75 من بين كل 10 آلاف حالة إصابة بالتوحد عالمياً إصابة الذكور بالتوحد 4 أضعاف الإناث الأطفال لأباء فوق الأربعين عرضة 6 أضعاف للإصابة بالاضطراب عن غيرهم لا يحب العناق ولا يشعر بالألم.. طفلك مصاب بالتوحد "غرف الحواس" وجلسات التخاطب لعلاج التوحد التوحد.. اضطراب يؤثر على نشأة الطفل وتطوره ويظهر لديه في عمر أقل من ثلاثة سنوات، وقد انتشر في السنوات الأخيرة بنسب تكاد تكون "مخيفة"، فالإحصائيات الأخيرة أثبتت أن التوحد ثالث اضطراب شائع عالمياً، ووفقاً لمركز الأبحاث في جامعة "كامبريدج" هناك 75 حالة من بين كل 10 آلاف طفل مصابة باضطراب التوحد، بعد أن كان 5 حالات بين كل 10 آلاف حالة. هذا ما أكدته منى صفوت مدربة وأخصائية التربية الخاصة خلال فعاليات ندوة "ما لا تعرفه عن التوحد" احتفالا بعام القدرات المختلفة بساقية الصاوي. أسباب الإصابة أفادت صفوت بأن أسباب الإصابة باضطراب التوحد متعددة ولكن على الرغم من أن الأبحاث مستمرة إلا أن السبب الرئيسي لازال غير معلوماً حتى الآن. ولفتت إلى أن هناك عاملين أساسيين أحدهما جيني وراثي والأخر يرجع إلى العوامل البيئية مثل ملوثات الرصاص والزئبق الموجودين في الهواء، منوهة إلى أنه من الأسباب الأخرى المطروحة تناول المضادات الحيوية المكثفة بعد الولادة أو التعرض للالتهابات والفيروسات، بالإضافة إلى وجود فطر "الكانديدا" داخل أمعاء الطفل، وبعض المواد الموجودة في الألبان والشوفان والشعير مثل "الجلوتين". وكانت دراسة حديثة قد نشرت في صحيفة "الإندبندنت" قد أوضحت أن التوحد مرض وراثي، حيث أظهرت نتائج الدراسة التي أجريت على 516 تؤام أن ما بين 74 و 98% مصابين باضطراب التوحد نتيجة تماثل الحمض النووي. كما أشارت أخصائية التربية الخاصة إلى دراسات بريطانية وأمربكية كشفت أن لقاحات الحصبة والنكاف لها علاقة بالإصابة باضطراب التوحد. وأكدت صفوت أن هناك عوامل أخرى تؤدي للإصابة بالمرض، مثل جنس الطفل فنسبة الإصابة في الذكور أربعة أضعاف الإناث، والتاريخ العائلي، كما أن هناك أسباب طبية مثل: متلازمة الكروموسوم "x" الهش والتصلب الحدبي والصرع ومتلازمة "توريت"، فضلاً عن سن الأب فالطفل المولود لأب فوق سن الأربعين معرض للإصابة بالتوحد ستة أضعاف المولودين لأباء تحت سن الثلاثين. كيف تكشفين إصابة طفلك بالتوحد؟ قالت صفوت إن هناك العديد من الأعراض التي تساعد الأم في اكتشاف إصابة طفلها بالتوحد والتي تبدأ في الظهور قبل إتمامه ثلاثة سنوات، على أن يظهر على الأقل ستة أعراض من الثلاثة مجموعات التي تساعد في التشخيص، مشيرة إلى أهمية التدخل المبكر لتمكين الطفل من الحياة بشكل طبيعي قدر الإمكان، وتتمثل الأعراض في ثلاثة مجموعات، وهي: أولاً: المهارات الاجتماعية: - لا بستجيب الطفل لمناداة اسمه حتى لو من الأم. - لا يتواصل بصرياً. - لا ينظر في عين من يحدثه. - يبدو كأنه لا يشعر بالآخرين فلو بكت أمه لا يتأثر. - لا يحب العناق. - يفضل اللعب وحده. - يرتبط بلعبة خاصة به وتصبح ملازمة له. - تتسم شخصيته بالرتابة حيث لا يحب تغيير طريقة تناوله للطعام أو ملبسه. ثانياً: المهارات اللغوية: - نطق الكلمات في سن متأخر جداً. - الحصيلة اللغوية لديه صفر