقة السابقة كيف جرت واقعة "الحرة" والتي راح أبناء الصحابة ضحيتها، بعد تولية معاوية لابنه يزيد بحد السيف، ورفض عبدالله بن الزبير ورفاقه مبايعة هذا الطاغية الصغير، وكان من أكابر الصحابة ويحظى بمبايعة أهل الحجاز واليمن والعراق، فيما كان مروان بن الحكم واليا للشام خلفا لمعاوية، ولما مات خلف ابنه عبدالملك بن مروان والذي تجهز بجيش عظيم بقيادة الحجاج لمحاربة ابن الزبير ، وكأن التاريخ يعيد نفسه، بمأساة علي بن أبي طالب في مقابل معاوية، والحجاز أمام الشام.
كان عبدالملك – كأبيه – يشتري ولاء التابعين لخصمه ابن الزبير، بينما كان الأخير شجاعا لا يعرف الالتفاف، وانتهت المعركة بمقتل ابن الزبير على يد الحجاج، ونصب عبدالملك خليفة ، فترك المصحف من يده وقال له "هذا آخر عهدنا بك"!، رغم صلاحه وورعه في شبابه، فلما تولى ضرب الكعبة بالمنجنيق واستخف بالصحابة بالمدينة المنورة فختم على أعناقهم وأيديهم!
في عهد عبدالملك، ضُرب الفقيه سعيد بن المسيب حين رفض البيعة لإبني عبدالملك – الوليد وسليمان – وطاف به الرعاع أسواق المدينة، ولما علم الخليفة، اغتم لأن الوالي على المدينة لم يقتله جزاء فعلته!
لقد نهى عبد الملك عن الأمر بالمعروف وخطب الناس وقال "والله لا يأمرنى أحد بتقوى الله بعد مقامى هذا إلا ضربت عنقه" ثم نزل .. واستعان بما يصفه الكاتب بأهم مادة فى دستور معاوية وهى "لا أداوى أدواء هذه الأمة إلا بالسيف حتى تستقيم لى قناتكم..!,
مات عبدالملك بن مروان بعد أن ظل 13 سنة خليفة ، وأهم ما تركه لابنه الوليد ..هو الحجاج بن يوسف الثقفي، والمعروف بقسوته وتجرؤه على حرمات لله،.. أوصاه بأن يتخذه سيفا له ولا يسمعن فيه قول أحد، بل وعلمه ألا يشفق على أحد، وبالفعل فقد تعلم الابن الدرس جيدا وصار جبارا ، ورفض حساب الخليفة عن أفعاله ! وهنا ينتقد الكاتب مقولة الشيخ الشعراوي للسادات بأنه غير مسئول عن أفعاله وهم يسألون، وكأن دستور الاستبداد يجري منا مجرى الدم!
وفي خطاب الحجاج لأهل العراق ، نجده ينعتهم بأهل الفتنة ومتوعدا بإلباسهم لباس الجوع والخوف أو قتلهم، وكأنه مرسل من عند الله! وقد كافأة عبدالملك بتوسيع رقعة ولايته لتشمل إلى جانب العراق، فارس وخراسان وعمان وغيرها ، وقد تمكن من دحر واحدة من الثورات التي قامت ضده بزعامة عبدالرحمن بن الأشعث، والثأر من العراقيين قتلا حتى بلغ من راح ضحيته 120 ألفا، والذين فرحوا بتلك الثورة عليه، جاعلا إياهم يشهدون على أنفسهم بالكفر!
لقد واجهه العابد الفقيه سعيد بن جبير بظلمه وتجرؤه ، فأمر الحجاج بذبحه، فدعا الفقيه بألا يتمكن من أحد بعده، وبالفعل مات الحجاج بعده ب15 يوما! وقيل انه مات مبطونا لنهمه للطعام ، وسلط الله عليه زمهريرا فكان لا يدفأ. فلما مات سجد الفقيه الحسن البصري شكرا، ودعا الله أن تموت سنته بالاستبداد كما مات جسده.
سلسال الفساد
ويتوقف الكاتب عند ملمح هام للغاية، لقد اشتهرت الدولة الأموية بفتوحاتها وبناء المساجد الشاهقة، ومنها المسجد الأموي الذي بني بعهد الوليد بن عبدالملك ، وظل البنائون يشيدونه طيلة 20 عاما ليتموا زخرفته ، في الوقت الذي كان حكام الدولة الاموية يسفكون دماء الأبرياء بلا هوادة، فترى هل للحجر أهمية بعد ضياع البشر! إنه نفاق الحاكم حين يدعي قربى لله ، فيما السجون والمقابر مليئة بضحاياه.
