أنا باشكر اللى خلق لى الصوت وأوصانى أقول كلام حُرّ.. مايقبلْش لون تانى مااسكتش ع الضِّيم واهشّ الغيم بقولة آه وإن سرقوا صوتي.. بينسوا ياخدوا قولة آه في الفرْح في الجرح إيه حيلتى إلاّ قولِة آه رحل منذ قليل صاحب هذه الكلمات الشاعر الكبير "الخال" عبدالرحمن الأبنودي أحد أهم شعراء العامية في مصر، بعد صراع طويل مع المرض، عن عمر يناهز 76 عامًا. قال الشاعر زين العابدين فؤاد ل"محيط" أن رحيل الأبنودي خسارة فادحة، فهو واحد من أكبر مواهب الشعر المصري، قد يختلف البعض مع بعض مواقفه، لكن لا يمكن إغفال حجم الموهبة الكبيرة جدا التي يتمتع بها، فقد غير الأبودي خريطة الغناء المصري حين دخل مجال الأغنية، وأخذ نصوص لي ولسيد حجاب وآخرين وقدمها للجنة النصوص لكي يتم اعتمادنا كمؤلفين، لكنني انسحبت، لكني أقول للتاريخ أن الأبنودي حاول مع كثير مع الشعراء لكي يدخلوا مجال الأغنية. حدثته وهو في المستشفى بالقاهرة، وكأننا نستكمل حديث سابق، رغم فترة ابتعاد ليست هينة، وقال لي الأبنودي أنه يعاني من رئته التي ليس بها أي جزء سليم سوى الذي يحادثني منه. حين سمعت خبر الرحيل مشاهد كثيرة مرت بخاطري، لا أنسى أن رأيت أحمد فؤاد نجم لأول مرة في بيت الأبنودي عام 1964. لا أستطيع أبداً نسيان أني شاركت الأبنودي السفر لدفن الكاتب الكبير يحيى الطاهر عبدالله، ومنذ أكتر من 30 سنة شاركته أيضاً لدفن الشاعر الكبير أمل دنقل، ولا أنسى أن الأبنودي ظل طوال الثلاثة الأشهر الأخيرة في حياة أمل كان موجود في غرفته يومياً لأكثر من 7 ساعات، كلها مشاهد لا أستطيع نسيانها لا أستطيع نسيان ديوانه الأول "الأرض والعيال"، الديوان ذو الصوت الطازج والصور الطازجة التي دخلت شعر العامية لأول مرة، وأرجو من الناس ألا تقيم شاعر كبير إلا بإنتاجه، أي أن تقدم الإنتاج على المواقف. واعتبر فؤاد أن هذا يوم صعب جداًُ لأنه يوم رحيل صلاح جاهين وسيد مكاوي، وينضم إليهم الأبنودي، متمنياً الاحتفال بأعياد ميلاد الشعراء والفنانين بدلاً من الاحتفال بذكرى رحيلهم، لأن أعياد ميلاد الراحلين، احتفاء بأثرهم في الدنيا، ووجه الشاعر زين العابدين فؤاد عزاؤه لكل الشعراء، قائلاً: الشاعر لا يموت. أما الشاعر والناقد الكبير شعبان يوسف، فقد كان يكتب على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك" منذ دخول الشاعر عبدالرحمن الأبنودي إلى المستشفى لإجراء جراحة في المخ، كان يكتب مناجاة له، وكأنه يخشى فقدانه، أو يشعر به عن بعد في حين أن الأخبار كانت دوماً تحمل اطمئناناً على حالة الشاعر واستقرارها، إلا أن يوسف أبى أن يطمئن وكتب أمس: "ياعبد الرحمن ..لا تتركنا وحدنا فى هذا العالم ..أنا خائف فعلا..وأمنع نفسى من البكاء ..تشيث بنا ..وبالحياة كما عودتنا..ياصديق العمر". وعن ذلك يقول ل"محيط" كنت أشعر به وأتابع حالته، ولا يسعني إلا القول "مات أعظم شاعر في مصر"، هو شاعر في قلب الجميع، والشاعر لا يموت، كان أول الواقفين في أزمات أصدقائه، ويسعى في حلها رأيت هذا كثيراً بعيني، كل دواوينه أحبها خاصة "الأرض والعيال والزحمة"، ولم يستطع يوسف الإكمال بسبب تأثير خبر الرحيل عليه. وهو ما حدث مع الشاعر إبراهيم داود الذي قال ل""محيط": "جسدي يرتعش" منذ أن سمعت الخبر. يذكر أنه سيتم نقل جثمان الراحل إلى منزله، وسيُقام سرادق العزاء غداً الأربعاء، في الإسماعيلية، وعبد الرحمن الأبنودي ولد في أبنود – قنا - مصر من قلائل شعراء العامية الذين أوجدوا لأنفسهم مكانا في وجدان الجماهير العربية، فهو يعتبر نفسه الحارس على التراث القروي المصري. يقول الأبنودي: وأنا الدرويش بانزف دم وسع لي الطريق يا عم وماشي بجرحي مش مهتم