لا اله إلا الله, الناس جنت بالفعل, وصار القتل والقتل المضاد تماما مثل تناوب علبة مياة غازية , صحيح ان "دودة" ارتكب جرما لا تنفع معه اعذار, حتى لو كان مختلا عقليا, ولكن ما فعله اهل "بدوى" شئ غير معقول, فلا يمكن ان نساوى بين عاقل ومجنون. تفاصيل تلك الأحداث البشعة دارت حلقاتها بمنطقة "الطالبية" فى محافظة الجيزة, حينما كان "بدوى.ا.ب" 38 سنة مقاول بناء ويقيم بحارة البطل بالطالبية، يقود سيارته فى الشارع محل الواقعة حيث سمع شخصا تبدو على ملامح وجهه علامات الاضطراب النفسى يطلب منه التوقف.
أوقف "بدوي" سيارته وراح يستجيب لمطلب الرجل معتقدا انه "بركة" قد يطلب منه قطعة نقود وفى المقابل يدعو له دعوة صالحة , خاصة ان اليوم هو فجر يوم عرفة المبارك , اقترب "دودة" من الرجل الجالس فى سيارته , حيث راح "بدوي" يستخرج قطع نقود صغيرة ليعطيها له الا ان "دودة" عاجله بضربات نافذة فى رقبته من سكين كان يخفيها بيده, سمع "دودة" صراخ الرجل وشاهد تزاحم الناس عليه فأدرك انه ارتكب جرما كبيرا ففر هاربا.
توفى "بدوي" فى صباح يوم عرفات المعظم دون جريمة ارتكبها , وكان قد تحدث مع زوجته قبل ان يخرج من بيته انه سيعود قبل الافطار لشراء خروف العيد وشراء مستلزمات اسرته من ملابس وخلافه , الا ان خروف العيد لم يذبح ولكن ما ذبح هو نفسه , على يد مختل عقليا مكانه الطبيعى مستشفى الأمراض العقلية والنفسية وليس التجول في الشارع مشهرا سلاحه دون محاسب او رقيب, انها فى الواقع جريمة مجتمع او نظام لا يعنيه حياة شعبه.
نقل الأهالى المقاول القتيل الى مستشفى الهرم التى بدورها أبلغت الشرطة.
وعلى الفور اتصل المارة بالأرقام الموجودة على هاتفه وراحوا يبلغون من يحدثونه بأن صاحب هذا الرقم قتل, وكان من يتحدثون معها هى زوجته نفسها التى سقطت مغشيا عليها فيما استكمل أخرون سماع النبأ المشئوم.
تجمع أهل "بدوي" وراحوا يسمعون تفاصيل الواقعة من المارة وشهود العيان , غلى الدم فى عروقهم وراحوا يبحثون عن القاتل المجنون, بحثوا عنه إلى أن عثروا عليه فراحوا يتعدون عليه بالأسلحة البيضاء وقام أحدهم بخلع عينيه التى أبصرت "بدوى" ثم ذبحوه ومثلوا بجثته وتركوها بالشارع.
تفاصيل الجريمة بدأت بتلقى اللواء عابدين يوسف، مساعد أول وزير الداخلية، مدير أمن الجيزة بلاغًا من مستشفى الهرم باستقبالها مقاولا معماريا مصابا بعدة طعنات نافذة بالرقبة أسفرت عن مقتله، فأمر بسرعة تشكيل فريق لإجراء التحريات وضبط مرتكب الحادث، وبانتقال العميد فايز أباظة- مدير المباحث الجنائية، إلى محل الواقعة في شارع العسكري توصلت التحريات إلى أن الضحية يدعى "بدوى.ا.ب" 38 سنة مقاول بناء مقيم بحارة البطل بالطالبية، وأثناء سيره بالشارع محل الواقعة طلب منه شخص التوقف وعندما استجاب أشهر سكينا وسدد له عدة طعنات نافذة برقبته وفر هاربا، وكشفت تحريات المقدم أحمد النواوي- رئيس مباحث الطالبية، ومعاونيه الرائدين على عبد الكريم وهشام حجازى أن المتهم يدعى "محمد.ر.ح" وشهرته "الدوده" 27 سنة مهتز نفسيا، وتوصلت جهود فريق البحث الجنائى إلى 3 شهود للواقعة الذين أفادوا أنهم أثناء جلوسهم على مقهى بمكان الحادث فوجئوا بالمتهم ينادى على الضحية، ويطلب منه التوقف ثم سدد له طعنات وفر هاربا ولم يتمكنوا من ضبطه.
وصف التقرير الطبي المبدئي للإصابات التي لحقت بالمجني عليه أنها عبارة عن جرح قطعي عميق بالرقبة بالجانب الأيمن وآخر نافذ بذات المنطقة، إضافة إلى جرح طعني بالرقبة من الخلف.. تحرر المحضر 4156 إداري قسم شرطة الطالبية، وأخطرت نيابة حوادث جنوبالجيزة للتحقيق، وأمرت بانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة والتصريح بدفنها وسرعة ضبط المتهم.
وفى الوقت الذى كان يسارع فيه العميد جمعة توفيق، رئيس مباحث قطاع غرب الجيزة، للقبض على المتهم كان أهالى المجنى عليه يجوبون الشوارع فجر وقفة عرفات بالسيارات والدرجات البخارية بحثا عنه لتنفيذ وعيدهم بذبحه والانتقام منه حتى نجحوا فى العثور عليه وضبطه وبدأ التمثيل به والتعدى عليه بالأسلحة البيضاء فى شارع كراتة وتلا ذلك "فقع" عينيه ثم ذبحه من رقبته وإلقاء جثته بالشارع وفروا هاربين.. تم نقل جثته إلى مستشفى أم المصريين وأخطرت النيابة للتحقيق.