ومن بعد الوليد، يأتي سليمان ، الأكول الشره لحياة الرغد ، والذي دس السم لمحمد بن الحنفية، ابن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه، في حلقة جديدة من إراقة دماء الشهداء الصالحين، ولكن الله لم يهمله فمات بالسم أيضا بعدها بثلاث سنوات!
الغريبة أن سليمان الطاغية، كان سببا بتولي خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز، والذي كانت خلافته بؤرة الضوء الوحيدة بين ركام الظلام الذي منيت به عصور الدولة الأموية، وكانت هذه الطريقة بدفع كتاب المبايعة للناس مختوما، فيبايعوا وهم لا يعرفون لمن! ومن رفض ضربت عنقه!
مؤمن آل فرعون
بهذا الوصف عُرف الإمام والخليفة العادل عمر بن عبدالعزيز، والذي استطاع في عامين أن يعيد سيرة جده لأمه عمر بن الخطاب، وقد خطب في الناس قائلا : لست بخير من أحدكم ولكنى أثقلكم حملاً. وبدأ بآفة كل حاكم ..أقاربه وأهل بيته ..أخذ ما بأيديهم ورده إلى بيت مال المسلمين. كان يرتدي الثياب الخشنة ويزهد بالطعام، وقد واجهته عائلته المستبدة وعلى رأسها هشام بن عبدالملك وهددته فلم ينصاع .
لقد جاء عمر في وقت كنت الدولة الإسلامية يرتع في جنباتها الظلم، كما يصور الكتاب، فأهل مصر نهبهم أسامة بن زيد، والحجاج أهلك أهل العراق، ومحمد بن يزيد يتلذذ بتعذيب أهل إفريقيا، ولم يختلف الأمر ببقية الأمصار، فما كان من الخليفة الجديد إلا أن عزل كل وال خاض بدماء المسلمين أو سرق أموالهم، ومنع تعذيب الناس ليقروا بجرائمهم كما كان يريد عدي بن أرطأة، وسن تشريعا للأخذ بالبينة أي الدليل، وهي روح القوانين السائدة الآن.
لكن الأهم من كل ذلك أن عمرا كان دؤوبا بمتابعة الولاة، كجده بن الخطاب، يكتب لهم : لقد كثر شاكوك ، فإما عدلت أو اعتزلت. وجعل مصير الوالي موكول لرضا رعيته، فيحاسبونه على ظلمه .. ووصل الرخاء بعهده أن طالب ببدل خادم وفرس وأثاث ومسكن لكل مسلم ، وجعل من لا يمتلك ذلك من الغارمين الذين يجب سد غرمهم من بيت مال المسلمين.. فلله درك يا عمر.
لم يكن عمر يميل للبذخ على حساب الرعية، وحينما كتبه له البعض في كسوة الكعبة أجابهم : إنى رأيت أن أجعل ذلك فى أكباد جائعة فإنه أولى بذلك من البيت !..
أفول الأمويين
من بعد عمر نُصب يزيد بن عبدالملك بن مروان خليفة، وكان مشغولا بالجواري الحسان تاركا لأمر المسلمين، ثم جاء من بعده الخليفة هشام بن عبدالملك وكان خشنا فظا بخيلا مكنزا للمال، وهو قاتل زيد بن علي بن الحسين ، الذي خرج ثائرا على هشام وأيد ثورته الإمام أبوحنيفة النعمان وجيش من الصالحين، ولكنهم منيوا بالهزيمة، أمام سطوة الخليفة، ومثل بجسد هذا الثائر الجليل.
