شهدت سوق الملابس فى مصر حالة من ارتفاع الأسعار قبل أيام قليلة على عيد الفطر المبارك فى إشارة إلى أن الأسر الراقية فقط هى التى تقبل على الشراء ونسبتهم ضئيلة جدًا، وفيما تقبل الأسر المتوسطة على شراء ملابس الأطفال فقط أما الأسر التى تقترب إلى حد الفقر لا تقوم سوى بالمشاهدة والمراقبة عن بعد، ولكن تلاحظ غزو الأسواق المصرية للملابس الصينية رخيصة الثمن والتى تفتقد الجودة العالية و الإقبال عليها متزايد. رصدت "المصريون" الحركة الشرائية للعائلات المصرية والمظاهر العامة قبل قدوم عيد الفطر المبارك, وهذا ما نستعرضه من خلال التعرف على آراء الآباء والأمهات عن الأسعار و الجودة: فى البداية تقول علياء أحمد، ربة منزل، وأم لطفلتين: تتراوح أسعار فساتين الأطفال بين 350 و400 جنيه وتعجبت بشدة من ارتفاع أسعار ملابس العيد متسائلة كيف وصلت الأسعار إلى هذا الحد مبررة ذلك بأنه يحد من كم المشتريات المخصصة للأعياد. وتضيف سماح محمود "موظفة" وأم لأربعة أولاد: أنها قامت بشراء مستلزمات العيد من ملابس لأطفالها, وكان أقل طقم سعره 300 جنيه وليس على مستوى عال من الجودة وعبرت عن ذلك قائلة "كان نفسى أجبلهم حاجات أحلى بس أعمل إيه على قد إللى معايا"، مؤكدة أن شراء ملابس العيد رحلة صعبة نظرًا لتأثيرها الكبير فى مصاريف المنزل التى لا تنتهى- على حد وصفها. وهناك فئة عمرية مختلفة مازالت متمسكة بعادة شراء الملابس الجديدة للعيد والمتمثلة فى الطالبات فى مختلف مراحل التعليم والموظفات والعاملات أيضًا, فهم يحرصون ألا يقطعوا تلك العادة الجميلة, وقد امتلأت الشوارع بالآنسات اللاتى يبحثن عن الجمال والموضة. وتقول ندى أشرف "موظفة بإحدى شركات القطاع الخاص" إن الأسعار هذا العام مرتفعة وأقل بلوزة يتجاوز ثمنها 100 جنيه، وأقل بنطلون ب" 150" جنيهًا لاسيما حقيبة وحذاء واللذان يقدر ثمنهم ب"150"جنيهًا. وأضافت: إن شراء طقم كامل قد يصل سعره على الأقل 500 جنيه كحد أقصى حال شراء ملابس ذات جودة وخامات عالية كى تصمد معى وهو ما يجعلنى أقتطع من مرتبى الشهرى جزءًا ليس بقليل لشراء مستلزمات العيد من ملابس. بينما تقول رانيا عبد الله، طالبة جامعية: أن المصنوعات الجلدية من شنط وأحذية ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ، لاسيما الملابس فقد يصل ثمن بلوزة إلى "300" جنيه والبلوزة الجينز تبدأ أسعارها من "150" جنيهًا، مشيرة إلى أنها تخشى من ارتفاع الأسعار تدريجيًا كل عام. وتقول حنان مسعد، وآية مسعد شقيقتان فى المرحلة الجامعية: إن أقل طقم ذوقه راق يمكن شراؤه يتراوح ثمنه بين "600" و "700" جنيه, مشيران إلى أنهما لا يستطيعان شراء ملابس ليست أنيقة لهذا يتحملان نفقات الملابس الأنيقة وهذا يتطلب "تحويشة" على حد تعبيرهما، مؤكدين أنهم يعزفون عن الترفية والخروج مع أصدقائهم لفترة ما حتى يتمكنوا من شراء ما يريدون من ملابس. أما الحاج محمد ربيع، بائع الملابس الصينية والمصرية رخيصة الثمن والذى يعرض بضاعته فى مدخل عمارة كبيرة فى شارع بطرس غالى بمنطقة روكسى مصر الجديدة يقول إنه فى ظل ارتفاع الأسعار المتزايد عام بعد عام فى محلات الملابس أو فى المراكز التجارية الكبيرة, ومع المرتبات البسيطة اتجه المصريون لشراء الملابس الصينية والتى تتميز بتصميماتها المختلفة وألوانها الجذابة حتى وإن افتقرت لجودة الخامة فالناس مضطرون لذلك، وزبائنه من جميع المستويات. وأضاف أن العديد من السيدات حالهم ميسور يشترون الملابس الصينية فسعر بلوزة واحدة من الملابس التى تباع فى المحال التجارية يمكن أن تشترى أربعة بلوزات من الصينية أو المصرية رخيصة الثمن، ويمكن ألا يلاحظ من أين اشتريت تلك الملابس لتبدو كما التى تباع فى المحال، فقد تختلف أذواق الناس وقد تختلف التصاميم والألوان، لكن ما يجتمع عليه معظم الناس هى العادات الجميلة التى تميز العيد ومنها شراء ملابس جديدة, لتضفى جوًا من السعادة على المصريين فى ظل أحداث سياسية كلما هدأت اشتعلت من جديد.