لندن: اعتبرت صحيفة "فاينيشيال تايمز" البريطانية أن ما يحدث الآن فى مدينة حمص السورية وما قد تؤول إليه الأوضاع هناك سيكون له تأثير عميق على مستقبل سوريا بأكمله.
وتشهد مدينة حمص أقوى العمليات العسكرية للجيش السوري منذ اندلاع الاحتجاجات راح ضحيتها المئات من القتلى حسب ناشطين، كما تدور بين الحين والأخر اشتباكات عنيفة بين الجيش والأمن النظامي السوري من جهة، ومسلحين يعتقد أنهم منشقون من جهة ثانية.
وذكرت الصحيفة - فى تعليق على موقعها الإليكتروني - إنه بعد مرور ثمانية أشهر من العنف المتزايد ضد المتظاهرين العزل فى سوريا تضرب مدينة حمص مثالا على إصرار نظام الرئيس السورى بشار الأسد على إبادة روح المقاومة والقضاء نهائيا على الدور المتصاعد للمعارضة والمتظاهرين المناوئين له.
ونقلت الصحيفة عن أحد الناشطين بالمرصد السورى لحقوق الإنسان بمقره بالعاصمة البريطانية لندن رامى عبد الرحمن قوله :"إنه فى حال تمكن النظام السورى من فرض سيطرته على مدينة حمص، فسيتمكن بعدئذ من إحكام قبضته على سوريا بأكملها لمدة 6 أشهر مقبلة."
وأردفت الصحيفة تقول إن مدينة حمص قد شهدت منذ أبريل الماضى كبرى التظاهرات ضد نظام الأسد وذهب البعض ليطلق عليها لقب "عاصمة الثورة"..لافتة إلى أنه على الرغم من رد الفعل القاسى للنظام ضد المتظاهرين إلى جانب التواجد العسكرى المكثف هناك إلا أنه قوبل ويقابل بتحد وإصرار قوى.
ونوهت الصحيفة إلى أن حمص اضحت تعرف الان بكفاحها "المسلح" ضد القمع الذى ينتهجه النظام والذى أودى بحياة ما يقرب من 3500 سورى...مشيرة إلى ما يتم تداوله حول سهولة امكانية نقل الاسلحة عبر الحدود اللبنانية المجاورة بالاضافة إلى المؤشرات بشأن تواجد مئات العناصر المسلحة من بينها جنود منشقين يخوضون معارك ضد النظام هناك.
وفى ختام تعليقها أشارت "فاينيشيال تايمز" إلى ما جاء على لسان بيتر هارلينج أحد الناشطين بمجموعة الازمات الدولية قوله "تعد مدينة حمص نموذجا ناجحا فى إمكانية التصدى للقوات الامنية الموالية لنظام الاسد، وأن ذلك بالتحديد ما يسعى نظام الأسد إلى القضاء عليه".