تتسابق كل الأسر فى إسعاد أطفالها فى العيد بشراء الملابس الجديدة لهم، لكن رغم الركود التى تشهده الأسواق منذ فترة طويلة فإن قدوم العيد ينعش حركة البيع والإقبال على عمليات الشراء جبراً - لارتفاع الأسعار. ويأتى صراخ أولياء الأمور من غلاء الأسعار فى غالبية الأنواع خاصة إذا كان الأب يبحث لطفله أو طفلته عن خامات وأنواع من الملابس جيدة وموديلات راقية، فالتاجر والمصانع ينتظر العيد ليبيع والطفل ليسعد ويفرح .. ورب الأسرة يتحمل كل الأعباء وفى أحيان كثيرة تكون الميزانية لا تكفي. جولة تحقيقات «الأهرام» فى محلات القاهرة الجديدة رصدت حالة السوق والأسعار والناس.. يقول حمدى أحمد مدرس لغة انجليزية: أعتقد أن الأسعار التى نراها خاصة بالنسبة للشباب والأطفال فيما يتعلق بال « تى شيرت» مقبولة إلى حد ما فى هذه المرحلة الصعبة وعلينا أن نتحمل الوضع الاقتصادى الحالى حتى تقف البلاد وتعود إلى كامل قوتها وتخرج من أزمتها، مؤكداً أنه لديه القدرة على شراء ملابس العيد لأولاده بذات الأسعار المعلن عنها فى الكثير من المحلات ولن يشكو الأسعار دعماً منه للنظام وخوفاً من عودة الإخوان. الأسعار مرتفعة وتقول السيدة ليلى محمد مصطفى موظفة تشهد الأسواق حالة من الفوضى وارتفاعا للأسعار غير مبرر فى كثير من المحلات خاصة ملابس الأطفال والأولاد.. أما ملابس الكبار فحدث ولا حرج عن الأسعار خاصة إذا كنت تريد أن تشترى طقما من ماركة معينة أو خامات جيدة. بعيداً عن الأسواق الشعبية.. وتطالب ليلى بضرورة وجود وتفعيل الرقابة على الأسواق وتحديد الأسعار من قبل جهات حكومية ولجان متخصصة وألا يُترك الأمر للتاجر والصانع حتى نصل إلى تسعير حقيقى للمنتجات بدلاً من الحالة التى تشهدها فى كل مكان وحتى توجد الثقة والاطمئنان للناس.. ويقول علاء إبراهيم محاسب فى إحدى شركات القطاع الخاص: ثلاثة أيام وأنا أتجول فى الأسواق والمحلات لشراء كسوة العيد لثلاثة من الأبناء ولم أوفق حتى الآن وذلك بسبب ارتفاع الأسعار غير المناسبة تماماً.. فالكل يصرخ فى وجهى عندما أعترض على سعر أى سلعة أريد شراءها فالبنطلون للطفل يتجاوز ال200 جنيه فى المحلات فوق المتوسط و300 إلى 350 فى المحلات الراقية التى بها خامات جيدة. كما أن ال « تى شيرت» يبدأ من 150 جنيهاً فضلاً عن أسعار الأحذية والتى تبدأ من 300 جنيه.. أما ملابس ابنتى والتى هى فى المرحلة الجامعية تتجاوز الألف جنيه للطقم الواحد بخلاف الحذاء..ويؤكد علاء أن هذه الأسعار لا تتناسب مع معظم دخول الناس ويرى أن بها مغالاة ويجب التصدى لها بحزم حتى يجد المواطن احتياجاته ويكون قادراً على توفيرها من خلال دخله. فستان طفلتي وتقول السيدة فايزة الألفي: لديَّ طفلة واحدة لم يتجاوز عمرها ثمانية أشهر وهى أول فرحتي، ذهبت لشراء فستان العيد لها فوجدته ب450 جنيها واشتريته جبراً لأنه العيد الأول لطفلتى حتى تسعد به وأجلت نفسى لتوفير المال لها وقررت أن أعيد فى ملابس قديمة، وذلك بسبب ارتفاع الأسعار غير المبرر، علماً أن سعر هذا الفستان يعتبر متوسطا فى الأسعار المعلنة فى غالبية المحلات التى بها ملابس للأطفال بخامات جيدة. ملابس الأطفال مُكلفة يوضح خالد محمد أحد صُناع الملابس الجاهزة للأطفال إن سبب ارتفاع الأسعار فى ملابس الأطفال يعود إلى تعدد أنواع الخامات المستخدمة فى الانتاج فهناك خامات الحرير والأقطان والكِتان فضلاً عن نوعية هذه الملابس التى تحتاج إلى جهد خاص فى التصميم والجودة. وكذلك تحتاج إلى اكسسوار مرتفع فى أسعاره وكل هذه العناصر المستخدمة تؤدى فى النهاية إلى ارتفاع أسعار ملابس الأطفال. أما الماركات الكبرى فهى تنتج بأعداد قليلة بجودة وخامات خاصة وتصميمات متميزة وهى أعلى الأسعار فى الأسواق. الركود يشعل الأسعار أما يحيى زنانيرى رئيس شُعبة الملابس الجاهزة بالغرفة التجارية فيقول: يأتى رفع الأسعار دائماً تلافياً للخسائر القادمة فى الأوكازيون ونظراً لحالة الركود التى تشهدها الأسواق منذ فترة.. ويضيف زنانيري: عندما يكون الموسم جيداً تكون النسبة غير المباعة قليلة، وبالتالى تقل الخسائر للتاجر وعندما يوجد ركود فتقل النسبة المباعة ويزيد المتبقى من السلع وهذا يحقق خسائر كبرى للتاجر. ولذلك كله يكون الأوكازيون هذا العام مبكراً ليبدأ فى نصف أغسطس لوجود الركود والأزمة التى تواجه صناعة الملابس.. خاصة مع حرص كل التجار على سرعة التخلص مما لديهم من ملابس قبل حلول الموسم الجديد.. ويؤكد يحيى زنانيري.. أن السوق شهدت خلال الثلاث سنوات الماضية حالة من الركود سببت الكثير من الخسائر للجميع ورغم ذلك يرى أن فترة العيد لن تشهد ارتفاعات كبيرة فى الأسعار، وينتظر أن ترتفع الأسعار مع بداية الموسم الشتوى القادم فى النصف الثانى من أغسطس نظراً لارتفاع أسعار الطاقة والنقل وأجور العاملين فى المصانع والمحلات. ويتعهد زنانيرى بأن تكون هذه الزيادة زيادات حقيقية غير مُبالغ فيها وستكون فى أسعار المنتج النهائى فى الموسم الشتوى الجديد. ويبرر زنانيرى حالة الركود التى شهدتها الأسواق بأنها ترجع إلى أن شراء الملابس ليس فى مقدمة أولويات رب الأسرة وتأتى فى أولوية متأخرة.. ففى حالة ارتفاع الأسعار تكون الأولوية لدى الناس الطعام والإيجار والأقساط أولوية أولي.. ويؤكد أن قيمة العمل اليدوى فى ملابس الأطفال هى أصل ارتفاع الأسعار فى هذا النوع من الملابس.