يتطلع المنتخب الكولومبي لكرة القدم إلى الثأر من نظيره الفنزويلي عندما يلتقي الفريقان غدا الأحد في افتتاح مباريات المجموعة الثالثة بالدور الأول لبطولة كأس أمم أمريكا الجنوبية (كوباأمريكا) المقامة حاليا في تشيلي. ورغم المسيرة الرائعة للمنتخب الكولومبي في تصفيات أمريكا الجنوبية المؤهلة لنهائيات كأس العالم 2014 بالبرازيل ، مني الفريق بالهزيمة صفر / 1 أمام نظيره الفنزويلي في التصفيات علما بأن مباراة الذهاب بينهما في نفس التصفيات انتهت بالتعادل 1 / 1 . ولهذا ، ينتظر أن تتسم المباراة بين الفريقين غدا بالطابع الثأري بخلاف ما تتسم به هذه المواجهة من أهمية بالغة للمنتخب الكولومبي أحد المرشحين للمنافسة على لقب البطولة في هذه النسخة من كوباأمريكا. وتضاعفت آمال الجماهير الكولومبية في فوز فريقها باللقب الثاني له في تاريخ مشاركاته بكوباأمريكا بعد العروض القوية والمستوى الرائع الذي ظهر عليه الفريق في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل. وأحرز المنتخب الكولومبي لقب البطولة في 2001 ليكون الوحيد الذي كسر هيمنة منتخبات أوروجواي والأرجنتين والبرازيل على اللقب منذ 1983 وحتى الآن. والآن ، تبدو الفرصة سانحة أمام الفريق أكثر من أي وقت مضى للمنافسة على اللقب القاري خاصة وأن الفريق الحالي يضم العديد من اللاعبين الذين أعادوا إلى الأذهان جيل الكرة الكولومبية الذي سطع في تسعينيات القرن الماضي بقيادة فاوستينو أسبريلا وكارلوس فالديراما. وتفوق لاعبو هذا الجيل على جيل التسعينيات من خلال تأهلهم إلى دور الثمانية في بطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل لتكون المرة الأولى التي يصل فيها المنتخب الكولومبي لهذا الدور في تاريخ مشاركاته بكأس العالم. ويدين المنتخب الكولومبي بفضل كبير في هذا إلى مديره الفني خوسيه بيكرمان الذي أعاد إلى الكرة الكولومبية بريقها وقاد الفريق لدور الثمانية بالمونديال البرازيلي وبات حلمه هو الفوز مع الفريق باللقب القاري معتمدا على مجموعة متميزة من اللاعبين مثل راداميل فالكاو جارسيا وجيمس رودريجيز وكارلوس باكا حيث يمتلك الفريق واحدا من أقوى خطوط الهجوم في العالم. وقد تكون المشكلة الوحيدة التي يواجهها بيكرمان هي ضعف دفاع الفريق مقارنة بباقي الخطوط لاسيما مع اعتزال ماريو ييبس ولكن خبرة حارس المرمى ديفيد أوسبينا والانسجام بين خطوط الفريق قد يعوض هذا الخلل في الدفاع وهو ما يسعى الفريق إلى تجربته غدا في مواجهة فنزويلا الذي قد يكون أضعف المرشحين في هذه المجموعة على الأقل من الناحية النظرية حيث تضم المجموعة معهما منتخبي البرازيل وبيرو. وأكد نجم كرة القدم الكولومبي السابق فاوستينو أسبريلا أن بلاده "تمتن بشكل أبدي" للمدرب الأرجنتيني بيكرمان وذلك على استعادته مكانة الفريق. وقال أسبريلا "استعدنا الحماس. قاد الفريق لتقديم أفضل أداء له في بطولات كأس العالم ، ونمتن له بشكل أبدي". وأوضح أسبريلا أن المنتخب الكولومبي عليه أن يفوز بلقب كوباأمريكا ليؤكد جدارته بما قدمه في المونديال البرازيلي. وقال أسبريلا إن خوان كوادرادو هو أفضل لاعب في المنتخب الكولومبي حاليا وأنه يتفوق على فالكاو ورودريجيز. وفي المقابل ، لا يحظى المنتخب الفنزويلي بهذا الكم الهائل من النجوم في صفوفه حيث يبدو خوان أرانجو وسالومون روندون أبرز نجوم الفريق حاليا. ولكن عددا من لاعبي هذا الجيل للمنتخب الفنزويلي اكتسب الخبرة التي تساعده على مناطحة الكبار وتظل المشكلة الرئيسية للفريق هي خط الدفاع الذي يؤرق المدرب نويل سانفيسنتي. وأكد سانفيسنتي حرصه على إعداد الفريق للتصفيات المؤهلة لمونديال 2018 ولكنه بالتأكيد لن يتوان عن البحث عن مفاجأة في كوباأمريكا 2015 . ولهذا يتطلع المنتخب الفنزويلي إلى تفجير المفاجأة في المباراة الأولى له غدا أمام نظيره الكولومبي وهو ما سيعزز معنويات الفريق ويؤكد أنه لم يسافر إلى تشيلي للنزهة وإنما للمنافسة وتقديم عروض جيدة في مواجهة الكبار. ويضاعف من إصرار الفريق على تقديم بداية قوية في البطولة الحالية ما حققه من نتيجة جيدة في مواجهة كولومبيا بتصفيات المونديال البرازيلي.