يقع مشهد السيدة سكينة ابنة الحسين عليه السلام في شارع الأشراف بجوار المشهد النفيس. السيدة سكينة ابنة سيدنا الحسين عليه السلام والتي اشتهرت بجمالها وحسنها وأناقتها حتى أنها صففت شعرها بطريقة خاصة عرفت بالطريقة السكيننية انتشرت بين النساء وقتها. اسمها الحقيقي آمنة أو أمينة سماها أبوها باسم والدة النبي «آمنة بنت وهب» أما سكينة فلقب اطلق عليها لهدوئها وطول تأملها وإشعاعها الجميل لنرى كل المعاني الهادئة من السكن والسكون والسكينة والهدوء تظهر داخل مسجدها الذي يحتوى على مرقدها المصري. تزوجها مصعب بن الزبير وهلك عنها ثم تزوجها عبد الله بن عثمان بن عبد الله بن حكيم بن حزام. ومن كتاب «تحفه الأحباب وبغيه الطلاب في الخطط ولمزارات والتراجم والبقاع المباركات للمؤرخ شمس الدين السخاوى يقول. السيدة سكينة أول علوية قدمت إلى مصر وسبب قدومها أن الأصبغ بن عبد العزيز أمير مصر خطبها من أخيبها وبعث مهرها إلى المدينة فحملها أخوها إلى مصر فقالت له " والله لا كان لي بعل، فلما وصلت إلى مصر ". زواج سكينة إن أخبار زواج سكينة بنت الحسين فيها من التناقض والاضطراب والتناقض الشيء العجيب ، مما لا يُقبل لامرأة بسيطة، فكيف هذا مع بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى اشتهر عنها من قبل بعض المؤرخين أنها امرأة مزواج، إذ تزوجت ثماني مرات، وفي هذا مبالغة غريبة، وقد اتفق الشيعة وبعض أهل السنة على أنها تزوجت اثنين فقط هما : ابن عمها الحسن، وقيل هو عبد الله بن الإمام الحسن – رضي الله عنه، ومصعب بن الزبير، وعذرهم في عدم قبول تلك الروايات، أنها تجمع الرجل وجده في زواجها، وتذكر أناسا ، لا يمكن أن يكونوا على مسرح الأحداث فترة حياة سكينة، حيث كانوا في عداد الأموات. ويرى الباحث هنا أن ما كتب من تاريخ في العصر الأموي، فيه الكثير من تزييف الحقائق والظلم لكثير ممن عاشوا في تلك الفترة من الزمن. وليس هذا في حق آل النبي فحسب ، بل وفي حق الأمويين أنفسهم ، السيدة سكينة لها منزله رفيعة لدى المصريين ومحبتها شائعة فى قلوبهم وعميقة فى نفوسهم. كان بيتها فى المدينةالمنورة من مجالس العلم والأدب كانت فصيحة اللسان وشاعره كانت دار السيدة سكينة منتدى عاماً للشعراء والأدباء وكانت تفيض عليهم من يسرها ومالها ، وتضعي إلى أشعارهم ، وتبدى ارائها التي كانت تعكس ذائقة فريدة، واجتمع في مجلسها جرير والفرزدق وجميل وكثير ومصعب، كانت تجلس حيث يمكنها رؤيتهم ولا يرونها ، دخلت على هشام الخليفة وسألته عمامته ومطرفه ومنطقته ، فأعطاها ذلك. كانت السيدة سكينة مرجعاً للشعراء يحتكمون إليها إذا نشب خلاف . كانت السيدة سكينه شخصية نسائية فذة صالحة وربما .. تقية .. حباها الله بأصالة النسب الكريم واكرمها بالتفق فى القول و اعطاها موهبة الشعر والنثر . ورغم أن الله امتحنها بفقد الوالد والزوج لكنها ظلت تشع حسنا وعلماً وجمالا وسكينة وهذا ما اضفاه لقبها على مرقدها الجميل والانيق والذى يقوم فى منتصف طريق الاشرف الذى نتقارب فيه مراقد آل البيت . وفاتها توفيت سكينة بنت الحسين بن علي رضي الله عنهم في ربيع الأول يوم الخميس عام 117 ه وعمرها خمس و سعبون عاماً وتضاربت المعلومات حول وفاتها فى مصر أم المدينةالمنورة، فقد ذكر الإمام عبد الوهاب الشعرانى فى طبقاته «أنها مدفونة في مصر بالقرافة، قرب السيدة نفيسة»، وكذلك في طبقات الناوي والحلبي. ويؤكد ابن زولاق أن أول من دخل مصر من ولد «على» سكينة بنت الحسين، حيث حملت إلى الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان ليدخل بها، لكنه مات قبل أن يراها فخرجت إلى المدينةالمنورة. ضريح السيدة سكينة وضريحها هو أول مشاهد الدرة النبوية فى مصر، وأنشأ لها المأمون البطائحى، وزير الآمر بالله الفاطمي، مزارا وبني عليه قبة بعد سنة 510 ه، وأشار له على مبارك في خططه فقال «إنه أقيم في مصر بحي الخليفة عن شمال الزاهد إلى القرافة الصغرى، وكانت فى بدايته زاوية صغيرة، ثم ألحق بالضريح مسجد أقامه الأمير عبد الرحمن كتخدا سنة 1173ه (1760م)، وعمل على الضريح مقصورة من النحاس سنة 1266ه، ثم أمر الخديوي عباس حلمي الثاني بتجديده سنة 1322ه، وأصبح له ثلاثة أبواب غير الميضأة، اثنان على الشارع والثالث الباب المقبول في الجهة القبلية يفتح على درب الأكراد، هذا المسجد يشتمل على 6 أعمدة من الرخام ومنبر من الخشب النقي، والضريح مجلل بالبهاء والنور عليه تابوت من الخشب من داخل مقصورة كبيرة من النحاس الأصفر متقن الصنع من إنشاء المرحوم عباس باشا، ثم جددته وزارة الأوقاف.