لم تكن علاقة الشاعرالراحل الكبير عبد الرحمن الابنودى بالسويس علاقه عابره او من باب التعاطف من شاعركبير مع مدينه مناضله تواجه العدوان لاسرائيلى مع شقيقاتها ن مدن القناه فى الاسماعيليه وبورسعيد بعد يونيو 1967بل هى علاقه قويه ومتجذره امتدت واتسعت ،حتى اصبح الابنودى جزء مهما من تاريخ السويس النضالى كما كانت السويس احدى اهم المحطات الابداعيه والانسانيه فى مسيرة الابنودى الشاعر والانسان .. لقد عاش الابنودى مؤمنا بكل المرتكزات السياسيه والنضاليه فى عصر الرئيس جمال عبد الناصر من الايمان بالقوميه العربيه الى مصر الحره والمستقله صاحبة السيادة على ارضها وكرامتها ،متطلعه مع دول العالم الثالث الى تحقيق التنميه والعداله الاجتماعيه ومواجهة السياسات الامريكيه فى تعنتها وانحيازها الكامل الى العدو الاسرائيلى فى الوقت الذى كانت فيه مصر فى القلب من القضيه الفلسطينيه وتعتبرها قضيه مصريه عربيه وضرورة تحرير الارض العربيه ومع وقوع هزيمة يونيو 1967 ادرك الشاعر الكبير ان مكانه ليس فى القاهره على الرغم من انه ابن الاذاعه المصريه والتى كانت هى الوسيله الاكثر انتشارا والاقرب فى التواصل مع الجمهور الا ان الصوت النضالى الذى انطلق من السويس واعلان رفض الهزيمه وضرورة الصمود ولابد من حرب اخرى مع العدو الاسرائيلى والايمان القوى فى قدرة هذا الشعب. والجيش المصرى العظيم على تحقيق النصر .. كل الطرق تقود الابنودى الى السويس ..فهو يعرف هذه. المدينه وله صداقات وروابط عائليه مع ابناء قريته ابنود ومحافظة قنا من المقيمين فى السويس حيث شرع الابنودى فى كتابة السويس الباسله والمناضله بكل اشكال التعبير بالكلمه...فقد ضمن دواوينه المبكره اناوالناس/وبعد التحيه والسلام /بقصائد كبيره عن السويس ولم نكن وحدنا الذين كنا نلتف حول الراديو فى الخامسه مساء لنستمع الى صوت الابنودى وحكاياته ومواقفه مع كابوريا البمبوطى والفنان النوبي قاسم احد المطربين اللوامع الذين اختطفهم الموت مبكرا وكتب عنه الابنودى فى يومياته بل كانت المنطقه العربيه والتى يصل اليها صوت الاذاعه المصريه ،فقد ذكر الشاعر الفلسطينى الكبير انه كان يستمع داخل الارض المحتله الى يوميات الابنودى ، وقال عن تلك الفتره /ان الابنودى لم ينتكس مع النكسه /بل قادنا جميعا الى الانتصار.. لقد حمل الابنودى وبحق هذه الفتره العصيبه على اكتافه مؤكدا على انتمائه الحقيقي. لهذه الارض وانه شاعرها ومنشدها وواحد من كبار العشاق الدراويش فى محرابها.. فلم تكن اغنية عبد الحليم حافظ /عدى النهار /الا واحده من كتابات الابنودى التى راح فيها يلملم جراح الوطن ويعلن عن رفض الهزيمه .. ابدا بلدنا للنهار بتحب موال النهار فقد كتب الابنودى رائعته /بيت من بورتوفيق /عن السويس التى تم تهجير اهلها والتى تاجه القصف والضرب اليومى كما سبق وان كتب مقدمات عديده لمسلسلات اذاعيه مثل ابناء الغضب/والام / والذى غنى مقدمته الفنان الجميل محمد والذى تحول الى مواطن سويسي من الدرجة الاولى بعد ان انشد اغنيته الشهيره /يابيوت السويس /يابيوت مدينتي/ استشهد تحتك تعيشي انتى والتى تحولت الى ايقونه للمقاومه واستعادت مكانتها كواحده من اهم اغنيات المقاومه فى مصر والتى يحفظها الشعب كله عن ظهر قلب بعد ثورة 25 يناير وكان عالم السويس ورايتها الزرقاء ترافق هذه الاغنيه فى كل ميادين التحرير داخل مصر وحتى مع المصريين فى الخارج الابنودى وفرقة ولاد الارض وجد الابنودى وهو الشاعر الكبير الذى يكتب القصائد والاغنيات ويقدم البرامج الاذاعيه نفسه مشدودا الى ولاد الارض والكابتن غزالى شيخ شعراء المقاومه فى مصر والذى ربطته معه صداقه كبيره وعلاقه اسريه لاسيما وان الفرقه المناضله قد استطاعت من خلال بساطة كلماتها ان تشد الانظار الى تجربتها والتى حققت لها ذلك التميز بين الفرق الاخري فى محافظات. القناه،وبعد ذيوع. وشهرة اغنية /فات الكتير يابلدنا م بقاش ال القليل..والمقطع العبقري الذى تضمنته هذه الاغنيه ليصبح شعارا للمقاومه الشعبيه يناطح اهم شعارات المقاومه فى العالم وعضم اخوتنا نلموا نلموا نسنه /نسنه /ونعمل منه مدافع /وندافع /ونجيب النصر هديه لمصر /نكتب عليه اسامين شاعر من السويس