القدس المحتلة: كشفت مذكرة نشرت في موقع "ويكيليكس" الالكتروني أن ألمانيا هددت إسرائيل بعدم وقف تمرير تقرير "جولدستون" حول العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 2008 في مجلس الأمن إذا لم توافق إسرائيل على تجميد الاستيطان، إلا ان الولاياتالمتحدة رفضت هذه الخطوة. وذكرت وكالة " سما" الفلسطينية نقلا عن تسريبات " ويكيليكس" انه قبل أسبوعين من قرار المجلس الوزاري الإسرائيلي تجميد البناء الاستيطاني الجزئي في المستوطنات المقامة على أراضي الضفة الغربية، في نوفمبر/تشرين الثاني من العام الماضي 2009، اقترح مستشار الأمن القومي الألماني على كبار المسئولين في الإدارة الأمريكية تهديد رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو بوقف مساعدة إسرائيل في قضية تقرير جولدستون في مجلس الأمن إذا لم توافق الأخيرة على تجميد البناء، بيد أن الإدارة الأمريكية رفضت ذلك. وكشفت المذكرة أنه بالرغم من أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، من بين أهم أصدقاء إسرائيل في العالم، إلا أن مستشارها الأكبر اقترح على الإدارة الأمريكية "تهديد" نتنياهو، وذلك في لقاء جرى في العاشر من نوفمبر/ تشرين الثاني 2009 في برلين، شارك فيه المستشار للأمن القومي الألماني كريستوف هويسغن، ونائب وزيرة الخارجية الأمريكية لشئون أوروبا، والسفير الأمريكي فيليب مورفي. ولفتت "هآرتس" في هذا السياق إلى أن العلاقات بين نتنياهو وميركل في تلك الفترة كانت متوترة على خلفية البناء في المستوطنات. وكان نتنياهو قد ألغى قبل شهرين من ذلك الوقت زيارة مقررة له إلى ألمانيا على خلفية مواجهة بين هويسغن وبين نظيره الإسرائيلي عوزي أراد، حيث طلب الأخير عدم طرح قضية الاستيطان في اللقاء، وهدد بإلغاء زيارة نتنياهو في حال عدم الاستجابة للطلب. وبحسب المذكرة فإن المستشار للأمن القومي الألماني قال للأمريكيين إن ألمانيا تعتقد أنه يجب على نتنياهو أن يعمل أكثر لجلب السلطة الفلسطينية إلى طاولة المفاوضات. وقال إنه "في الوقت الذي يتسلم فيه الفلسطينيون أوامر هدم في القدسالشرقية لبيوتهم فسيكون أي تقدم من قبل عباس بمثابة انتحار". وأضافت المذكرة أن المسئول الألماني عرض موقفا حادا، واقتراح أن تهدد الولاياتالمتحدة إسرائيل، وتمارس ضغوطا على نتنياهو من خلال ربط المساعدات الأمريكية لإسرائيل ووقف تقرير جولدستون في مجلس الأمن بالتزام إسرائيل بتجميد البناء الاستيطاني. وفي حينه رفض الدبلوماسيون الأمريكيون الاقتراح، وأعربوا من مفاجأتهم، وكان ردهم أن هذه الشروط لن تكون مجدية، وأنه من المفضل أن يقولوا للإسرائيليين إن سياسة البناء الاستيطاني تصعب على أصدقائهم الحفاظ على "الجبهة" في مجلس الأمن.