اتفاق مصر والسودان وتشاد علي تنمية خزان الحجر النوبي للمياه الجوفية

اتفقت مصر والسودان وتشاد علي تعزيز التعاون المشترك فيما بينها لتطوير وتنمية خزان الحجر النوبي للمياه الجوفية المشترك، لخدمة شعوب الدول الأربع "بعد استقرار الأوضاع في ليبيا" والاستفادة من مياه الخزان المقدرة بأكثر من 150 ألف مليار متر مكعب، والممتدة على مساحة مليوني كم2 في أراضي الدول الثلاث بالإضافة إلى ليبيا.
كما اتفقت الدول الثلاث على هامش أعمال المنتدى العالمي للمياه المنعقد حاليا بمدينة داجو في كوريا الجنوبية على التعاون لتحقيق الإدارة المستدامة للمياه الجوفية المشتركة واستمرار الحوار البناء والتعاون المؤسسي بينها والذي أثمر تأسيس الهيئة المشتركة المكونة من أربع دول لدراسة وتنمية الخزان الجوفي النوبي والتي تقوم بممارسة أنشطتها الفنية بكامل عضوية دول الخزان وتهدف إلى تنمية وتجنب تدهور موارد المياه الجوفية المشتركة.
جاء ذلك خلال الجلسة الدولية التي نظمها المركز القومي لبحوث المياه التابع لوزارة الري اليوم الخميس ضمن الفعاليات الرسمية للمنتدى العالمي السابع للمياه بكوريا الجنوبية تحت عنوان "التعاون الإقليمي في إدارة نظام الخزان الجوفي النوبي المشترك".
ويأتي انعقاد هذه الجلسة بعد أن تم اختيار المركز القومي لبحوث المياه ضمن الجهات الفائزة للمشاركة في المنتدى العالمي السابع للمياه، حيث أعلنت أمانة المنتدى عن تخصيص جلسات جانبية لمناقشة أهم القضايا والنماذج الناجحة للتعاون الإقليمي في إداة مصادر المياه والتي تشكل أهمية عالمية وتجربة واقعية من شأنها المساعدة في تنمية آليات التعاون وتعزيز فرص تبادل الممارسات والخبرات.
وأشاد رؤساء المنظمات الدولية والأممية المعنية بقضايا المياه في العالم بالتعاون المشترك الفعال والمتطور بين الدول المشتركة في خزان الحجر النوبي للمياه الجوفية (مصر، السودان، ليبيا، وتشاد) باعتباره نموذجا عالميا لأعلي مستويات التعاون لاستغلال وتنمية الخزان، ونوهوا بالجهود الكبيرة والعمل المتواصل من الدول الأربع لحسن الاستغلال والاستخدامات المائية للخران.
قال الدكتور محمد عبد المطلب وزير الري السابق رئيس الوفد المصري الرسمي المشارك في المنتدي العالمي السابع للمياه (نيابة عن دكتور حسام مغازي وزير الموارد المائية والري) إن الإشادات الدولية بجهود الدول الأربع المشتركة في الخزان تأتي في وقت ازداد فيه التنافس على المياه مما جعل من إدارة الموارد المائية المشتركة والعابرة للحدود واحدة من أصعب التحديات المائية، والتي لا تقتصر على الأنهار فقط بل تمتد لتشمل الخزانات الجوفية المشتركة، لافتا إلى أن التعاون والحوار والعمل المشترك بين الدول المتشاطئة سيحد تماما من احتمالات نشوب النزاعات والصراعات المحتملة وأنه بالحوار البناء والتعاون الإقليمي بين الأطراف المعنية يمكن منع تدهور موارد المياه الجوفية المشتركة.
وقال عبد المطلب إن فوز مصر بتنظيم هذه الجلسات الدولية يأتي في إطار ما يقوم به المنتدى العالمي لتوفير منبر فريد لعرض ومناقشة القضايا المائية في مناخ يتيح فرص التواصل العالمي بين المشاركين، وعرض أهم وأكثر تجارب ونماذج النجاح على مستوي العالم في التعاون الإقليمي بين الدول المشتركة في مورد مائي.
وقد قام المركز القومي لبحوث المياه بعرض مثال لقصة نجاح من تجربة حقيقية في التعاون الإقليمي في إدارة نظام الخزان الجوفي النوبي المشترك بين كل من مصر وليبيا والسودان وتشاد.
من جانبه، أكد الدكتور أكرم رئيس معهد المياه الجوفية أن الوفد المصري عرض أهم التحديات والفرص المتاحة لهذا التعاون الإقليمي، وتبادل وجهات النظر والخبرات بشأن القيود التقنية والسياسية والمؤسسية، واقتراح مؤشرات يمكن استخدامها لرصد وتقييم التعاون الإقليمي على مستوى أنظمة المياه الجوفية العابرة للحدود، باعتباره من المواضيع التي تشكل أهمية عالمية.
يذكر أن حوض الخزان الجوفي النوبي يضم أكبر شبكة طبقات للمياه المعروفة في العالم، وتقع تحت الأرض في النهاية الشرقية من الصحراء الكبرى ويقع داخل حدود الدول الأربع ويغطي مساحة تمتد على مدى أكثر من مليوني كم تحتوي على ما يقدر ب 150،000 مليار متر مكعب من المياه الجوفية.