"في رحيل الأم نفقد كل قدرتنا على التعبير، حتى وإن كنت شاعراً مُتمكناً من اللغة وأحرفها، فإنها تظل عاجزةٍ عن أن تشي بوجعك إلا بعد وقت تحاول أن تستعيد فيه رباطة جأشك " .. كانت تلك أول كلمات الشاعر تميم البرغوثى عن رحيل والدته " مريمة الأدب " رضوى عاشور ، فى حفل تأبينها بجامعة القاهرة ، و قد رثاها بقصيدته " الكون قفل فجأة " . و القى تميم عددا من قصائده فى حضرة السيدة حتفاءا بذكرى ميلادها فى أمسية مشتركة له و لوالده الشاعر الفلسطينى الكبير مريد البرغوثى بساقية الصاوى ، و فى السطور القادمة ننشر لكم أحد تلك القصائد ، و التى كتب فيها عن والديه مريد و رضوى بعنوان " اتوضأ من قبل الكتابة واسمي " : اتوضأ من قبل الكتابة واسمي واكتب قصيدة عن أبويا وأمي والشعر خايف يمتحن كالعادة واقف بلبس المدرسة من بدري ما تقولش في أول صراط يوم القيامة بقولو يجري يحرن على باب القصايد مهري رضوى ومريد حرم القصايد ليها هيبة دخلتو مريم وفي أيديها الوليد الشامي ثم المصري والشعر في مشهد ميلادي نخلتو خايفة وحوش الأنس أبويا ونظرتو مستأنسة بنظرة عيون أمي الوحوش غزلان على نبع الهوى ورادة وعليها قانون الزمن ما يسري يا نسمة مرت في محل حدادة يا مدح أبويا وأمي مر في صدري تشفي الحديد من نار لكن ما تبردوش لأجل الحديد الحر يفضل محمي اتوضأ من قبل الكتابة واسمي وأبويا قال للشعر يجري ورايا ف جري وعملي كمين في كل مراية فيهم أشوف رضوى ومريد راسميني أجمل من اللازم ومن الممكن وابص في مرايتي أقول يمكن أنا طير ما أشوف في مرايتي إلا سمايا البوم صور فيها خصل ملوية وعيون سود صوري الجميلة في طفولتي وعود في شيب رموشي يفضلو لازميني ده لقب بشر مش بالولادة بيحرزو المولود لولا رضوى موجودة ومريد موجود لولا كرم أهل الكرم والجود ما كنت أنادي الله بصوت ممدود يا رب أنتا أبقى أهلي لاسمي اتوضأ من قبل الكتابة واسمي رضوى امتحان الشعر وشهادتو الكبيرة معناها محراب المعاني دقق تلاقي السر في شغل القيشاني في كل وحدة زخرفة قصة مدينة وأهلها وحروف نبات عالحيط يفرع أصلها تلقى ولاد بينطوا ما بين المباني والدمع متأجل في عين الجدة تغزل غزلها وجمل ما يسأل عالمسافة وغمام بيرسم عالحصيرة صور لبغداد الخلافة ومغول عينيهم عالحصيرة وغيطان تقول للصحرا قومي دا مكاني ومؤذن الأقصى قالولو القدس صارت مالطة أذن تاني رضوى امتحان الشعر وشهادتو الكبيرة معناها محراب المعاني الناس بتصبر ع الولادة تسع شهور وأنا أمي تصبر عالزمان زمانين كمان علشان مريد وعشاني قالولها ما تخترش ف اختارت على سنة إلهي وشرعتو سارت وجاروا عليها ما جارت ولا هاودت ولا جارت وصارت قبل ما تحملني تحمل همي اتوضأ من قبل الكتابة واسمي يا ريتني يابا الجمرة بتدفي في دير غسانة بوتك بيها يا ريتني شايل شنطتك وأنتا في طريق المدرسة يا ريتني حارس شقتك في القاهرة يوم خمسة يونيو المغربية يا ريتني في بيروت قميص واقي يا ريتني في منفى بلاد البرد حبة تين يا ريتني_ بس أنا عارف إني دي صعبة حبة_ أخوك يا ريتني كنت جواز سفر بين كل سطر وسطر شعرك إعادة خلق للعالم بتوزع الأسماء على أشياء فتحييها شارب قوي صنعة أبوك ادم يا ريتني شارب صنعتي زيك علمني يا بابا الوزن صفق بإيدك يا ولد أسهلهن الوافر: مفاعلتن مفاعلتن فعولن يلا أسبح والبحر قدامك امشي وراك وماسك فيك واجري وراك على حصاني فيسبقني البراق تحتيك تقولي شد خلي المهر يتجنح أشد عليه وعيني عليك في باطن كفي حاسس بالعرق يرشح ونفسي اسبقك مرة عشان ارضيك أيدك في أيدي يا ولد على فين يا بابا؟ مروحين زغاريد تخلي الوحي يطلع للسما من الارض أسرينا لدير غسانة ورجعنا بسنة وفرض قلت الأرض دي بتاعتك هدية ومسئولية وعرض كملت حروف اسمي ونبرة صوتي والمشية ونظرات العينيين حطينا طلقتنا في بيت النار وقلنا يا معين أيدك يا سيدي حقها تنباس وأنا مريد ليكم يا سيدي مريد فلاح وتجدر مهجتك بالأيد يطعم رغيفك امتك ويزيد صياد وترمي بالشباك الناس تدعو إلى يوم القيامة اليومي اتوضأ من قبل الكتابة واسمي الدنيا دي ورق امتحان ابيض علينا نحط فيها أسئلة وإجابة نكتب عليها بالخطاوي والأيدين وانتو على صحة كلامي شاهدين زي الكرام الكاتبين واللي كتبتوا مهوش مديح المدح لسه ما ابتداش المدح مش ممكن حيبقى كتابة المدح دة عيشة تعاش اللي كتبتو على الجبين كمادة بردة بتشفي المؤمنين نسمة ومرت في محل حدادة يا مدح أبويا وأمي مر في صدري والشعر خايف يمتحن كالعادة واقف بلبس المدرسة من بدري وده كرمكم وعصرت منو خمري وده خمركم بس انعصر من كرمي اتوضأ من قبل الكتابة واسمي واكتب قصيدة عن أبويا و أمى