قال الإعلامي السعودي عبدالرحمن الراشد، رئيس التحرير السابق لصحيفة "الشّرق الأوسط" اللندنية ، والمدير العام السابق لقناة "العربية"، إن الإيرانيين يعتقدون أن إشغال السعوديين في اليمن هدفا بحد ذاته، في محاولة لمنعهم من مواجهة نشاط إيران في كل من العراقوسوريا. وأضاف أن اليمن يتسم بكبر المساحة وبوعورة أراضيه، وكذلك عدم وجود نظام مركزي يمكن القضاء عليه بسهوله، مشددًا على أن إضعاف السعودية في الجنوب سيعني إضعاف منطقة الخليج بشكل عام. وأكد الإعلامي في مقاله المنشور اليوم على الموقع الالكتروني لصحيفة "الشرق الأوسط"، أن إيران تسعى لوضع خصمها الرئيسي، السعودية، وسط "كماشة" تهددها بين العراق واليمن، والعراق امتداد طبيعي وسياسي لسوريا. ولفت إلى أنه حتى تستطيع السعودية الدفاع عن نفسها، ستحتاج إلى أن تدعم بشكل أكبر التنظيمات السورية المعارضة، تحديدًا «الائتلاف المعارض»، حتى تزيد الضغط على إيران التي تعاني كثيرًا هناك، مشيرا إلى أن حرب سوريا من الصعب على إيران أن تكسبها، أما اليمن فإن السعودية أقدر على الانتصار فيها، كما أن غالبية الشعب السوري معادٍ ومنتفض ضد النظام، وحليفه إيران، منذ أربع سنوات. وأضاف: بالنسبة لليمنيين فغالبيتهم ذوو علاقة قوية بالسعودية لعقود طويلة، والحكومة السعودية على علاقة خاصة وطويلة مع معظم مكونات اليمن، في شماله وجنوبه، مع قبائله، ووجهاء المجتمع، ورجال أعماله. ولفت الراشد، إلى أن إيران دخلت اليمن للتأثير عليه، لكنّها لم تنجح، حتى استثمرت علاقة بنتها دينيًا وسياسيًا مع "الحوثيين"، مشيرا إلى أن "الحوثيين" جماعة ليست كبيرة بالمقاييس اليمنية، لكنها استغلت الفوضى بعد الثورة وتحالفت مع قوى النظام الذي سقط. ونوه الراشد إلى أن التدخل السعودي عسكريًا وسعيه لبناء تكتلات موالية في أنحاء اليمن سيفشل مشروع "الكماشة"، لكن الفوضى التي خلقها الإيرانيون في اليمن بالفعل قد تشغل السعوديين عن مصالحهم الإقليمية والدفاع عنها.