أوروبا كانت تسلسل الكتب فى الأديرة وتعد طالب العلم " كافر " الصليبيون أبادوا ميناء دمياط ..والمسلمون أنقذوا جيشهم الجائع! أسقف قرطبة : كثير من النصارى افتتنوا بكتابات المسلمين العرب أسسوا معظم العلوم الحديثة و مناهجهم درست فى جامعات أوروبا شهدت المستشرقة الألمانية المعروفة " سيجريد هونكه " صاحبت كتاب " شمس الإسلام تسطع على الغرب " الذى بيع منه أكثر من مليون نسخة ، أن الإسلام أعظم ديانة على وجه الأرض ، كما شهدت بالتميز للعقل العربى و الحضارة العربية الفريدة . و ذكرت فى شهادتها التى وردت بكتاب " دراسات غربية تشهد لتراث الإسلام " للمفكر الإسلامى د. محمد عمارة والصادر مؤخرا عن الأزهر الشريف، " أن الحضارة العربية الفريدة ، كان لهما أبلغ الأثر فى ازدهار إسبانيا العربية ، تلك الجنة الفريدة التى صنعها أساتذة فن المعمار ، و المغنيين و الشعراء و العلماء " ، بينما الحضارة المسيحية الغربية ، كانت تثبت الكتب ب " السلاسل " فى الأديرة ، و اعتبر رجال الدين المسيحي أن طلب العلم " كفر بالله " . و فى الوقت الذى عاشت فيه النصرانية فى ظل حكم إسلامى متسامح لقرون طوال فى الأندلس ، تم طرد المسلمين و اليهود منها عقب سقوط الحكم الإسلامى كما تم تعذيبهم و اضطهادهم و إكراههم على التنصير من قبل محاكم التفتيش ، و حرقهم بشكل علنى فى احتفالات رسمية . و بينما كتب بطريرك القدس " تيودوسيوس " فى أوائل القرن الحادى عشر يقول : " إن العرب هنا هم رؤساؤنا الحكام ، و هم لا يحاربون النصرانية بل على العكس من ذلك يحمونها ، و يذودون عنها ، و يوقرون قساوستنا و رهباننا و يجلون قديسينا " ، على النقيض الآخر أصدر كبير وعاظ الحروب الصليبية " برنارد فوكس " أمره إلى المحاربين الصليبين :" إما التنصير و إما الإبادة " . و ترصد هونكه عبر التاريخ الاختلاف بين الصليبيين و المسلمين ، ففى الوقت الذى احتل فيه الصليبيون ميناء دمياط و أبادوا الجميع ، قام السلطان الكامل بعد انتصاره عليهم بإكرام أسراهم و لم يقتص منهم ، بل أرسل إلى جيشهم المتضور جوعا كل يوم " 30 ألف رغيف " و مواد غذائية أخرى . و شهد على هذا عالم الفلسفة " أوليفروس " الذى كان ضمن الأسرى قائلا : منذ تقادم العهود ، لم يسمع المرء بمثل هذا الترفق و الجود ، و بخاصة إزاء أسرى العدو اللدود ، إن الرجال الذين قتلنا آبائهم و أبنائهم و بناتهم و إخوانهم و أخواتهم ، و أذقناهم مر العذاب ، لما غدونا أسراهم و كدنا نموت جوعا راحوا يؤثروننا على أنفسهم ، و أسدوا إلينا كل ما استطاعوا من إحسان بينما كنا تحت رحمتهم لا حول لنا و لا سلطان ". و كذلك فعل صلاح الدين الأيوبى مع الأسرى الصليبين عقب استعادة بيت المقدس ، بينما الملك " ريشارد قلب الأسد " الذى أقسم بشرفه لثلاثة آلاف أسير عربى أن حياتهم آمنة ، إذا هو فجأة منقلب المزاج ، فيأمر بذبحهم جميعا . أكذوبة حد السيف و دحضت هونكه الدعايا التى نشرتها الحروب الصليبية و التى مازال يكرس لها حتى الآن بأن الإسلام تم نشره بالنار و بحد السيف ، مدللة بكلام الله تعالى " لا إكراه فى الدين " ، مؤكدة أن أتباع الملل الأخرى هم من سعوا لاعتناق الإسلام و ألحوا فى ذلك شغفا و افتتانا ، و قلدوا أسلوب الحياة العربية و تعلموا لغتهم و ارتدوا ثيابهم و نطقوا الشهادتين ، قائلة أن السحر الأصيل للكرم و المروءة و التسامح العربى كانت قوة جذب لا تقاوم . و دللت على ذلك بقول أسقف قرطبة " القارو " : إن كثيرين من أبناء دينى يقرءون أساطير العرب ، و يتدارسون كتابات المسلمين من الفلاسفة و علماء الدين ، ليس ليدحضوها ، و إنما ليتقنوا اللغة العربية ، و أين نقع اليوم على النصرانى الذى يقرأ التفاسير اللاتينية للإنجيل ؟ بل من الذى يدرس منهم الأناجيل الأربعة و الأنبياء وو رسائل الرسل ؟ واحسرتاه ! إن الشبان النصارى جميعهم اليوم ، الذين برزت مواهبهم لا يعرفون سوى لغة العرب و الأدب العربى ، يتعمقون فى دراسة المراجع العربية بكل طاقتهم ، منفقين المبالغ الطائلة فى اقتناء الكتب العربية ، و إنشاء مكتبات ضخمة خاصة ، يذيعون فى كل مكان أن الأدب العربى جدير بالإكبار و الإعجاب ". و شهادة الفارس الصليبى الفرنسى " فولتير الشارتى " : " و ها نحن أولاء الذين كنا أبناء الغرب قد صرنا شرقيين .. أفبعد كل هذا ننقلب إلى الغرب الكئيب ؟! بعدما أفاء الله علينا و بدل الغرب إلى الشرق " . المرأة فى الإسلام أكدت هونكه أن المرأة و الرجل فى الإسلام يتمتعون بالحقوق نفسها من حيث النوعية ، و إن لم تكن الحقوق هى ذاتها فى جميع المجالات ، نافية الأفكار التى ينشرها الغرب عن استعباد الإسلام للمرأة . و ضربت مثال بطاعة المرأة لزوجها فى الإسلام و قوامته عليها ، قائلة أن المرأة المسلمة كبرياءها يمنعها الامتثال و الطاعة إلا لمن ترفع إليه بصرها إعجابا و تقديرا ، و لا تعنى تلك الطاعة عبئا أو حطا من قدرها ، فيقول ابن حزم الأندلسى فى كتابه " طوق الحمامة " : و من عجب ما يقع فى الحب من طاعة المحب لمحبوبه .. ولقد وطئت بساط الخلفاء ، و شاهدت محاضر الملوك ، فما رأيت هيبة تعدل هيبة المحب لمحبوبه " . و طالبت هونكه المرأة العربية بالتحرر من النفوذ الأجنبى ، فلا ينبغى عليها أن تتخذ المرأة الأوروبية أو الأمريكية كقدوة تحتذيها ، لأن هذا الفكر الدخيل يفقدها مقومات شخصيتها . العقل الإسلامى شهدت المستشرقة الألمانية للعقل الإسلامى بالتفوق ، و اعترفت بفضلهم فى إنقاذ ما تبقى من التراث اليونانى القديم الذى تدمر الكثير منه بسبب التعصب المسيحى ، حيث نهل المسلمين من مصادر المعرفة حتى الوثنية ، عملا بقول : " الحكمة ضالة المؤمن أنى وجدها فهو أحق بها " . و استطاع المسلمين أن يصنعوا حضارة مزدهرة امتدت من 6 إلى 8 قرون ،و العرب لم يكتفوا بالنقل عن المعارف اليونانية ، بل ابتكروا شيئا خاصا و جديدا ، و أصبحوا المؤسسيين للكيمياء و الفيزياء التطبيقية و الجبر و الحساب بالمفهوم المعاصر و علم المثلثات الكروى و علم طبقات الأرض و علم الاجتماع و علم الكلام ، و تحدثت هونكه بالتفصيل عن كافة اكتشافات و اختراعات العرب الذى سبقوا به الغرب ، و كيف أن الكتب التعليمية العربية قدمت أفضل مواد دراسية للجامعات فى القرنين ال 16 و 17 . و تحدثت هونكه فى ختام شهادتها عما يحدث للعرب حاليا من محاولة التقليد الأعمى للغرب ، و هو ما استنكرته ، مشددة على أهمية إيجاد العالم العربى لجذوره و أصوله من خلال اللغة العربية و الدين أى الإسلام النقى من العناصر غير الإسلامية ، المنفتح على العالم الذى لا يعارض التطور العقلى ، و العودة إلى الهوية الذاتية . و قالت هونكه إن الإسلام هو أعظم ديانة على ظهر الأرض سماحة و إنصافا ، إذا ما نحيت المغالطات التاريخية الآثمة فى حقه جانبا ، و الجهل البحت به ، فإن علينا أن نتقبل هذا الشريك و الصديق مع ضمان حقه أن يكون كما هو .