شهدت مالطا اليوم الخميس تأبين 24 مهاجرا غير شرعي لقوا حتفهم إثر غرق قاربهم في البحر المتوسط في مطلع الاسبوع الجاري، في حادث يعتقد أنه أسفر عن مقتل أكثر من 800 شخص في المجمل، في أسوأ حادث من هذا القبيل في التاريخ المعاصر. وكان "ماريو جريتش" وهو أسقف الكنيسة الكاثوليكية في جزيرة "جودش" في مالطا، إلى جانب "إمام محمد السعدي" زعيم الجالية المسلمة، في صدارة فعالية تأبين مشتركة بين الاديان، تحت خيمة كبيرة تم تشييدها على أرض مستشفى "ماتير داي"، وهو المستشفى العام الوحيد في الجزيرة. وكان هناك العشرات من المهاجرين الذين انتابتهم حالة من البكاء، إلى جانب رئيس وزراء مالطا جوزيف موسكات ومفوض الاتحاد الاوروبي للهجرة ديميتريس أفراموبولوس، ووزير الداخلية الايطالي أنجيلينو ألفانو، ووزير التضامن اليوناني تيانو فوتيو. وحمل أفراد من الجيش النعوش التي لا تحمل أي علامات، إلى خارج غرفة المشرحة التابعة للمستشفى والتي ظلت بها الجثث منذ يوم الاثنين الماضي. وكان نعش واحد أبيض اللون وهو خاص بصبي يبلغ من العمر 14 عاما، مميزا بين باقي النعوش التي كانت بنية اللون. وكانت المسافة القصيرة بين المشرحة وسرادق العزاء، مزينة بمئات الزهور التي أرسلها أشخاص خلال الايام القليلة الماضية، استجابة منهم لدعوة شخصية وجهها المدير التنفيذي للمستشفى، حيث طلب من مواطني مالطا أن يظهروا احترامهم للضحايا وتضامنهم معهم. ويشار إلى أن الجنازة الجماعية هي الأكبر في تاريخ مالطا. ومن المقرر أن يتم دفن الجثث في مقابر جماعية في أكبر مقبرة عامة في الجزيرة والتي تقع في بلدة باولا. ولا توجد أي معلومات حول هوية المهاجرين ال24 وجميعهم من الرجال. وقد أوضحت مصادر تابعة للطب الشرعي أن متوسط أعمارهم هو 23 عاما. وانقلب قارب المهاجرين ليلة السبت/الاحد على بعد نحو 130 كيلومترا شمال ليبيا. وعثر عمال الانقاذ علة 24 جثة فقط و28 ناجيا وعلمت منهم أن القارب كان يقل مئات الاشخاص الذين يحتمل أنهم غرقوا بسبب تعثرهم داخل القارب الغارق.