لقى ثلاثة أشخاص حتفهم يوم الاثنين في احتجاجات جديدة على ترشح الرئيس البوروندي، بيار نكورونزيزا، لفترة رئاسية ثالثة. وقال آليكسيس مانيراكيزا المتحدث باسم الصليب الأحمر لقي ثلاثة أشخاص على الأقل حتفهم خلال اشتباكات مع الشرطة في العاصمة بوجمبورا. وقتل شخصان في مكان الحادث بينما لفظ الثالث أنفاسه الأخيرة في المستشفى. وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت ذخيرة حية خلال تعاملها مع المتظاهرين. وبسقوط هؤلاء القتلى الثلاثة أمس الاثنين ارتفع العدد الإجمالي لضحايا الاحتجاجات التي بدأت منذ عشرة أيام إلى تسعة أشخاص. وقال مانيراكيزا إن 45 شخصا أصيبوا خلال الاحتجاجات بالإضافة إلى أكثر من 60 شخصا في الأسبوع الأول من الاحتجاجات. وقال متحدث باسم الشرطة إن المصابين من بينهم 17 شرطيا أصيبوا جراء قنابل يدوية ألقيت عليهم من جانب المتظاهرين. وشارك الآلاف في المسيرات المعارضة في بوجمبورا إلا أن المسيرات كانت أقل في عدد من المناطق الأخرى حول البلاد. وطالب الزعيم المعارض أجثون رواسا من مؤيديه الانضمام إلى المظاهرات والمطالبة بتنحي نكورونزيزا. وقال رواسا لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»لا أحد في بوروندي فوق القانون ... لا يمكن للرئيس أن ينتهك القانون ويفلت من العقاب. واندلعت الاحتجاجات بسبب إعلان نكورونزيزا أنه سيترشح لولاية ثالثة مدتها خمس سنوات في انتخابات 26 يونيو على الرغم من أن الدستور ينص على شغل منصب الرئاسة لفترتين فقط. وفي نيويورك، شجب متحدث باسم الأممالمتحدة العنف ودعا جميع الأطراف في بوروندي إلى ممارسة ضبط النفس ونبذ العنف والتحريض. وحث المتحدث على المشاركة في حوار مزمع إقامته يوم الخميس برعاية وزارة الداخلية لنزع فتيل التوتر والمساعدة على تنظيم انتخابات تتسم بالهدوء والمصداقية. ودعم الرؤساء السابقون سيلفستر نتبانتجانيا ودوميتيان نداييزي وبيير بويويا المتظاهرين، وصرحوا ل «د.ب.أ» في مقابلات منفصلة بأن فترة ولاية ثالثة لنكورونزيزا ستكون أمرا غير دستوري. وقالوا إن فترة ولاية ثالثة تنتهك اتفاق أروشا لعام 2000 والذي انهى بعد خمس سنوات حرب أهلية استمرت 12 عاما بين الهوتو والتوتسي والتي أسفرت عن مقتل نحو 300 ألف شخص. وأثارت الاضطرابات الحالية مخاوف من أن بوروندي ربما تكون في طريقها لحرب أهلية جديدة يمكن ان تزعزع استقرار المنطقة برمتها. وقال ضابط عسكري في دورية في بوجمبورا طلب عدم الكشف عن اسمه إن الكثير من الجنود يعارضون خطط نكورونزيزا. ويتكهن الكثير من السكان بحدوث انقلاب عسكري في نهاية المطاف. وقال خافيير بيجيريمانا، الأمين العام لمنتدى المنظمات غير الحكومية للوعي والتنمية، إن المحتجين يشعرون انهم مدعومون من الكنيسة الكاثوليكية الرومانية والمجتمع الدولي ولا ينوون مغادرة الشوارع حتى يلغي نكورونزيزا خططه لترشيح نفسه لولاية ثالثة. وهرب سيلفير نيمباجاريتز، نائب رئيس المحكمة الدستورية، الذي كان من المقرر ان يصدر حكما هذا الأسبوع بشان دستورية ترشيح نكورونزيزا، يوم الاثنين إلى رواندا. وأكد فريدريك هاريرايمانا، رئيس حي روسيزي في غرب بوروندي، أن نيمباجاريتز وعائلته يسعون لنيل اللجوء في رواندا.