تقدم نواب حزب "الشعوب الديمقراطية" الكردي، الذراع السياسي لمنظمة حزب العمال الكردستاني، اليوم الأربعاء، بقائمة توقيعات لنواب الحزب إلى رئاسة البرلمان للمطالبة برفع الحصانة البرلمانية عنهم بعد أن أعلن الرئيس المشارك للحزب صلاح الدين دميرطاش عن استعدادهم لمواجهة كافة القضايا والادعاءات المطروحة بحقهم في المحاكم، وأنهم "لا يخشون من أي محاسبة أمام القانون". وطالب دميرطاش، في نفس الوقت، بأن يتقدم كافة نواب البرلمان - البالغ عددهم 550 - بنفس الطلب "إذا كانوا يتحلون بالشجاعة للمثول أمام المحاكم، على الرغم من وقوع هذه المحاكم تحت سيطرة حكومة العدالة والتنمية". وتأتي خطوة الحزب الكردي بعد أن طالب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تصريحات صحفية أمس الثلاثاء قبيل توجهه إلى الصين، رئاسة البرلمان برفع الحصانة البرلمانية عن نواب حزب الشعوب الديمقراطية الذين "يقدمون الدعم للإرهابيين"، بحسب وصفه، مشددا على أن "الدولة التركية قادرة على محاسبة الإرهابيين وكل من يدعمهم، بمن فيهم الشخصيات المحسوبة على السياسيين والمثقفين ومنظمات المجتمع المدني". وفي تصريحاته أيضا، أعرب أردوغان، عن عدم تأييده على الإطلاق لغلق أي حزب سياسي، في إشارة إلى الحزب الكردي، في ظل مطالبة زعيم حزب الحركة القومية اليميني المتشدد دولت بهتشلي المدعين العامين بالبلاد بإغلاق حزب الشعوب الديمقراطية لأن أغلبية أعضاءه يقفون وراء "الإرهاب"، بحسب قوله. ومن جانبها، انتقدت نائبة الكتلة البرلمانية لحزب الشعوب الديمقراطية، برفين بولدان، بشدة تصريحات الرئيس التركي، مؤكدة أنه "ينبغي على رئيس الجمهورية أن يعرف مكانه وحدوده وهو ليس مسؤولا عن محاسبة الآخرين أو توجيه تعليمات لرئاسة البرلمان، وخاصة أنه حتى اليوم لم يقدم أي طرف من الأطراف المتورطة في قضايا الفساد والرشاوي والمتهمين بسرقة الدولة وأموال الشعب للعدالة". وتأتي تصريحات بولدان بعد تقديمها، اليوم الأربعاء، قائمة بتوقيعات جميع نواب حزبها البالغ عددهم 80 نائبا إلى رئاسة البرلمان لرفع الحصانة البرلمانية عنهم لأنهم "لا يخشون من أي محاسبة أمام القانون". كما انتقدت بولدان موقف زعيم القوميين الأتراك دولت بهتشلي لمطالبته المدعين العامين بغلق حزبهم الكردي، واصفة إياه بأنه "رجل يتبع أفكارا نازية".