بعد عشرين عاما من ولاية هشام، جاء الوليد بن يزيد بن عبدالملك، وكان فاسقا ماجنا، يفعل فعلة قوم لوط علنا، ويرمي المصحف بالسهام، وقد استمرت قصة الثورة الطاهرة على الخليفة الفاسق، ولكنها انتهت كسابقاتها بذبح يحيى بن زيد بن علي بن الحسين رضي الله عنهم. ولكنه لم يعش طويلا فقد قتله الناس حين علموا بنيته شرب الخمر فوق الكعبة، وساندهم بذلك ابن أخيه المسمى يزيد بن الوليد الملقب بالناقص، والذي مات بالطاعون أيضا بعد ستة أشهر من توليه الخلافة! ومن بعده جاء لشهرين فقط إبراهيم بن الوليد بن عبدالملك والذي أجبر على خلع نفسه أمام مروان بن محمد بن مروان بن الحكم الملقب بالحمار، آخر خلفاء بني أمية والذي انتزع بنو العباس منه الخلافة بقيادة عبدالله بن محمد والذي ينتهي نسبه لعم الرسول عباس بن عبد المطلب بن هاشم! حيث قتل الخليفة الأموي، وتلمظت قطة بلسانه في استمتاع!
سلطان الدم
لقد لقب الخليفة العباسي الأول بالسفاح، وكانت خلافته بداية استعادة بني هاشم للحكم من بني أمية، في لعبة العصبيات المقيتة، وقد كان العباسيون يقولون بأنهم ليسوا طلاب خلافة ولكنهم يريدون إعادة الدين لحق وإسقاط الدولة الجائرة، تماما كما فعل معاوية في حربه ضد الإمام علي !
وكانت دولة العباسيين دموية، تسحق المعارضين من الأمويين وتنبش قبورهم ، وقد استعان العباس بسيف أبي مسلم الخرساني لتوحيد أركان دولته، تماما كزياد بن أبيه سيف معاوية، والحجاج سيف عبدالملك بن مروان، فلكل طاغية سيف باتر تضخع له الرقاب وأموال تشتري الأنصار .
..حكم السفاح أربع سنوات ومات وعمره 36 عاماً ثم جاء أبوجعفر المنصور وأول شئ فعله.. قتل أبومسلم الخرسانى حامل لواء الدعوة العباسية وممهد طريق ملكهم!.. وهو الذي أرسل جيشا جرارا لمحاربة محمد بن عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، الملقب بالنفس الذكية، حين ادعى أحقيتهم بالخلافة من بني العباس، وانتهى الأمر بقتل حفيد الرسول وجماعة كثيرة من آل البيت وسجن آخرين فى قبو حتى الموت .
لقد أراد أبو جعفر تزيين عرشه ببعض الشرفاء، كما يشير الكاتب، فسعى لتولية الإمام أبا حنيفة النعمان للقضاء لكنه أصر على الرفض، فجلده المنصور وسجنه حتى مات! فادعى أن ذلك لم يجري بعلمه، تماما كما لم يعلم عبدالناصر بالتعذيب في سجونه، يقول المؤلف!
كما أقدم المنصور على قتل عبدالله بن المقفع صاحب أول كتاب في النقد السياسي الساخر على لسان الحيوانات والمعروف ب"كليلة ودمنة" لأنه نصحه ذات يوم بإصلاح حاشيته وحسن اختيارهم!
وكان المنصور ينفق الذهب على شعراء بلاطه ومنهم أبو دلامة والذي أنشده : لو كان يعقد فوق الشمس من كرم قوم .. لقيل اقعدوا آل عباس ثم التفوا فى شعاع الشمس كلكم" !
مات المنصور بعد حكم دام 24 سنة، ومات ابنه مسموما، وجاء حفيده "الهادي" وهو قاتل الحسين بن علي بن الحسن، وقتل معه أحفاد الصحابة بيوم التروية، فانتقم الله منه بأن قتلته أمه الخيزران بعد نيته بعزل أخيه الرشيد لتعهد الخلافة لولده ومحاولته قتلها من قبل.
عصر الرشيد والمأمون
كان هارون الرشيد من أشهر خلفاء التاريخ العربي، وقد كانت شخصيته تجمع العاطفة والحدة في آن واحد، وكان مجلسه ببغداد يجتمع فيه الفقهاء والشعراء والأطباء و ذوي العقول النابهين، فاق بثرائه ملوك الأرض، وتقدمت الحضارة العربية ثقافيا وعلميا بعهده، وبلغ نفوذه أن أرسل له ملك فرنسا شارلمان طلبا بحماية الحجيج للقدس، كما وصل التعليم والزراعة والصناعة بعهده لدرجات فائقة فافتتح أول مصنع للورق قبل أن تعرفه أوروبا، وكانت الروم تدفع له كي لا يغزوهم.
