منافسة شرسة تنتظر حزب "المؤتمر التقدمي" النيجيري في الانتخابات على مستوى الولايات المقررة السبت المقبل، رغم فوز مرشحه محمد بخاري بالانتخابات الرئاسية بفارق نحو 2.5 مليون صوت عن منافسه الرئيس المنتهية ولايته، غودلاك جوناثان، مرشح "حزب الشعب الديمقراطي" الحاكم، حسب خبراء ومحللين. وبعد أسبوع واحد تماما على انتخاب الرئيس والبرلمان الاتحادي، يتوجه ملايين من النيجيريين إلى صناديق الاقتراع يوم السبت المقبل، لانتخاب محافظي الولايات ال36، ونواب مجالسها الإقليمية. وفي حديث لوكالة الأناضول، قال الكاتب والمحلل السياسي "أجيا يينكا": "أتوقع أن تأثير بخاري سيفرض كلمته على عدد الولايات التي ستصوت في انتخابات الحكام، ولا سيما في الجنوب الغربي، وقطاع كبير من الشمال الغربي". وبنفس القدر يؤيد هذا الرأي، "أولوسولا سميث"، وهو مراقب سياسي آخر، حيث يعتقد أيضا أن "تأثير بخاري سوف يساعد على نحو كبير في إملاء كلمته على اتجاهات تصويت الناس، لأنه لا يوجد سياسي نيجيري يريد أن يكون في المعارضة". في الشمال الغربي على وجه الخصوص، من المتوقع أن يحقق "حزب المؤتمر التقدمي" فوزا كبيرا في الولايات التي يهيمن عليها في الوقت الراهن، على الرغم من "تأثير بوهاري"، ويبدو أن السباق محسوم حاليا بنسبة 60-40 لصالح "حزب المؤتمر التقدمي". وفي مناطق الشمال الشرقي وشمال الوسط، قد لا يحقق "حزب المؤتمر التقدمي" فوز كبيرا بالضرورة، لأنه ليس لديه العديد من شاغلي المناصب الحاليين (المحافظين والنواب)، ولأنه من المتوقع أن تؤثر القضايا المحلية على التصويت إلى حد كبير. "سميث" استأنف حديثه: "سننتظر ونرى، إذا كان ما يسمى (تأثير بخاري)، ليس مبالغا فيه، وخاصة في الشمال الشرقي، وحتى في بعض أجزاء من الشمال الغربي، حيث الناخبون مثقفونبشكل لافت رغم مستوى تعليمهم المنخفض". وتوقع المحلل أن "القضايا المحلية، مثل مدى شعبية المرشح، سوف تلعب دورا". وفي كثير من مناطق الشمال الشرقي، قد لا يتبع التصويت بالضرورة نفس نمط الانتخابات الرئاسية الأسبوع الماضي، التي حقق فيها "بخاري" فوزا كبيرا. وخلافا للمواجهة بين المسلمين والمسيحيين في انتخابات الرئاسة، فإن أغلب مرشحي حزبي "الشعب الديمقراطي" و"المؤتمر التقدمي" من المسلمين. ومن ثم، سوف تلعب الخصوصيات المحلية والجاذبية الشخصية لكل مرشح، دورا أكبر في حسم التصويت في معركة هذه الولايات. وتابع "سميث": "أتوقع معركة صعبة في الشمال الشرقي، وجزء كبير من المنطقة الشمالية الوسطى، حيث الخصوصيات المحلية، هي التي ستحدد كيف يصوت الناس". وأردف: "ستكون صعبة لأنه حتى الولايات مثل "لاغوس" و"كادونا" ربما يظهر أنها الولايات المتأرجحة (لم يحسم الناخبون قرارهم حول من يصوتون لصالحه)". وعلى الرغم من أن "حزب المؤتمر التقدمي" لديه ممثل يشغل المنصب (المحافظ) في الوقت الراهن في ولاية "ناساراوا"، ولكن فرصته في الفوز ليست كبيرة للغاية بسبب القضايا المحلية والعرقية والدينية. وعلى الرغم من هيمنة "حزب المؤتمر التقدمي" على الولاية، انتزع جوناثان في الانتخابات التي جرت الأسبوع الماضي 273 ألفا و460 صوتا، مقابل 236 ألفا و838 لصالح بخاري. ومن المتوقع إلى حد كبير فوز "حزب المؤتمر التقدمي" في ولاية "كوارا"، حيث ينتمي له المحافظ الحالي للولاية، ولكن الحزب قد يخسر في ولايات النيجر، وكوغى، وبينو