رام الله: قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن خيار حل السلطة غير مطروح إطلاقا مهما كانت نتائج التصويت على طلب فلسطين للعضوية في الأممالمتحدة. ونقلت وكالة "سما" الفلسطينية عن الرئيس، في مؤتمر صحفي عقده بمقر إقامته بتونس امس الجمعة، أنه لا يتوقع أن تنجح الخطوة هذه المرة (عضوية فلسطينبالأممالمتحدة)، مشددا على أن القيادة الفلسطينية ستستمر في مساعيها للحصول على العضوية. وأكد الرئيس أن حصول فلسطين على عضوية الأممالمتحدة لا يتناقض إطلاقا مع عملية التفاوض، قائلا "حتى لو حصلنا على العضوية سنذهب إلى المفاوضات لأن ما بيننا وبين إسرائيل على الأرض لا يحل في الأممالمتحدة بل على طاولة التفاوض". وقال الرئيس "إننا نريد التعايش مع إسرائيل وفق أسس واضحة، وهي أن تكون الدولة الفلسطينية على حدود ال 67 بعاصمتها القدس وحل مشكلة اللاجئين بالذات"، مضيفا "أن الذهاب إلى الأممالمتحدة لا يعني مطلقا تحدي أي طرف وخاصة الولاياتالمتحدة، لأن لنا علاقات ودية معها ونحن حريصون على هذه العلاقات، ولكننا قد نختلف مع بعضنا في بعض القضايا ونحلها بالطرق الدبلوماسية ولا نصل إلى حالة من الصدام، ولكننا في ذات الوقت ندعو الولاياتالمتحدة إلى القيام بوساطة جدية بيننا وبين إسرائيل". وأعرب الرئيس عن أمله بأن تغير الولاياتالمتحدة موقفها من موضوع عضوية فلسطين في الأممالمتحدة ومنظمة "اليونسكو". ونفى أن تكون الرباعية الدولية تمارس ضغوطا على الجانب الفلسطيني من أجل العودة إلى المفاوضات، موضحا "ان بيان الرباعية الذي صدر في الرابع والعشرين من سبتمبر/أيلول الماضي كان بيانا جيدا أيدناه وننتظر أن يترجم عمليا على الأرض، خاصة وأنه يدعو إلى العودة للمفاوضات وفق مرجعيات واضحة، ودون أي إجراءات استفزازية من أي طرف على الأرض قد تعيق المفاوضات". وبين أن اللقاء المقبل مع الرباعية ليس بداية مفاوضات مع إسرائيل، وإنما تمهيد للمفاوضات وجس نبض لكلا الطرفين لمحاولة جسر الهوة . وحول الذهاب لغزة، أكد الرئيس أن الذهاب لغزة مسألة ضرورية، و"لكن لا بد من التمهيد لها بشكل جيد، لكنها واردة جدا في كل الأحوال ولسنا بحاجة إلى أي وساطة في هذا الخصوص لأن الذهاب إلى غزة ممكن في أي لحظة". وأشار إلى أن اللقاء المرتقب مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل سيبحث موضوع المصالحة، ومجمل الوضع الفلسطيني باعتبار أن حركة "حماس" جزء من الشعب الفلسطيني ولا بد من التشاور معها. وقال الرئيس إنه "إذا صعدت التيارات الإسلامية إلى الحكم في الدول العربية فهي ستكون إفراز طبيعي لإرادة الشعوب التي تعتبر قضية فلسطين قضية مركزية لها، ولا نفترض مسبقا أن الحكومات ذات الطابع الإسلامي يمكن أن تؤثر سلبا على القضية الفلسطينية". وحول تقييمه للموقف العربي من مجمل الوضع الفلسطيني وبخاصة موضوع طلب العضوية في الأممالمتحدة، قال عباس "إننا لم نذهب إلى الأممالمتحدة لوحدنا، بل ذهبنا بموافقة عربية كاملة فنحن نتشاور مع الجميع فرادى وجماعات من خلال لجنة المتابعة"، مضيفا "أن الدعم العربي على المستوى المادي يعاني من بعض التقصير".