لكن الرشيد على حكمته ، مات شابا يبلغ 47 عاما ولم ينس زرع بذور استبداد جديدة، فقسم امبراطوريته العظيمة على أولاده، كما لو كانت إرثا يملكونه، فأعطى ولده الأمين ولاية العهد والعراق والشام،.. وضم إلى المأمون الولايات الواقعة شرق نهر دجلة وخرسان، وبايع للمؤتمن بولاية العهد بعد المأمون وضم إليه الجزيرة والثغور .
جاء الأمين وكان ضعيف الرأي أرعن ، يهتم باللعب واقتناء الحيوانات ، كما عرف بتبذيره الحاد، وقد بايع ابنه زورا لولاية العهد بدلا من أخيه، ولكن أخيه انتصر عليه بعد حروب طويلة بعد محاصرته ببغداد شهورا، وجيء برأس الأمين لأخيه فاغتم لذلك، فقد أراده حيا.
سعى المأمون لاستكمال سيرة جده هارون الرشيد، فسطعت الحضارة الإسلامية بعهده وانتشرت الترجمة والمجامع العلمية والمراصد الفلكية والمكتبات، وقد اشتهر بالعفو، ومحبة العلماء، ورعايته لحرية العقيدة، وله مقولة فريدة : "غلب الحجة أحب إلى من غلب القدرة،.. ما أقبح اللجاجة بالسلطان وأقبح منه الضجر من القضاة وأقبح منه سخافة الفقهاء بالدين.. وأقبح منه البخل بالأغنياء، والمزاح بالشيوخ والكسل بالشباب والجبن بالمقاتل"
لكن بذرة الطغيان ستجعل المأمون يضرب عنق من يقول بأن القرآن غير مخلوق ، برأي المعتزلة لأنه نزل طبقا للحوادث التي حدثت ، وكان الأئمة قبل ذلك يرون أن القرآن قديم قد الأزل ولم ينزل لحادثة طارئة، خلاف فلسفي لا يستحق،ولكن المستبد حوله لعداء وحرب يعذب ويقتل فيها المخالفون، وهذه آفة بلادنا، عدم الاتساع لحرية الفكر التي تبني المجتمعات، وقد ضرب الإمام أحمد بن حنبل بالسوط وظل يعذب لتمسكه بأن القرآن غير مخلوق ولم ينجه من الموت سوى موت المأمون نفسه، لكنه مني بالخليفة الجديد المعتصم الذي رغم إنجازاته الحضارية وفتحه عمورية لكنه ظل يضرب الفقيه بالسياط وينخسه بالسيف حتى يرتمى أرضا!
وفي عهد الواثق أيضا استمر تعذيب ابن حنبل كما قتل الإمام الثائر أحمد الخزاعي ، وصلب بسامراء وطيف برأسه ببغداد، وقد مات هذا الخليفة ميتة بشعة حيث أكل الجرذ عينيه، فلما جاء المتوكل رفع المحنة عن القائلين بأبدية القرآن وقال مثل ابن حنبل إن القرآن غير مخلوق.. ولكنه بالمقابل واجه الفكر المعتزلي الحر واضطهد أصحابه، وهو ما يرى مؤلف الكتاب أنه يؤكد أن تسامح الخليفة لم يكن منبعه إتاحة حرية الفكر، وإنما موافقته فحسب لرأي الحاكم! وهذا تحديدا ما عجل بانهيار الحضارة الإسلامية.
كيف تسقط الأمم؟
يميل مؤلف الكتاب لمدرسة الفكر الاعتزالي، حيث يشير إلى ان الدولة الأموية أشاعت طوال حكمها فى الحياة الفكرية عقيدتى "الجبر" و"الإرجاء" تبرر بالجبر مظالمها وتجعل المستبد يفصل بين عمله وإيمانه، ويقول أن أعماله حتى لو شذت عن الإسلام فهي مرجأة لحكم الله، وليس للرعية أن يحاسبوه على ذلك!
وفي المقابل انطلقت حركات فكرية ثلاث لمواجهة الدولة الأموية، أولها تيار الخوارج ، والشيعة أنصار آل البيت، والذين التزموا التقية أي إظهار عكس ما يبطنون من كثرة المحن التي تعرضوا لها بداية من مأساة الحسين فى كربلاء والنهاية المأساوية لانتفاضة التوابين 65ه.
