لندن: حثت منظمة "هيومان رايتس ووتش" المعنية بالدفاع عن حقوق الإنسان في العالم تونس على إيقاف إجراءات تسليم رئيس الوزراء الليبي السابق البغدادي المحمودي لطرابلس، وذلك لاحتمال تعرضه للتعذيب. ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" اليوم الخميس عن نائب رئيس شئون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في المنظمة جو ستورك قوله :"إن المجلس الوطني الليبي لا يسيطر كليا على القوات الأمنية، ولذا فليس بإمكانه ضمان سلامة البغدادي المحمودي".
وأكد جو ستورك أن "تسليم المشتبه بهم إلى دولة قد تقوم بتعذيبهم يعتبر انتهاكا للقانون الدولي"، مشيرا إلى أن تسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا الآن وفي ظل هذه الظروف سيعرضه لخطر جسيم.
وقال ستورك :"إن المنظمة تحتفظ بأدلة موثقة عن استخدام طرابلس ومصراتة التعذيب بحق المعتقلين، وعن إعدامات جماعية نفذها المقاتلون المناوئون للقذافي بحق مؤيديه".
وأضاف "أن قتل القذافي وابنه المعتصم في العشرين من أكتوبر الماضي على أيدي من وصفهم ب"المجموعات المسلحة المنضوية تحت لواء المجلس الوطني الانتقالي" في سرت يثير القلق على مصير البغدادي المحمودي في حال تسليمه لليبيا".
واعتبر ستورك أن المجلس الانتقالي الليبي لم يتمكن بعد من بسط سيطرته على الكثير من المجموعات المسلحة المحلية لضمان سلامة البغدادي المحمودي.
وكانت السلطات التونسية قد ألقت القبض على البغدادي المحمودي في سبتمبر الماضي لدخوله البلاد بشكل غير شرعي.
وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي يمسك بزمام الحكم في طرابلس قد طالب الحكومة التونسية تسليمه المحمودي، متعهدا بمعاملته وجميع المعتقلين الآخرين معاملة عادلة.
يذكر أن رئيس الوزراء الليبي السابق فر من بلاده إلى تونس عقب الإطاحة بنظام العقيد الراحل معمر القذافي في شهر أغسطس الماضي، وقد بدأ إضرابا عن الطعام احتجاجا على ترحيله المحتمل إلى ليبيا.