طالبت الولاياتالمتحدةالأمريكية، اليوم الأربعاء، بالوقف الفوري للقتال في جنوب السودان، معربة عن انزعاجها من تجدد المواجهات العسكرية بين القوات الحكومية، والمتمردين في ولاية "الوحدة" الغنية بالنفط (شمال)، الذي أدى إلى تشريد أكثر من 300 ألف شخص. وقالت السفارة الأمريكية في جوبا، في بيان اطلعت عليه الأناضول، إن الحكومة الأمريكية منزعجة من الانتهاكات التي مورست ضد المدنيين في منطقة "ميوم" شمالي مدينة بانتيو (العاصمة الإقليمية للولاية)، وفي بانتيو نفسها. وأضافت: "تسبب القتال الأخير بولاية الوحدة في إجلاء عمال الإغاثة الدوليين من المنطقة أيضا". وأوضحت السفارة، أن غياب المنظمات الإنسانية، سيقود إلى انعدام المساعدات، التي يمكن تقديمها للمجموعات المتضررة من النزاع في ولاية الوحدة. وفي بيانها، دعت السفارة أطراف النزاع (الحكومة والمتمردين)، للسماح لمنظمات حقوق الإنسان إلى الوصول إلى المناطق المتأثرة بالمواجهات الاخيرة في المنطقة، ووقف القتال فورا، لوضع نهاية لمعاناة مواطني جنوب السودان". ولفتت السفارة إلى أهمية تقديم الأشخاص، الذين يثبت تورطهم في القيام بانتهاكات ضد حقوق الانسان للمساءلة. والأسبوع الماضي، تجددت المواجهات بشكل متقطع بين القوات الحكومية، ومتمردين متحالفين مع نائبه السابق ريك مشار، في منطقتي ميوم، ولير، غربي بانتيو، أسفرت عن تشريد أكثر من 300 ألف شخص، وفقا لمكتب الأممالمتحدة للشئون الإنسانية في جوبا (أوتشا). وكانت قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، أشارت في بيان صحفي، أمس الثلاثاء، إلى قيام مسلحين مجهولين باغتصاب فتيات واختطاف صبية لتجنيدهم للقتال، وإحراق بلدات بأكملها في ولاية "الوحدة". والأسبوع الماضي، اتهمت بعثة الأممالمتحدةبجنوب السودان، مسؤولين حكوميين (لم تسمهم) في جوبا بمنع عمال الإغاثة التابعين لها من مغادرة مقرهم بمدينة بانتيو، ومباشرة أعمالهم داخل المدينة والمناطق المحيطة بها، في اتهام لم يتسن حينها الحصول على تعقيب فوري من حكومة جوبا بشأنه. وفي الخامس من مارس/ آذار الماضي، تأجلت المفاوضات بين أطراف الصراع في جنوب السودان، التي ترعاها الهيئة الحكومية لتنمية دول شرق أفريقيا "إيغاد"، إلى أجل غير مسمى، وحتى اليوم لم يعلن عن موعد الجولة القادمة للمفاوضات. ومنذ منتصف ديسمبر/ كانون الأول 2013، تشهد دولة جنوب السودان، التي انفصلت عن السودان عبر استفتاء عام 2011، مواجهات دموية بين القوات الحكومية ومسلحين مناوئين لها تابعين ل"ريك مشار" النائب السابق للرئيس سلفا كير ميارديت، بعد أن اتهم الرئيس مشار بمحاولة تنفيذ انقلاب عسكري، وهو ما ينفيه الأخير .