ثم جاء تيار أهل العدل والتوحيد: وهو تيار فكرى وسياسى أنخرط فيه الحسن البصرى، وكان أبرز أئمته وقادته الذين تصدوا لعقيدة الجبر التى يؤمن بها الأمويون وهؤلاء كانوا ثوريين يرون أن مرتكب الكبيرة منافق وأن الحاكم مسئول عن أفعاله، ثم انشق عن مدرسة العدل، الفقيه واصل بن عطاء ، فظهر تيار جديد أكثر تشددا ضد العصاة من بني أمية، فجعلهم منافقين يخلدون بالنار، وهذا التيار المعتزلي يبيح الخروج بالسيف على الحاكم، خلافا لمدرسة العدل والتوحيد.
لقد كان الأشعرى يقول: إن السيف باطل ولو قتلت الرجال وسبيت الذرية، والإمام قد يكون عادلاً وغير عادل وليس لنا إزالته ولو كان فاسقاً، وهكذا رأى الإمام أحمد بن حنبل والذي رفض بيعة من غلب بالسيف، ولكن المعتزلة وجدوا بالسنة ما يبيح الخروج على الظالمين. ومن ميزات حركتهم كذلك أنهم دعوا للاندماج الحضاري القومي بين أعراق العرب والموالي .
وأشاع المعتزلة علم الكلام، والذي دافع عن الدين أمام الملحدين، كما ترجموا الفلسفات اليونانية في عهد المامون. وخرج من جعبتهم ساسة وعلماء كالوزير بن داؤود ، والمفكرون الكندي والفارابي وابن سينا والجبرتي والرازي وجابر بن حيان، وهم أعلام الفكر والعلم الإسلامي.
وبدأت الحرب تشن على الفكر المعتزلي في عصر الخليفة المتوكل، والذي عرف بكراهيته الشديدة للإمام علي بن أبي طالب، وقد حرم المعتزلة من كل شيء وجاء بابن حنبل مستشارا له لنشر الفكر المبني على النص بدلا من الاجتهاد، وبدأ الفكر السلفي يزداد نفوذه حتى أن ابن تيمية إمام أهل السنة مع ورعه يقول أن السلطان ظل الله على الأرض.
ثم في عهد الخليفة القادر ازداد اضطهاد المعتزلة، وسن الاعتقاد القادري الذي حرم كل علوم الكلام والمناظرة، وتعهد من يخالف بالقتل والتعذيب، فانتهى المعتزلة من الوجود!
ويرى المؤلف أن نهاية الحضارة الإسلامية دعمتها ثلاثية الاستبداد والضعف والسقوط، حينما سقطت الأمة صريعة الفرس والأتراك والعرب، وغدا الخليفة ألعوبة بيد من ينتصر.
لقد قتل الخليفة المتوكل وعنده أربعة آلاف جارية وطأهن جميعا، وعشرات القصور الفارهة، وقد نزل الروم لدمياط ونهبوها بعصره، قد أصبحت البلاد بيد الأتراك، وقد استعانوا بولده ليقتلوه بسريره شقا بالسيف، ولما صار الابن الغادر المنتصر بالله خليفة جاءه المداحون المنافقون ومنهم محمد بن جعفر والذي قاله له : رأيتك في برد النبي محمد .. كبدر الدجى بين العمامة والبرد!
حاول المنتصر أن يتقرب من العلويين وأن ينتزع الخلافة من الأتراك فقتلوه بمشرط مسموم بعد عام واحد من توليه، وأجلسوا على العرش المستعين بالله وكان ضعيفا انتشرت بعهده المظالم، وتم خلعه، وجيء بأخيه المعتز من السجن والذي حكم 3 سنوات خلع فيها أخاه المؤيد وضربه وقيده حتى مات، وقد قام الترك بقتله هو الآخر عطشا، وجاءوا بمحمد بن الواثق المسمى "المهتدي بالله" ثم قتلوه حين سعى للاستقلال عنهم.
