«أتمني أن لا يصل أهل الدين إلى السياسة» هذه كانت أمنية الشيخ محمد متولي الشعراوي في حياته، إدراكا منه أن رجل الدين الذي ينشغل بالسياسة يخسر الكثير لما لها من أساليب خاصة التي يستنكرها الدين. وفاة الشيخ محمد حسان الكثير من رجال الدين والدعاة خسروا مصداقيتهم أو بالأحرى عدد من جمهورهم في الفترة الأخيرة بسبب آرائهم السياسة، وأهمهم هو الشيخ السلفي محمد حسان الذي يحاط بالكثير من الشائعات من وقت لآخر، كان آخرها شائعة وفاته. وكانت صفحة في "الفيس بوك" منسوبة للشيخ حسان نشرت خبر وفاته؛ إلا أن نجله نفى ذلك، موضحًا أن والده لا يوجد لديه أي صفحة في مواقع التواصل الاجتماعي. ورغم هذا النفي؛ إلا أن الصفحة لا تزال تنشر "جمل" تطالب أعضائها الدعاء له بالرحمة، ولم يتبين من يديرها أو المسئول عما تنشره من محتوى خاص بالداعية السلفي والتي عمدت على نشر صور له مع والدته. حسان والسياسة حسان المنتمي للتيار السلفي يقول، إنه لا علاقة له بالعمل السياسي وأن نشاطه دعوي إسلامي فقط. ويقول العديد من أعضاء التيار السلفي، إن هناك انقسامًا وسطهم على مواقف حزب النور والدعوة السلفية حول آراء "حسان"، بين من يراه شيخ جليل، وآخرين يعتبروه خذلهم ولم ينصر الحق. ووجهت اتهامات كثيرة للشيخ محمد حسان، من ضمنها أنه كان رجل النظام، فبالرغم من صراع الأوقاف مع السلفيين ومنعهم من اعتلاء المنابر أو الخطبة في الناس؛ إلا أنه ومسجده بقرية دموه مركز دكرنس بقي خارج هذه القرارات. مواقف متناقضة للشيخ محمد حسان مواقف متناقضة بداية من عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، فكان دائما ما يردد أن الخروج على الحاكم حرام من خلال حلقات برنامجه الذي كان له نسبة مشاهدة عالية. وظل موقفه ثابت مع قيام ثورة 25 يناير، حتى بدأت الثورة تحصد ثمارها وتتساقط أطراف النظام، فعدل الشيخ عن موقفه، وقال إن "التظاهر ضد الظلم حلال". بدأ الشيخ حسان في تلك الفترة الغوص في بحر السياسة، وكان على علاقة قوية بقادة المجلس العسكري الذي استعان به لإطفاء نيران الفتن الطائفية في أكثر من مكان، مثل فتنة كنيسة الشهيدين في أطفيح وغيرها. وفي عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، استغل حزب النور السلفي الشيخ في دعايته الانتخابية لمجلسي الشعب والشورى. ومع تصاعد دعوات التظاهر في 30 يونيو بدأ يكون حلقة الوصل بين الدولة والمعتصمين ربما ليمسك بالعصا من المنتصف. مشاركته في اعتصام الإخوان يرى حسان أن يناير ثورة ضد الظلم والاستبداد قام بها شباب عفيف طاهر استطاع أن يفعل ما لم يفعله جيلنا وأجيال سابقة، لكنه آثر الصمت إزاء 30 يونيو وما تلاها حتى اليوم؛ إلا أ، أنباء ترددت أثناء فض اعتصام رابعة عن تواجد حسان والشيخ محمد حسين يعقوب بميدان مصطفى محمود وأنهم تعرضوا لاختناق جراء قنابل الغاز وأنهم نقلوا بعدها للمستشفى لتلقي العلاج.. وبعدها توارى عن الإعلام. يبغض أعضاء جماعة الإخوان المسلمين "حسان" بعد موقفه من فض اعتصامي رابعة والنهضة واختفاؤه عن المشهد العام وعدم إدانته لعمليات الفض وضحاياه بالإضافة إلى اعتباره أن ما جرى هو صراع من أجل الكرسي وأن أحدا لم يراع حرمة الدماء. مقابلته للسيسي كشف حسان أثناء أزمة اعتصامي النهضة ورابعة أنه ذهب ومعه وفد من كبار العلماء لمقابلة الفريق أول السيسي وزير الدفاع وقتها وأعضاء بالمجلس العسكري حتى يقنعهم بعدم فض الميادين بالقوة ونقل مخاوفه من احتمالية نشوب الحرب الأهلية، وكان يحمل على عاتقه الدعوة للمصالحة الوطنية التي لم تتم. أما الآن وبعد الانتهاء من حكم الإخوان بدأ نجم الشيخ محمد حسان ينطفئ رويدا رويدا فقل ظهوره في الإعلام، وبدأت أخبار مرضه تنتشر من وقت إلى آخر، كان آخرها شائعة مووته التي نفاها الكثير من المقربين له.