العيد عن الأطفال له بهجة وفرحة لا تكتمل إلا بملابس جديدة ولعب وتنزه في الأماكن العامة وهو ما يدركه الآباء فرغم غلاء الأسعار الذي يدركه كل من حاول التسوق وشراء ملابس للعيد لأبنائه فهم يحرصون على ألا تفوت هذه الأيام دون أن يشتروا لصغارهم ما يريدون. فالآباء يخصصون لهذه الملابس جزء من ميزانية البيت أو الراتب قد يتم الاستعداد لها قبلها بشهور حتى يرضوا أطفالهم، إلا أن الأسعار دائما ما تفاجئهم كل عام بزيادة غير عادية تصيبهم بالذهول والتذمر فيكونوا بين مطرقة إرضاء أبنائهم وسندان الأسعار التي تشتعل كل ما مر الوقت. الباعة يشتكون الركود جولة في عدد من الأسواق ومحلات بيع ملابس الأطفال تكشف الوضع فأسعار ملابس الصغار مرتفعة قد تكون أغلى من ملابس الكبار في أحيان كثيرة وهو الأمر الذي اتفق عليه عدد من المواطنين والتجار أيضا الذين أرجعوا ذلك بسبب سوء الحالة الاقتصادية في البلاد. حالة من الإجماع بين أصحاب المحلات والباعة أن سوق الشراء هذا العام راكد أو بلغتهم "نايم"، حيث أكد محمود عبد العال صاحب أحد محلات بيع ملابس الأطفال بمنطقة وسط البلد قال إن ارتفاع أسعار الخامات أدى لارتفاع سعر المنتجات وهو الأمر الذي يقع عليهم بالضرر وعلى المواطنين المشترين أيضا ويسبب غلو الأسعار. فيما اعتبرت غادة علي –صاحبة محل ملابس بمنطقة المرج- أن زيادة الأسعار هي سمة أساسية كل موسم وهو أمر اعتاد عليه الباعة والمشترين، مضيفة أن الأسعار زادت وهذا طبيعي لكن بنسبة مقبولة وليس كما يبالغ البعض بأنها نار، مؤكدة أن ملابس هذا العام مميزة بتصميمات جديدة جعلت الإقبال عليها كبير. معاناة الأهالي مع الأسعار وعلى الجانب الآخر كانت معاناة الأهالي واضحة في حديثهم عن شراء ملابس العيد، حيث أكدت دعاء محمد ربة منزل أنها تكلفت حوالي ثلاثمائة جنيها لتشتري طقم للعيد لولدها البالغ من العمر ثلاث سنوات فقط هو زي الخروج دون حساب تكلفة ملابس البيت أو "ترنج الوقفة" الذي اعتادت على شراؤه كل عام. وأوضحت أن ذوق ملابس هذا العام متباين جدا فالأزياء الجيدة تكون مرتفعة الثمن، قائلة "اللبس النضيف غالي جدا" وأن الملابس متوسطة السعر غير جيدة وخاماتها رديئة، فيما أكدت أنها لا تذهب للشراء من الأحياء الراقية أو المتاجر الضخمة لكن من أحد الشوارع المخصصة للملابس بحلمية الزيتون وهذا إلى حد كبير متوسط الأسعار مقارنة بغيره في حي روكسي. وأكدت نورا كامل ربة منزل أنها تشتري ملابس العيد لأطفالها قبل قدوم شهر رمضان بسبب الازدحام في الأسواق وضيق الوقت قبل العيد كما أن تصميمات الملابس تكون غير جيدة ولا تعجبها، قائلة "تعودت أن أشتري الملابس لأولادي في شهر رجب أو شعبان لأن رمضان شهر عبادة والوقت به ضيق كما أن الشوارع تكون مكدسة بالناس ومزدحمة". وعن الأسعار قالت إنها غالية فثمن بدلة جينز لابنتها البالغة من العمر 11 سنة كانت فقط بثلاثمائة جنيه دون حساب ثمن الحذاء، مضيفة "تكلفة كساء طفل واحد قد تصل لخمسمائة جنيه إذا وضعنا في الحسبان زي البيت أو صلاة العيد وطقم للخروج وحذاء فملابسهم أغلى من ملابس الكبار وأيضا متعبة في شرائها بسبب المقاسات والألوان والتصميمات نفسها". إلا أن عادل حسن –موظف- أكد أن الزيادة في الأسعار هي أمر معتاد عليه ولن تثنيه عن جلب ملابس العيد لأولاده لأنها فرحة وطقوس اعتادوا عليهم لن يخل بها مهما كلفه الأمر، موضحا أن "اعتدت على اصطحاب أولادي للمحال وتركهم يختارون ما يعجبهم وأشتري لهم على قدر استطاعتي وبما يرضيهم".