ذكر الرئيس الأمريكي باراك أوباما، أن إزالة العلم الكونفيدرالي من فوق المباني الحكومية لولاية كارولينا الجنوبية لا يشكل إهانة للجنود الكونفيدراليين الذين قُتلوا في الحرب الأهلية الأمريكية. جاء ذلك خلال كلمة تأبينية ألقاها أوباما أثناء حضوره جنازة رجل الدين والعضو في برلمان الولاية كارولينا الجنوبية كليمنت بينكني الذي قتل مع 8 مصلين آخرين من السود في كنيسة إيمانويل الأفريقية الأسقفية الميثودية يوم 17 يونيو في مدينة تشارلستون بولاية كارولينا الجنوبية، على يد شاب ابيض عنصري يبلغ 21 عاماً. وفي ذات الوقت اعتراف الرئيس الأمريكي في كلمته، بأن استعباد السود الذين كان أولئك الجنود يقاتلون في سبيلهم هو قضية خاطئة. مقتل المصلين التسعة عقب أشهر من المظاهرات التي عمت البلاد جراء المعاملة التعسفية للشرطة تجاه السود في أمريكا، حرّك موجة جديدة من الاستنكار الجماعي ضد رموز عنصرية أخرى من بينها العلم الكونفيدرالي. خاصة بعد أن وجدت الشرطة أن القاتل والذي يدعى ديلان رووف قد صور نفسه وهو يحمل ذلك العلم. والعلم الكونفيدرالي هو ذات العلم الذي رفعه الجنوبيون أثناء الحرب الأهلية الأمريكية، عندما أعلنوا انفصالهم عن الولاياتالمتحدة رافضين تحرير عبيدهم من السود، في مقابل الجيش الاتحادي الذي قاده إبراهام لينكولن وأمر بتحرير العبيد في كل أنحاء الولاياتالمتحدة. وبرغم انتهاء تلك الحرب وانقضاء أكثر من 150 عاماً ظلت الولايات الجنوبية ترفع العلم الكونفيدرالي إلى جانب علم الاتحاديين بدعوى احترامهم لذكرى قتلاهم في الحرب الأهلية. هذه الحركة جعلت الرئيس الأمريكي الذي ذهب معزياً عائلة رجل الدين وعضو البرلمان الراحل، يقول في خطابه إزالة العلم من عاصمة هذه الولاية ليس مجاملة سياسية، ولن يكون إهانة لبسالة الجنود الكونفيدراليين، إنها ببساطة اعتراف أن السبب الذي قاتلوا في سبيله، هو قضية العبودية، وهي قضية خاطئة. أوباما الذي عزى عوائل الضحايا لفقدانهم محبيهم في حادث إطلاق النار قال إن الولاياتالمتحدة تشارككم حزنكم، ألمنا آذانا بعمق لأنه حدث داخل كنيسة، مشيراً إلى أن الكنيسة لطالما لعبت دوراً مركزياً في حياة الأفريقيين الأمريكيين. وتعد الكنيسة التي صارت موقعاً للمجزرة التي ارتكبها رووف، أقدم الكنائس السوداء في الجنوب الأمريكي، والتي أُحرقت في بدايات القرن التاسع عشر من قبل مجاميع من البيض العنصريين وأُعيد بنائها عام 1886. إلا أن حادث كنيسة إيمانويل الأفريقية الأسقفية الميثودية، جدد المواجع لدى السود وأثار الكثير من الانتقادات للمحافظات الجنوبية الأمر الذي دعا ولاية كارولينا إلى رفعه من مبنى حكومة الولاية، ومن ثم عن باقي مؤسساتها الحكومية. وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكي قد منح فرصة سانحة للولايات المتحدة لإجراء تأمل عميق وفحص ذاتي نادراً ما نرى مثيلاً لها في الحياة العامة. وتابع قائلاً لمدة طويلة جداً، كنا معميين عن الألم الذي سببه علم الكونفيدرالية للكثيرين جداً من مواطنينا مشيراً إلى أن رمزية ذلك العلم لا تنحصر في كونه تذكير بمزلة تاريخية فحسب ولكنه بالنسبة للعديدين من السود والبيض، تذكير بالقمع المنهجي والقهر العنصري، لكننا ندرك ذلك الآن. مراسيم التأبين، اختتمها الرئيس الأمريكي بالغناء مع جمهور الحاضرين الذين غنوا معه أنشودة النعمة الرائعة الدينية.