نهاية آل عباس
في هذه الآونة ونتيجة لتراكم المظالم، خرجت ثورة الزنج عام 255 ه وقد أطلق عبيد الأرض من الزنوج شرارتها، وكانوا يعملون بالسخرة في كل المجالات ويفتقدون لأي حياة كريمة، وبالفعل تقدم الثوار وملكوا البصرة والأهواز في عهد أحمد بن المتوكل الذي جاء خلفا للمهتدي، وظلوا يهددون الخلافة 15 عاما، حتى جاء الخليفة الموفق أخو الخليفة المعتمد وقتل رئيسهم علي بن محمد ونكل بهم، ثم مات ليفتح الطريق أمام ابنه المعتضد العباسي والذي خلع ولد المعتمد وأماته مسموما.
لقد سمي المعتضد بالسفاح الثاني وكان شديد الفسق، سكيرا عربيدا، أحرق الكتب وهدم دار الندوة بمكة وتزوج قطر الندى بنت خمارويه بن أحمد بن طولون وأصدقها ألف ألف درهم وكان فى جهازها أربعة آلاف تكة مجوهرة وعشرة صناديق جواهر وعمل بحيرة ب 60 ألف دينار ليخلوا فيها مع جواريه لدرجة تغير مزاجه من كثرة إفراطه فى الجماع وأصابه الجفاف حتى مات. ومن بعده جاء ابنه المكتفي ولكنه مات شابا.
ثم تولى المقتدر وكان يبلغ من العمر 13 عاما فقط وظل يحكم 25 سنة وكان أيضا سكيرا مبذرا وعرف بهدره أموال المسلمين على المحظيات وفي عهده أبيح دم الحلاج، وكان صوفيا حكيما ولكن كانت له بعض الشطحات التي لم يفهمها سواه وفسرت بأنها إشاعة للكفر بوحدانية الله.. كما قام أبوطاهر القرمطي في عهده بقتل الحجيج في المسجد الحرام ورمى القتلى ببئر زمزم واقتلع الحجر الأسود وظل بالبحرين عشرين سنة حتى أعيد في خلافة المطيع! وقد قتل على يد خادمه وذبح وظلت جثته مكشوفة العورة!
ومن بعد المقتدر، تولى أخوه القاهر بالله أبومنصور محمد المعتضد ، وقد نكل بآل المقتدر وعذبهم، وكان سكيرا ولكنه مع ذلك حرم الغناء، ولكن الأتراك سريعا ما خلعوه وسملوا عينيه ووصل به الحال شحاذا على باب جامع المنصور، ويا لها من حكمة إلهية!
ثم جاء من بعده الخليفة الراضي ، وفعل به الأتراك ما فعلوه بأخيه بعد 4 سنوات من الحكم من سمل لعينيه وسجن حتى مات، وبايعوا المستكفي بالله ، وفي عهده بدأ نفوذ الفرس الشيعة يعود من جديد على يد معز لدولة بن بويه ، وقد حجر على الخليفة المستكفي وسمل عينيه وخلعه ثم أماته سحلا ، وجاء بالفضل بن المقتدر وبايعه ولكنه ظل محجورا عليه أيضا، فانتشر الجوع حتى أكل الناس الجيف والكلاب وفي سنة 353ه ألزم معز الدولة الناس بغلق الأسواق ومنع الطبخ فخرجت النساء منشورات الشعور يلطمن فى الشوارع ويقمن المآتم على الحسين بن على وكان هذا أول يوم للبكاء عليه ببغداد.
ثم لما ثقل لسان الخليفة من الفجائع، اضطر لتسليم الأمر لوده الطائع، وقد نهبت أمواله وتم جره من سريره ليخلع نفسه، واضطر للهرب لينجو بنفسه، ثم جاء من بعده القادر بأمر الله والذي تفرغ لصراعاته مع المعتزلة..
وهكذا ظل صراع العصبيات والمذاهب الشافعية والحنبلية والحنفية وبداية من منتصف القرن الرابع الهجرى بدأ التعصب يظهر بصورة تهدد الأمن بسبب تدنى المستوى الثقافى وسيطرة الجهلاء وأدعياء الدين ..وظهر تعصب الجماهير للحنابلة وكثر هجومهم على أصحاب المذاهب الأخرى واختل الأمن وأصبحت بغداد ميدانا للفوضى والنهب ..ووصل الحال لأن يضطر الخليفة القائم بأمر الله عام 447ه أن يزوج ابنته للسلطان طغرلبك السلجوقى الذي اقتحم بغداد وملكها، ولكنه اشترط عليه أن يدخل بها دون أن تنزع خمارها لحفظ شرف الخلافة!
