هذه الأم ضحت بالجميع من أجل إرضاء شهوة الانتقام لديها، ضحت بالزوج والأبناء والجدة وخطت بيدها خراب البيت وهدمه على ساكنيه، فهي كما يقول المثل الشعبي "خربتها وقعدت على تلها". ضاقت الزوجة الحمقاء بتصرفات زوجها وتهديده لها بالزواج من أخرى، تصورت أن بزواجه عليها ستتوقف الحياة وستكون سبه في جبين أهلها، بل والمجتمع وراحت تدافع عن نفسها بكل قوة، بل بقسوة وحماقة منقطعة النظير.
لما نفذ الزوج تهديده لها بالزواج قررت الزوجة أن تنتقم شر انتقام منه، فكرت في الطريقة المثلى للنيل منه، فهو الآن ليس في متناول يدها بعدما تزوج وطلقها هاجرا المنزل نهائيا تاركا لها ولدا وبنتا. ولد عمره 14 عاما وبنت عمرها 17 عاما .
قررت أن تعاقب الزوج بالموت، هذا اقل عقاب يمكن أن يحصل عليه بعدما أهان كرامتها بحقه الشرعي في الزواج. هداها الشيطان لاستخدام الابن والبنت في تنفيذ جريمة خاصة أنهما يترددان على بيت أبيهما بشكل مكثف ويحظيان كأي أبناء بثقة الأب المطلقة، وكذلك لأنهما على الطرف الآخر يحبانها بشدة ومستعدان لفعل أي شيء من أجل إسعادها حتى لو كان قتل أبيهما.!!
أخذت تمهد الأم الحمقاء الأجواء لطلبها من ابنيها ارتكاب الجريمة. ظلت تقبح لهما خصال أبيهما. قالت إنه عاق يجري خلف نزواته وشهواته، وإنه ضحى بهما في سبيل ذلك، وراح يتزوج من سيدة سيئة السمعة، وإنه كذا وكذا وكذا ... لكل ذلك فهو يستحق الموت؛ بينما تعاطف معها الابنان بشدة وصدقا كلامها.
قامت الأم بشراء مادة شديدة السمية من إحدى الصيدليات، وراحت تطلب منهما أن يضعا السم في الشاي الذي يحتسيه والدهما دون أن يراهما أحد؟
على الفور راح الطفلان إلى بيت والدهما، حيث ظلا لفترة طويلة في البيت معه ومع زوجته حتى وجدا الفرصة سانحة لتنفيذ المخطط ، فالشاي الخاص به جاهز على المنضدة، بينما كان الأب منهمكا في مكالمة هاتفية كما كانت زوجته غير موجودة بالمنزل.
على الفور وضعا السم الذي كان جرام واحد منه يقتل فيلا ولا تظهر التحاليل الطبية له أثرا في كوب الشاي وراحا يقلبانه؛ حتى عاد الأب واحتسى الشاي وسقط صريعا بعد دقائق دون أن ينقذه أحد.
حزن الأبناء لبعض الوقت على وفاة أبيهما فراحا إلى والدتهما يخبرانها بما حدث ففرحت وأخذت تثنى عليهما وعلى فعلتهما العظيمة؛ حتى زال الخوف من قلبهما وتبدل مكانه شعور بالفخر.
مرت قرابة أربعة أشهر على ارتكاب الجريمة، وكانت كل الدلائل تشير إلى أن الوفاة طبيعية إلا الجدة أم الأب المغدور به التي كانت تشك في أن ابنها قتل على يد أحفادها؛ فصارحتهما بذلك، وطلبت منهما الاعتراف بأنهما قتلا أبيهما. بالطبع أنكرا وأخبرا أمهما بشكوك جدتهما. هنا عادت الأم لتوسوس لهما بالقتل مجددا.
وبعد مرور ستة أشهر تقريبا على قتلهما والدهما، قرر "الابن" الصغير قتل جدته كونها دائمة الشك والاشتباه به، حيث خاف أن تكتشف أمره بإصرارها على اتهامه بقتل والده، الأمر الذي دفعه إلى التخطيط لقتلها والخلاص منها بالطريقة نفسها التي قتل فيها والده، وهي السم.
وبالفعل نفذ جريمته بقتل جدته بواسطة السم، ولكنه كان هذه المرة وحده، إذ لم تشترك معه شقيقته، فنجح في فعلته وقتل جدته التي بدا أيضا أن وفاتها طبيعية، ولم يكتشف أمره طيلة أربعة شهور من تاريخ ارتكاب الجريمة الثانية، إلى أن بادرت شقيقته شريكته بقتل الأب إلى الاعتراف لأعمامها بارتكابها وشقيقها جريمة قتل والدهما، وقيام شقيقها بقتل جدتهما وحده.
بعدها حاصر الأعمام ابن أخيهم باعترافات شقيقته عليه إلى أن انهار واعترف بجريمتيه، بينما وجهت النيابة الأمر إلى إلقاء القبض على الأم الحمقاء المجرمة.
هذه الجريمة النكراء حدثت في عمان، الأسبوع الماضي، ولكن أصداءها المرعبة مست وجدان كل إنسان؛ لأنها تقتل الثقة بين الأب والابن.