فيلم باب الحديد إخراج يوسف شاهين تأليف عبدالحي أديب .. موسيقى فؤاد الظاهري .. باب الحديد ( بوابة مصر ) تدور أحداث الفيلم في محطة السكة الحديد العمومية ، هذا المكان المغلق .. المفتوح في ذات اللحظة على كل اتجاه ، تسافر القطارات والبشر ثم تعود في حركة بندولية ،، تشملها رتابة ظاهرة .. مثل الماء الراقد .. الذي يبدو آسناً ولكن في أعماقه تتخلق حياة .. حتماً تفتقد شروط ومقاييس الجودة الصحية الطبيعية السليمة، مثلها الآن مثل العشوائيات التي تنتشر عبر تضاريس المجتمع كبثور توحي بوجد مرض عضال.. يبدا الفيلم بإيفان تتر ( أحداث قبل العناوين ) بعد مقدمة موسيقية غارقة فى الشرقية .. آهات كورال من الرجال مع تصاعد لحني .. وأغنية ( اتمخطري يا حلوة يازينة .. ) هذه التيمة التى تستمر مع الفيلم .. بطل الفيلم قناوي ( يوسف شاهين ) بائع الجرائد الأعرج المعاق نفسيا قبل أن يكون معاقاً بدنياً .. والذى يمثل قطاعاً عريضاً من المهمشين المطحونين وفي محاولة تعويضية يقع في حب هنومة ( هند رستم ) النموذج المكتمل للأنوثة .. نرى ذلك من اللقطات الأولى حيث تخطر ( هنومة ) في سيرها بساقيها العامرتين بالأنوثة ، يصاحب ذلك عزف الفيولينة تصاحبها الأوركسترا بإيقاع يعبر عن نظرة ( قناوى ) لساق هنومة .. تتأكد احتياجاته التعويضية ، من خلال مدبولي ( حسن البارودي ) الذي يطل كواجهة قطار قديم متهالك ( خردة ) ودوره فى هذه الدراما جمع الخردة .. بقايا البشر المهمشين، يرى في غرفة قناوى صوراً فاضحة لتثبت تلك الاحتياجات التي تنحرف به نحو مرض مركب من الكبت ( الجنسي ) هذا الإحساس بالنقص لساقه التي بترها القطار .. وبرجولته المنقوصة .. ولم يبق غير محاولة مريضة لإثبات فحولته لهنومة أمام غريمة ( أبو سريع ) صاحب القوام السامق ، والفحولة البادية، ومتكامل الرجولة والذي يقود حملة لإنشاء نقابة للشيالين ، وعندما يتأكد ( قناوى ) أن هنومة ستتزوج أبو سريع ، يقدم على قتلها ولكن يقتل فتاة غيرها ، ويتهم أبو سريع بقتل هذه الفتاة ويكرر قناوى محاولته ليقتل هنومة ويفشل عندما يستدرجه مدبولى حتى يقبض عليه ويقاد إلى مستشفى المجانين .. وإلى اللقاء مع فيلم أخر ..