وبلاتو، التي يهيمن عليها الحزب الحاكم. ومن المرجح إلى حد كبير، أن تذهب أصوات الناخبين في ولاية تارابا، التي فاز فيها جوناثان ب 218 ألف و905 صوت، مقابل 168 ألف و646 صوتا فقط لبخاري، لصالح "حزب الشعب الديمقراطي". وفي السباقات الانتخابية المقبلة بالولايات، من المتوقع أن يفوز "حزب المؤتمر التقدمي" في ولايات مثل "لاغوس" وقطاع كبير من جنوب غرب البلاد. ولكن نتيجة التصويت في لاغوس، التي يحكمها حاليا (محافظ)، ينتمي ل"حزب الشعب الديمقراطي"، ربما تكون مفاجأة، جزئيا لأن الكثير من الناس هناك يبدو أنهم يرغبون في تغيير الحرس القديم. وحقق "حزب الشعب الديمقراطي" نتائج جيدة على نحو مفاجئ أيضا في لاغوس في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في 28 مارس/ آذار الماضي، بفضل ملايين الناخبين من الجنوب والجنوب الشرقي من سكان لاغوس. وفاز "بخاري" في ولاية لاغوس ب792 ألف و460 صوتا مقابل 632 ألف و324 صوتا لصالح جوناثان. في ولايات الجنوب والجنوب الشرقي، قد لا يلعب "تأثير بخاري" أي دور على الإطلاق، بسبب التركيبة العرقية والدينية للسكان المحليين، فكثير من الناس لا يروقهم أن يتولى سدة الحكم رئيس مسلم ينحدر من قبيلة "هوسا-فولاني"، وتبدو المعركة محسومة في الوقت الراهن بنسبة 70-30 لصالح "حزب الشعب الديمقراطي". وفي هذا السياق، يتوقع المحلل "أجيا" أنه "في الجنوب الشرقي والجنوب، فإن عامل عدم شغل المناصب يلعب دورا أكبر". ومضى قائلا: "على الرغم من فوز بخاري بالرئاسة، أنا لا أتوقع أن لا يحقق حزب المؤتمر الديمقراطي نتائج جيدة في المنطقتين، ما عدا بالطبع في إيمو التي تبدو نتيجتها محسومة". وأوضح أن شعبية السياسية لمحافظ ولاية "إيمو" الذي ينتمي إلى حزب "بخاري" ما زالت قابلة للاستمرار من الناحية السياسية، بالنظر إلى أن أغلب النخب السياسية للولاية، تنتمي ل"حزب الشعب الديمقراطي". وفاز جوناثان في ولاية "إيمو" ب559 ألفا و185 صوتا مقابل 133 ألفا و253 صوتا لمنافسه بخاري في انتخابات الأسبوع الماضي. في ولاية "ريفرز"، حيث لن يترشح المحافظ الحالي الذي ينتمي إلى حزب "حزب المؤتمر التقدمي"، يبدو "حزب الشعب الديمقراطي" واثقا من الفوز، على أساس التوجهات العرقية والدينية التي ميزت الانتخابات الرئاسية هناك. جوناثان تفوق في ولاية ريفرز، بمليون و487 ألفا و75 صوتا مقابل 69 ألفا و238 صوتا لمنافسه "بخاري". أما "أويو" في جنوب غرب البلاد، ينتظر ما تسفر عنه نتائجها، ويبقى من غير الواضح ما إذا كان محافظ "حزب المؤتمر التقدمي" الحالي بالولاية سوف يكون قادرا على كسر النحس. ويتوقع مراقبون أن السباق الحالي محسوم بنسبة 60-40 لصالح المرشح الحالي الذي يشغل المنصب. في ولاية "أبيا"، أيضا جنوب شرق البلاد، يتوقع أن يحقق حزب المعارضة مفاجأة ويتغلب بفارق كبير على مرشح الحزب الحاكم، الذي يحكم الولاية حاليا ويبدو أنه لا يملك أي فرصة على الإطلاق. وفي غضون ذلك، لن تعقد الانتخابات في ولايات إكيتي، أوسون، أوندو، ايدو وأنامبرا (لأسباب أمنية). والأسبوع الماضي، حصل بخاري، الذي يؤدي اليمين الدستورية في 29 مايو/ أيار المقبل، على 15 مليونا و424 ألفا و921 صوتا من إجمالي 28 مليونا و587 ألفا و564 صوتا صحيحة، فيما حصل جوناثان (57 عاما) على 12 مليونا و853 ألفا و162 صوتا من جميع الولايات النيجيرية.