لعدم تواصله مع الأسرة. - صوته عالي وغريب يشبه إيقاعات كنطريقة نطق الإنسان الآلي "الروبوت". - يكرر الكلمات ويرددها دون وعي. - لا يبادر بالحديث مع الأخرين. - صعوبة استعمال الضمائر "حسن عايز ياكل". ثالثاً: السلوك: - تصرفات غريبة مثل الدوران في المكان. - القيام بحركات متكررة. - الرفرفة (التلويح باليدين). - فرط الحركة. - في حالة تغيير عاداته يفقد توازنه. - لديه حساسية من الضوء الشديد والصوت العالي. - يظهر وكأنه غير شاعر بالألم. - يحب النظر لأشياء تدور مدة طويلة. - نسبة الذكاء منخفضة جداً أو عالية للغاية. - يحب ألعاب الفك والتركيب. - يخاف من الأشياء البسيطة ولا يخشى التعرض للخطر. وفي حال وجدت الأم هذه الأعراض يجب عليها أولاً القيام بفحص السمع والبصر عند الطفل وفي حالة كانت الحواس سليمة يجب إجراء بعض الاختبارات السلوكية والنفسية والكلامية، حيث يعرض الطفل على فريق طبي شامل (طبيب نفسي، أخصائي نفسي، أخصائي تخاطب، أخصائي علاج وظيفي، أخصائي تعليمي). ولابد من الأخذ في الاعتبار أن نوعية حياة الطفل التوحدي تتوقف على التشخيص المبكر وشدة مستوى التوحد ونوعيته وكثافة المعالجة الشخصية التي يتلقاها الطفل. العلاج أفادت صفوت بأن هناك طرق متعددة لعلاج التوحد منها "غرف الحواس" الموجودة في معظم أماكن علاج التوحد، والتي يوجد بها منبهات تساعد الطفل على التعايش بشكل أفضل من الواقع مثل: الرسومات المتحركة والأصوات والأشكال المضيئة والتي تلفت انتباهه وتؤثر عليه وتحقق معه نتائج مبهرة في العلاج. بالإضافة إلى العلاج عن طريق الجلسات التخاطب لتقوية الجانب اللغوي للمصابين، حيث يستخدم أخصائي التخاطب بطاقات ملونة كوسيلة لتعليم الطفل الكلمات والجمل، والتي تكون على شكل مجموعات الطعام والخضراوات والفواكه والحيوانات، وأيضاً الصور القصيرة على هيئة قصص متسلسلة، وكذلك يستخدم الأخصائي أشرطة الأصوات مثل الحيوانات والتي تقوي الإدارك السمعي للطفل المصاب، بالإضافة إلى العلاج السلوكي والعلاج التربوي والدوائي مثل اتباع نظام غذائي معين وتناول أدوية لخفض معدلات الرصاص والزئبق من الجسم. الأكسجين وعلاج التوحد كشفت صفوت أن هناك طريقة حديثة للعلاج والتي لازالت غير منتشرة في مصر، وهي العلاج بالأكسجين حيث يعتمد على غرف خاصة مزودة بأجهزة طبية ويكون الأكسجين بها مركز وعالي الضغط، والذي يحسن من سلوك الطفل الوظيفي. حيث أظهرت نتائج الأبحاث أن 80% من الأطفال الذين خضعوا للعلاج بالأكسجين تحسن نطقهم وتفاعلهم الاجتماعي، حيث يساعد على علاج الجسم لنفسه طبيعياً لأنه يتسبب في تغذية الخلايا وإعادة إحيائها للقيام بوظائفها، وتظهر نتيجة العلاج بعد أربعة أسابيع فقط. يذكر أن يوم 2 أبريل من كل عام هو اليوم العالمي للتوحد والهدف منه ليس الاحتفال وإنما التوعية ضد اضطراب التوحد لدمج أطفال التوحد في المجتمع وتعزيز ثقتهم بأنفسهم وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهم من خلال مشاركتهم في الأنشطة والتوعية بالبرامج التربوية والتعليمية الخاصة بهم، وأيضاً التعريف بحقوقهم والعقبات التي تواجههم في الحياة وكيفية مواجهتها وتبادل التجارب والرؤى والخبرات بين الأسر وبعضها.