كما جرت العادة ومع إقتراب فعاليات الإنتخابات البرلمانية تتضح مظاهرها وتتجلى في "اليُفَط" التي تغطي جميع أرجاء شوارع مصر. ففي الميادين وعلى الأعمدة وعلى جنبات الطريق ووسط الحارات علقت اللافتات ( لافتات للدعاية الإنتخابية) وتشير كل لافتة إلى مرشحها معلنة عن إسمه وإن كان مستقلا ، أو مرشح عن حزب معين ، وشعارات تحارب الفساد وتدعو للبناء. كل هذه اللافتات التي أصبحت فوق رؤوس الجميع سواء قبلوا أو رفضوا فلن يغيروا من الواقع شئ ، والفكرة من هذه اللافتات تتخطى التعريف بشخصية صاحبها لتكون محاولة للحصول على أصوات الناخبين. وفي إستطلاع رأي للشارع المصري حول تلك الظاهرة نجد أن معظم المواطنين قد أبدوا إستيائهم من المبالغة في تعليق تلك اللافتات حيث يشير أحد المواطنين إلى أن هذه اللافتات لا تمثل أي أهمية لأنه لم يرى بعينه حتى الآن أي مرشح عن دائرته. ويضيف مواطن آخر بأنه كان يجب على المرشحين أن يقوموا بتنظيم ندوات كثيرة لمناقشة برامجهم الإنتخابية أفضل من تعليق هذه اللافتات ، ويعلق آخر قائلا بأنه من الحرام أن تُصرف هذه الأموال الطائلة على لافتات لا تجدي نفعا وإنما كان من المفترض أن تصرف في أوجه للخير. في حين علقت إحدى المواطنات على الرموز الإنتخابية واصفة إياها بأنها تدل على شخصية صاحبها ، ويضيف آخر بأنه سيقوم بإختيار مرشحه الذي يستطيع أن يخدم أهل دائرته دون النظر إلى أي شئ آخر. وبالعودة للحديث عن أهم ما يميز تلك اللافتات عن كل عام نجد أنه هو تعدد الرموز الإنتخابية ، وذلك نظرا لكثرة عدد المرشحين الذين قرروا خوض هذه الإنتخابات البرلمانية ، فبعد أن كان الجمل والهلال هما الرمز الأكثر شهرة في الإنتخابات السابقة فتستطيع أن ترصد الأعين الكثير من الرموز التي لها دلالات مختلفة عند المواطنين . ولا يخفى على الجميع أن العضو القادم لمجلسي الشعب والشورى سيكون مشرعا لدستور جديد للبلاد إلا أن تقديم خدمات للدائرة ما يزال هو الفيصل لإختيار المرشح وهذا هو رأي الكثير من المواطنين. ولا يتبقى في النهاية سوى لفت نظر المرشح ، والناخب أيضا ، للأخذ بعين الإعتبار ، مدى ما تواجهه البلاد من صعوبات سياسية ، وإقتصادية ، بل وفي كل المجالات ، ليتعين على المرشح أن يكون صاحب كفاءة ، وأن يكون للناخب الحرية في إختيار الأفضل.