باريس : وصل الرئيس الأمريكي باراك اوباما صباح اليوم الخميس إلى فرنسا للمشاركة في قمة مجموعة العشرين التي ستنطلق في وقت لاحق اليوم بمدينة "كان" بجنوب شرق البلاد. ومن المقرر أن يتوجه اوباما إلى مدينة "كان" حيث سيلتقي وكبار مسؤولي دول مجموعة العشرين الذين سيجتمعون في منطقة الريفييرا الفرنسية على مدى يومين على خلفية الأزمة المالية في منطقة اليورو والأزمة العالمية.
ويعقد الرئيس الأمريكي في وقت لاحق اليوم لقاء مع نظيره الفرنسي نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية انجيلا ميركل قبيل افتتاح القمة.
ويناقش المجتمعون فى القمة على مدار يومين عددا من الموضوعات المتعلقة بإنقاذ اقتصاد منطقة اليورو على ضوء أزمة الديون الحالية.. وبالتالي إنقاذ الاقتصاد العالمي من أزمة مالية جديدة .
ويتضمن جدول أعمال القمة أربعة محاور رئيسية هى إنعاش الاقتصاد العالمي ، واستعادة النمو الاقتصادي بعد سنوات الركود التي ضربت الاقتصادات العالمية، خاصة اقتصادات أمريكا وأوروبا واليابان، وتمويل خطة إنقاذ اليورو التي أقرت يوم الخميس الماضي، خاصة الجزء المتعلق بتمويل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي الذي رفع رأس ماله من 440 مليار يورو إلى تريليون يورو (نحو 4ر1 تريليون دولار).
كما يتضمن توسيع رأسمال صندوق النقد الدولي أو إنشاء آلية تمويل داخل الصندوق حتى يتمكن من المساهمة في حل مشاكل ديون اليورو، فضلا عن مسألة العملة الصينية (اليوان) وسياسة الصين النقدية التي تقلق العالم ..على ضوء تباطؤ الصين في تحرير عملتها واحتفاظها بسعر صرف منخفض لليوان لتتمكن من رفع تنافسية صادراتها على حساب الصادرات الأميركية والأوروبية واليابانية.
وأكد خبراء الشئون الاقتصادية أن القمة ستواجه ملفين ساخنين.. هما زيادة رأس مال صندوق النقد الدولي ، وإنشاء آلية لتمويل صندوق الاستقرار المالي الأوروبي الذي يتوفر فيه الآن نحو 200 مليار يورو فقط فى الوقت الذى يحتاج إلى ما يقرب من 80مليار في شكل تمويلات جديدة.
وأشاروا إلى أن جهودا كبيرة بذلت قبل أن يجتمع زعماء العشرين لحل أكبر قدر من المشكلات وخاصة فيما يتعلق بالأزمة التى تشهدها منطقة اليورو.. ولكن بعد الجهود الماراثونية التى بذلها قادة منطقة اليورو وبصفة خاصة الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل يوم الخميس الماضى ببروكسل والتى أدت إلى تبنى خطة لانقاذ اليونان خرج أمس الأول رئيس وزراء الأخيرة جورج بابانديرو ليلعلن عن استفتاء شعبى يجرى حول الخطة.. وهو الأمر الذى أحدث زلزالا عنيفا فى الأسواق والبورصات الأوروبية والعالمية وتسبب فى ارتباك كبير بالنسبة للقادة الأوروبيين.
ويتضمن جدول أعمال الاجتماع، الذي كان أعلنه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي في كانون الثاني /يناير الماضي توصيات لوضع ضوابط على أسعار المواد الأولية خصوصاً الغذاء ومشروع ضرائب على التعاملات المالية الخاصة بالمصارف الدولية إضافة إلى ما كان بدأ الحديث عنه في قمة لندن التي انعقدت أثناء أزمة الائتمان العام 2008.
يذكر أن مجموعة العشرين التى ترأسها فرنسا حاليا- تأسست فى نهاية التسعينيات من القرن الماضى على خلفية أزمتى روسيا وآسيا لتضم الدول الصناعية الكبرى وتلك الناشئة على مستوى العالم.
وتضم المجموعة دول مجموعة السبع التي تضم الدول الصناعية الكبرى (ألمانيا وكندا والولايات المتحدةوفرنسا وإيطاليا واليابان والمملكة المتحدة) بالإضافة إلى 12 دولة ناشئة (جنوب أفريقيا والسعودية والأرجنتين وأستراليا والبرازيل والصين وكوريا الجنوبية والهند وإندونيسيا والمكسيك وروسيا وتركيا)..كما يحتل الاتحاد الأوروبي الموقع العشرين ممثلا برئيس المجلس الأوروبي هيرمان فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو..بينما يشارك في أعمال المجموعة صندوق النقد الدولي والبنك الدولي كما تدعى إسبانيا وهولندا بانتظام إلىاجتماعاته.
وتمثل اقتصادات مجموعة العشرين نحو 85 % من إجمالي الناتج الداخلي العالمي و80 % من حجم التجارة العالمية.
وتأسست المجموعة بمبادرة من مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى وحاولت هذه الدول الغنية إثر الأزمات التي اندلعت على التوالي في آسيا وروسيا وأميركا اللاتينية إقامة هيئة تسمح للقوى الكبرى في العالم بما فيها الدول الناشئة بالعمل معا لحل الأزمات وتفادي حصولها لتصبح مجموعة العشرين بمثابة الهيئة الرئيسية للتنسيق الاقتصادي العالمي.