قال نور الدين بحتي، والد الطيار المغربي المفقود في اليمن، إن "ضباطا كبارا في الجيش المغربي اتصلوا بي، وأكدوا لي أن سقوط الطائرة (الحربية المغربية الأحد الماضي) كان بسبب عطب تقني أصابها في الوقت الذي كانت تحلق فيه فوق الأراضي اليمنية". وأقر التحالف، الذي تقوده السعودية وتشارك فيه المغرب، ضد جماعة "أنصار الله" (الحوثي) في اليمن، أمس، بسقوط المقاتلة المغربية، وحمل الحوثيين المسؤولية عن سلامة الطيار (26 عاما). وأضاف والد الطيار، في حديث مع وكالة الأناضول، اليوم الثلاثاء، إن "أمل الأسرة كبير في العثور على نجلي ياسين حيا رغم أن مصيره لا يزال مجهولا حتى الآن (الساعة 10:50 ت غ)". وتابع بحتي: "أدعو من الله العلي القدير أن يفرج عليه، وأطالب السلطات المغربية بالقيام بالواجب حيال ياسين؛ لأنه كان في خدمة الوطن". وصرح ضيف الشامي، عضو المكتب السياسي لجماعة الحوثي، أمس، للأناضول، بأن الجماعة أسقطت الطائرة المغربية في محافظة صعدة (شمال). لكن الجماعة لم تعلن أي معلومات بشأن قائد الطائرة. وأوضح والد الطيار المغربي أن نجله هو "أصغر طيار مغربي ضمن المجموعة التي توجد باليمن، وهو من خيرة الناس، وحبه للطيران منذ صغره جعله يكون من الأوائل في الدراسة مما ممكنه من متابعة دراسته في هذا المجال". وأضاف أن "ياسين كان ضمن المجموعة المغربية التي توجد في اليمن بعدما شارك في الحرب ضد (تنظيم) داعش في وقت سابق". وتشارك المغرب في تحالف دولي، بقيادة الولاياتالمتحدةالأمريكية، يشن، منذ أغسطس/آب الماضي، غارات على ما يقول إنها أهداف ل"داعش" في الجارتين العراق وسوريا. وفي وقت سابق اليوم، أعلن الجيش المغربي إنه يصعب التحقق من الأخبار والصور المنشورة بخصوص حادث تحطم طائرة لسقوطها في منطقة يسيطر عليها مسلحو جماعة "أنصار الله" (الحوثي). وقال الجيش، في بيان وصلت وكالة الاناضول نسخة منه، إن "التحقق من سيل الأخبار المنشورة على إثر فقدان طائرة مقاتلة باليمن من طراز إف 16 تابعة للقوات المسلحة الملكية، وتأكيد أن الأمر يتعلق بالطائرة وبالربان المفقودين يبقى صعبا بالنظر إلى كون موقع التحطم يوجد في منطقة معادية". وأضاف أن "العديد من الصور واللقطات التي تناقلتها بعض المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الاجتماعي قد تكون لحطام طائرة إف 16". وبثت قناة المسيرة الفضائية، التابعة لجماعة الحوثي، أمس، تسجيلاً مصوراً قالت إنه "لحطام طائرة مغربية أسقطها مسلحو القبائل بمديرية الصفراء بمحافظة صعدة شمالي اليمن (معقل الجماعي)". ومنذ 26 مارس/ آذار الماضي يشهد اليمن غارات تشنها طائرات للتحالف، بقيادة السعودية، ضد مسلحي جماعة "أنصار الله" (يتبعون المذهب الزيدي ويحسبهم البعض على الشيعة) ووحدات عسكرية موالية للرئيس اليمني السابق، علي عبد الله صالح، المتحالف مع الجماعة. وبينما تقول الرياض إن هذه التحركات تأتي استجابة لطلب الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، المقيم حاليا في السعودية، بالتدخل عسكريا ل"حماية اليمن وشعبه من عدوان الميلشيات الحوثية"، يرى مراقبون أن هذه التحالف يمثل حقلة جديدة في صراع بين إيران الشيعية، التي تدعم الحوثيين، والسعودية السنية، على النفوذ في المنطقة، على غرار ما يحدث في العراق وسوريا ولبنان.