طهران: ذكرت صحيفة "التايمز" البريطانية الاثنين ان هناك حالة من الجدال بين الرئيس الايراني محمود أحمدي نجاد ووزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون تخيم على أروقة الأممالمتحدة في نيويورك التي تستضيف حاليا قادة العالم المشاركين في الاجتماعات السنوية للمنظمة. واشارت الصحيفة الى انتقاد نجاد تصريحات كلينتون التي تناولت نفوذ الجيش في ايران ، قائلا "من السخرية أن تتهم الولاياتالمتحدةايران بانها دولة عسكرية في الوقت الذي تتجاوز فيه ميزانيتها العسكرية ميزانيات الدول الاخرى مجتمعة". وقال نجاد في مقابلة لشبكة "ايه بي سي" التلفزيونية "اعتقد ان كلينتون سيدة محترمة للغاية لكن يستحسن ان تحصل على معلوماتها من مصادر افضل". واضاف "أنصح كلينتون بأن تفكر قبل أن تتكلم وتجري بعض الدراسات بشأن إيران"، معتبرا أنه من المثير للسخرية أن تتهم دولة تفوق ميزانيتها العسكرية الميزانيات العسكرية لكافة الدول مجتمعة، إيران بأنها دولة عسكرية. وقلل أحمدي نجاد من أثر العقوبات المفروضة على بلاده بسبب أنشطتها النووية ، قائلا" نحن نأخذ العقوبات على محمل الجد لكن أخذها على محمل الجد يختلف عن الاعتقاد بأنها مؤثرة، هذان موضوعان مختلفان". كما طالب نجاد من ناحيته في لقاء تلفزيوني بالإفراج عن ثمانية إيرانيين معتقلين في أمريكا كرد على افراج إيران عن الفتاة الأمريكية المتهمة بالتجسس بعد أن عبرت مع اتثنين من أصدقائها للأراضي الإيرانية. وأفرجت ايران في 14 سبتمبر/ أيلول عن ساره شورد وهي واحدة من ثلاثة أمريكيين احتجزوا في ايران لاكثر من سنة بعد عبورهم للحدود الإيرانية العراقية متهمة أياهم بالتجسس. وتريد الولاياتالمتحدة من إيران أن تعود الى المحادثات حول برنامجها النووي وأن تسمح لمراقبي وكالة الطاقة الذرية بتفتيش منشآتها النووية. وكانت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون قالت "لا يسعني سوى الامل في بذل بعض الجهد في إيران من قبل القادة المدنيين والدينيين المسؤولين لتولي السيطرة على جهاز الدولة" ، منددة بالنفوذ الواسع للجيش والحرس الثوري وغيره من الميليشيات في إيران. وابدت قلقها من زيادة نفوذ الجيش والحرس الثوري في إيران، وقالت انها تعرف أن ذلك يشكل مصدر قلق للناس هناك. وقالت كلينتون إن الانتخابات الأخيرة في إيران شابها الغش، ولذلك لجأ المنتخبون الى الجيش لدعم سلطتهم، حسب قولها. وعبرت كلينتون عن أملها في أن يستطيع الإيرانيون "الخروج من أزمة السيطرة على نظامهم السياسي" ، مضيفة ان الإيرانيين، وحتى الذين كانوا متعاطفين مع الحكومة الإسلامية، بدأوا يختلفون مع النظام. وأطرت كلينتون العقوبات الدولية التي فرضها مجلس الأمن الدولي على إيران وقالت إنها فعالة وتسبب القلق للنظام الإيراني على نظامه البنكي والنمو الاقتصادي. الى ذلك ، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إلى "التزام العمل البناء" مع المجتمع الدولي في المفاوضات التي تجرى حول برنامج بلاده النووي، في حين رد الأخير بقوة على انتقادات وجهتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون لبلاده. وشدد بان لدى لقائه أحمدي نجاد الأحد على "أهمية احترام الحريات الأساسية والحقوق السياسية"، كما أعرب في بيان عن أمله في "أن تلتزم إيران بطريقة بناءة بالمفاوضات" مع الدول التي تبحث في ملفها النووي "بهدف التوصل إلى اتفاق" وفقا لقرارات مجلس الأمن الدولي. ومن المقرر أن تشهد مدينة نيويوركالأمريكية الأربعاء اجتماعا لممثلي الدول الست التي تتولى متابعة الملف النووي الإيراني. في سياق متصل، انتقد رئيس البرلمان الإيراني الإصلاحي السابق مهدي كروبي بشدة أمس ما اسماه التصاعد الخطير لنفوذ الحرس الثوري في إيران والفوضى التي أغرقت فيها الحكومة البلاد. وفي رسالة وجَّهها إلى الرئيس الأسبق هاشمي رفسنجاني، الذي يترأس مجلس الخبراء، وهو الهيئة النافذة المكلفة خصوصاً الإشرافَ على عمل مرشد الجمهورية الإسلامية علي خامنئي، ندَّد كروبي بالدور السياسي والاقتصادي المتنامي للحرس. واعتبر كروبي، في رسالته التي نُشرت على موقعه الإلكتروني، أن "هذا الكيان (الحرس الثوري) يعاني مرضين خطيرين جداً يهددان الأمة: دخوله غير المشروط في العمل السياسي ودخوله في الاقتصاد، إذ يسعى إلى الحصول على احتكارات". وأشار كروبي إلى أن الدور المتنامي للحرس منذ وصول الرئيس محمود أحمدي نجاد إلى السلطة عام 2005 مخالف لرغبة الإمام الخميني ، مؤسس الجمهورية الإسلامية، الذي منعهم من دخول حقلَي السياسة والاقتصاد. وندد كروبي أيضا ب"الفوضى الواضحة في كل قرارات حكومة" نجاد. وقال إن هذه القرارات أدت إلى "انكماش اقتصادي وزيادة البطالة"، وهي مسؤولة أيضا عن العقوبات الدولية ضد إيران نتيجة غياب الحكمة والخبرة، إضافة إلى التباهي المتواصل للحكومة ولا سيما الرئيس بشأن هذا الموضوع. وتابع كروبي في رسالته: إذا لم يقم مجلس الخبراء بشيء الآن لوضع حد لهذه الانحرافات فسينتهي به الأمر وقد فات الأوان.