أكد وزير الأوقاف المصري الدكتور محمد مختار جمعة أن الأجواء أصبحت مواتية جدا لكي يصنع شعبا وادي النيل في مصر والسودان تاريخا جديدا يخدم صالح البلدين والأمة العربية والإسلامية. وقال جمعة - خلال حفل العشاء، الذي أقامه السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت مساء الخميس، بحضور وزير الإرشاد والأوقاف السوداني الفاتح تاج السر - أنه لا وجود لدولة عربية قوية إلا من خلال أمة عربية قوية ومتماسكة وموحدة، لافتا إلى أن المنطقة العربية لن تستقر إلا بتماسك دولها. وأكد أن "عاصفة الحزم" وجهت رسالة لكافة القوى الإقليمية والدولية أن هذه الأمة مازالت حين تملك كلمتها قادرة بوحدة صفها على مواجهة كافة التحديات، مشيرا إلى أن التماسك المصري السوداني يعد أحد أهم عناصر تلك الوحدة التي إن أعادت ترتيب أولوياتها ستشكل رقما صعبا لا يمكن تجاوزه في كافة المحافل الدولية والتكتلات الاقتصادية، فضلا عن مواجهة الجمعيات الحقوقية والمنظمات الموجهة التي تحاول أن تفرض أجندات على أمتنا العربية. وقال الوزير "إن رجال الدين وحدهم غير قادرين على تجديد الخطاب الديني، بالدرجة التي نطمح إليها، وأنهم بحاجة إلى جهود العلماء والمتخصصين والمفكرين في كافة المجالات"، مؤكدا على أهمية دور الإعلام الهادف الذي يؤثر مصلحة الوطن على أي اعتبارات أخرى. ووصف زيارته الحالية للسودان "بالناجحة"، والتي التقى فيها مع نخبة من علماء الدين والتصوف والإرشاد ، مشيرا إلى القواسم المشتركة التي تجمع بين الشعبين الشقيقين، والتي سننطلق من خلالها إلى آفاق أرحب وأوسع تصب في مصلحة البلدين. ومن جانبه، أشاد وزير الإرشاد والأوقاف السوداني الفاتح تاج السر بالعلاقات الأخوية والأزلية التي تربط بين شعبي مصر والسودان على مر التاريخ، والتي تربطهما وشائج الدين والمصير المشترك. وأكد أنه تم الاتفاق مع الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف على تفعيل التعاون المشترك ومذكرات الفاهم الموقعة بين البلدين بما يخدم الصالح العام ومسيرة الدعوة والإرشاد والدين الصحيح، مشيرا إلى التعاون المصري السوداني في مجالات التدريب وتأهيل الأئمة والدعاة، وكذلك في مجال تطوير دور العبادة ، وأشار إلى حرص البلدين الشقيقين على تطوير هذه المجالات لما فيها فائدة ومصلحة الدين والعباد. وبدوره ، رحب السفير المصري بالخرطوم أسامة شلتوت بالحضور من علماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، في نموذج للتواصل والمحبة التي تجمع أبناء مصر والسودان بمسلميه ومسيحيه. وأكد السفير شلتوت أن الرئيسين عبد الفتاح السيسي وعمر البشير، حريصان على تنمية وتطوير التعاون بين البلدين الشقيقين ليشمل كافة المجالات، بما يخدم مصلحة شعبي وادي النيل في مصر والسودان. وقال " إن وزيري الأوقاف المصري والسوداني اتفقا خلال مباحثاتهما واللقاءات المكثفة التي دارت على مدار اليومين الماضيين على ضرورة التعاون سويا لمواجهة التحديات التي تواجه أمتنا العربية الإسلامية، والسعي الجاد نحو تطوير الخطاب الديني ومكافحة كافة أشكال الإرهاب والتطرف". حضر حفل العشاء مشايخ الطرق الصوفية وعلماء ورجال الدين الإسلامي والمسيحي، ورموز الفكر والرأي والإعلام وأعضاء السفارة والقنصلية المصرية بالسودان.