أكد المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان أن نتائج تحقيق بعثة الأممالمتحدة لتقصي الحقائق حول استهداف منشآت تابعة للمنظمة الدولية استخدمت كملاجئ للطوارئ أثناء الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة في الصيف الماضي، يجب أن تفضي لإجراءات عقابية بحق إسرائيل. واعتبر المرصد الأورومتوسطي "ومقره جنيف" في بيان صحفي نشره مكتبه في غزة اليوم الخميس، أن الاكتفاء بشجب ما وصفها الأمين العام للأمم المتحدة بالتصرفات الإسرائيلية دون التوصية باتخاذ إجراءات رادعة يؤشر على عدم جدية تلك التقارير ويعطي إشارات سلبية حول التعامل مع مخرجات أية لجان شكلتها أو قد تشكلها المنظومة الأممية. وأشار المرصد إلى أن الانتهاكات التي ارتكبتها إسرائيل في هجومها الأخير على قطاع غزة تستدعي وقفة جادة من المجتمع الدولي لوضع حد للممارسات الإسرائيلية المتواصلة، والتي لا تضع أي اعتبار لحياة المدنيين في القطاع. وقال رئيس المرصد الحقوقي رامي عبده: "إن جدوى التقرير تتحقق فقط في حال اتخاذ الأممالمتحدة خطوات فعلية لمعاقبة إسرائيل على ما ارتكبته من انتهاكات، ليس أقلها أن يتحرك الأمين العام لوضع إسرائيل ضمن "قائمة العار" للدول التي تستهدف المنشآت ذات الطابع المدني والمؤسسات الأممية". وأوضح المرصد أن مجلس الأمن الدولي قد اتخذ قرارا في وقت سابق، يعتبر فيه أن شن الهجمات أو التهديدات المتكررة بشنها على المدارس والمستشفيات مبرر يدفع إلى إدراج الدولة التي تقوم بمثل هذه الأفعال في "قائمة العار" التي يعدها الأمين العام، معتبرا أن الأممالمتحدة أمام اختبار حقيقي الآن، وأن عدم اتخاذها أية خطوات بناء على تقريرها الحالي، يعني أن تقرير اللجنة الأممية الذي سيقدم في يونيو المقبل، لن ينتج منه أي شيء من أجل محاسبة إسرائيل وإنصاف الضحايا. ودعا الأممالمتحدة إلى اتخاذ خطوات لمحاسبة إسرائيل، للدلالة على جدية التحقيقات الجارية، مطالبا في الوقت ذاته، السلطة الفلسطينية بتوظيف هذا التقرير من أجل اتخاذ خطوات رادعة للاحتلال، ومحاسبته على ما ارتكبه من جرائم في غزة. وكان تقرير أصدرته لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة يوم الاثنين الماضي قد حمل الجيش الإسرائيلي مسئولية سبع هجمات على مدارس تابعة لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في غزة استخدمت كملاجئ خلال الحرب الأخيرة على القطاع في الصيف الماضي. وقال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، في رسالة إلى مجلس الأمن: "إن هذه الهجمات أوقعت 44 قتيلا و227 جريحا على الأقل بهذه المدارس التي كانت تستخدم ملاجئ للمدنيين الفلسطينيين هربا من شدة القصف والاشتباكات".