اعتبر نائب رئيس الوزراء الإسرائيلي سيلفان شالوم أن البناء الإستيطاني في القدس ليس خاضعا لمفاوضات وخارج أي قرار يتعلق بتجميد الإستيطان، فيما أثار قرار إسرائيل ببناء 1100 وحدة سكنية جديدة في مستوطنة (غيلو) أزمة غير مسبوقة بين ألمانيا وإسرائيل. وقال شالوم للإذاعة العامة الإسرائيلية الأحد إن "البناء في القدس ليس خاضعا لمفاوضات" وأنه "دائما كانت هناك معارضة للبناء في القدس لكن المدينة كانت خارج أي قرار حول تجميد البناء". وتحفظ شالوم على اقتراح الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين وقال إنه يجب البحث في جميع قضايا الحل الدائم بشكل مواز، وليس كما اقترحت الرباعية الدولية بأن يتم البحث في قضيتي الحدود والترتيبات الأمنية بداية. وفسر شالوم تحفظه بأنه "إذا حصل الفلسطينيون على كافة مطالبهم بالمجال الإقليمي فإنهم لن يهتموا بالتوصل إلى تسوية حول قضايا هامة مثل اللاجئين والقدس والأماكن المقدسة". ومن جانبه قال عضو الكنيست نحمان شاي من حزب كديما المعارض للإذاعة الإسرائيلية إنه يؤيد البناء الإستيطاني في القدس، في سياق القرار ببناء 1100 وحدة سكنية جديدة لكنه تساءل عما "إذا كان رئيس الوزراء (بنيامين نتنياهو) لا يدرك أن قرارا كهذا سيثير غضب الرأي العام في دول داعمة لنا وعلى رأسها الولاياتالمتحدةوألمانيا". وحول الأزمة بين إسرائيل وألمانيا نقلت صحيفة (هآرتس) الأحد عن موظف حكومي إسرائيلي رفيع المستوى قوله إن المصادقة على بناء الوحدات السكنية الجديدة في مستوطنة (غيلو) أثار غضبا بالغا لدى المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل وأخرجها عن طورها بسبب تجندها المكثف خلال الأسابيع الماضية لمساعدة إسرائيل على إحباط المسعى الفلسطيني في الأممالمتحدة لنيل اعتراف بالدولة الفلسطينية والحصول على عضوية كاملة في المنظمة الدولية. وأضافت إن ميركل، وبناء على طلب نتنياهو، مارست ضغوطا كبيرة على الرئيس الفلسطيني محمود عباس من أجل أن يوافق على اقتراح الرباعية الدولية لاستئناف المفاوضات مع إسرائيل فورا. وقالت (هآرتس) إن عباس أبلغ ميركل بأنه سيوافق على استئناف المفاوضات إذا قامت إسرائيل "بتجميد صامت" للبناء في المستوطنات لمدة ثلاثة شهور يتم خلال التوصل إلى تفاهمات حول الحدود والأمن وأن يتعهد نتنياهو بذلك أمامها أو أمام الأمريكيين. وأضافت الصحيفة إن عباس قال لميركل "لست بحاجة لأن يعلن (نتنياهو) عن ذلك وإنما أريد ألا يحرجني فقط". ونقلت ميركل الطلب الفلسطيني إلى نتنياهو لكن الأخير لم يستجب له. ووصف الموظف الإسرائيلي الأزمة بين إسرائيل وألمانيا بأنهه "أزمة ثقة خطيرة" وأنها "تشكل خطرا على مجموعة من المواضيع التي تحاول الدولتان دفعها وبينها قضايا أمنية هامة.. ولم يعد واضحا الآن أبدا ما إذا سيستمر الألمان بالمساعدة لكبح الخطوات الفلسطينية في الأممالمتحدة.. وربما سيؤيدون مبادرة رفع مستوى التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة إلى دولة مراقب". وأشارت الصحيفة إلى أن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي يعقوب عميدرور زار برلين سرا قبل أسبوعين والتقى مع نظيره الألماني كريستوف هويسغن والمديرة العامة لوزارة الخارجية الألمانية إميلي هابر وتباحثوا في تنسيق خطوات لإحباط المسعى الفلسطيني، وفي وقت لاحق طلب نتنياهو من ألمانيا التحفظ على مبادرة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي برفع التمثيل الفلسطيني في الأممالمتحدة إلى دولة مراقب. وقالت (هآرتس) إن اثنين من كبار مساعدي وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون استدعيا يوم الأربعاء الماضي السفير الإسرائيلي في واشنطن مايكل أورن ووبخاه بشدة وأكدا على أن قرار البناء في مستوطنة "غيلو" يمس بالجهود الأمريكية لاستئناف المفاوضات