ثم أسر السلاجقة الخليفة المسترشد وقتلوه، فتولى ابنه أبوجعفر ولكنه فر هاربا من السلطان مسعود السلجوقي، والذي استصدر فتوى بفسق الخليفة وجواز خلعه، فتمت البيعة لعمه المقتفي بأمر الله، والذي لم يكن يملك شيئا لأن السلاجقة أخذوا كل شيء.
ظلت البلاد تهوى تهوي حتى سقطت بغداد في هذه الأجواء بيد التتار، وذلك في زمن الخليفة المستعصم، وكان ضعيفا ، ترك الحكم لوزيره مؤيد الدين العلقمى فأهلك الحرث والنسل وراسل التتار وأطمعهم فى المجئ للعراق وأخذ بغداد ..وكتم أخبارهم عن الخليفة ليكون نائبهم كما وعدوه وفى عام 656 ه وصل التتار إلى بغداد فى مائتى ألف بقيادة هولاكو وهزموا عسكر الخليفة ودخلوا بغداد يوم عاشوراء.. وقتلوهم جميعا شر مقتلة؛ الخليفة وعلماؤه ووزراؤه وكبراؤه. واستمر القتل فى بغداد نحو أربعين يوما حتى بلغ القتلى ألف ألف نسمة ولم يسلم منه إلا من إختفى فى بئر أو قناة ..وقتل الخليفة رفسا.. وبذلك إنتهت الدولة العباسية عمليا وقطعت دعوتها من الدنيا بعد أن حكمت أكثر من 520 سنة
كبح الفلسفة والعقل
لقد أحيا الأتراك السلاجقة المذهب الأشعري لما فيه من تأسيس لفكرة الحكم بالقوة دون البيعة والقضاء على التعددية الأحادية، وكان أبوحامد الغزالي أحد أعلام هذا الإتجاه، وكان يرى أن العقل يتجه للشك والشك يوجب إفلاس المجتمع! ومن قبله أبو موسى الأشعري ترك الفكر المعتزلي واتجه لهذا الاتجاه، لما وجده من وسيلة لتقوية عاصمة الخلافة ودرء خطر الصليبيين ومن بعدهم التتار، والاستعمار الأوروبي الحديث والأمريكي من بعده، وهلم جرا!
ويقرر الكاتب محسن عبدالعزيز : ظلت الحرب ضد الفكر الحر مستعرة من رجال الدين والاتراك والخلفاء المستبدين وأمر الخليفة المستنجد (555 -566 ه) بإحراق جميع كتب ابن سينا وأخوان الصفا ، ورغم ذلك فقد أستولى الصليبيون على بيت المقدس ثم سقطت عاصمة الخلافة نفسها فى أيدى التتار وقتل الخليفة رفسا بالنعال ..!فالأمم التى تصادر عقول علمائها وتنتهك كرامة شعوبها تحت المقاصل والسيوف لن تجد من يدافع عنها لحظة السقوط ولا بد من السقوط وإن طال الزمن..
ويرى الكاتب أن الحكومات الظالمة شجعت التصوف وطرقه لغرض في نفسها، وهو إقناع الناس بأن الدنيا زائلة، في الوقت الذي يقف المداحون الكبار على أبواب السلاطين، وأشهرهم المتنبي على باب سيف الدولة الحمداني ويشبهه الكاتب بهيكل على باب عبدالناصر. كما كان البحتري يمتدح الفرس نكاية بالترك وأبوتمام يمتدح الفرس وهلم جرا . كان الخلفاء العباسيون يملكون أشجارا من فضة وقصورا فارهة في الوقت الذي كان الفقراء وعامة الناس يعيشون على الكفاف، فقد اضطر أبوحيان التوحيدي العلامة والفيلسوف لأن يأكل أوراق الشجر بالصحراء، وكان الزمخشري لا يرى بكفه غير الأنامل كناية عن فقره، وكاد أبو العلاء المعري يهلك من الجوع لأنه لم يعرف طريقه للقصر.
وقد سئل أبو العتاهية لما لا تتقرب بأدبك إلى السلطان فقال لأنى رأيته يعطى عشرة ألاف دينار فى غير شئ ويرمى من السور فى غير شئ .. ولا أدرى أى الرجلين أكون..!


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.