يترأس المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء، وفد مصر إلى اجتماعات الدورة الثامنة عشرة لقمة الكوميسا، التي تبدأ فعالياتها بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، غدا الاثنين، وتستمر لمدة يومين، ويضم وفد مصر كلا من وزير التجارة والصناعة منير فخري عبد النور، ووزير الإسكان الدكتور مصطفي مدبولي، ووزير الكهرباء الدكتور محمد شاكر، ونائب وزير الخارجية، وممثلين لقطاعات أعمال عديدة. ومن المقرر أن يلقى المهندس محلب كلمة مصر في قمة الكوميسا ويستعرض خلالها الأوضاع في مصر والخطوات التي اتخذتها في طريق التنمية والاستقرار، وذلك في ضوء نجاح مؤتمر دعم وتنمية الاقتصاد المصري منتصف الشهر الجاري، بالإضافة إلى الجهود التي تبذلها مصر في مجالات مكافحة الإرهاب، ودعم التجارة البينية بين مختلف الدول، وتنشيط الاستثمارات المشتركة والتسهيلات والإجراءات التي اتخذت لجذب الاستثمارات في مختلف المجالات، ومجمل المشروعات الضخمة التي تنفذها مصر لدعم عملية التنمية ودفع عجلة الاقتصاد، كما يشدد محلب في كلمته على أهمية وضرورة دعم التعاون الإفريقي. يذكر أن فعاليات قمة الكوميسا كانت قد سبقتها فعاليات أخري تحضيرية علي مدار الأيام الماضية للعديد من أجهزة الكوميسا مثل اجتماعات الدورة الرابعة والثلاثين لأجهزة صنع السياسات بتجمع الكوميسا ومنها اجتماع لجنة السلم والأمن يومي 18 و19 مارس، واجتماعات اللجنة الإدارية والميزانية يومي 20 و21 مارس ، واجتماع اللجنة الحكومية يومي 22 و24 مارس، واجتماع المجلس الوزاري على مستوى وزراء التجارة يومي 26 و27 مارس، فضلًا عن منتدى الكوميسا للأعمال يومي 25 و26 مارس، ومجلس وزراء خارجية الكوميسا يوم 28 مارس، والمائدة المستديرة للسيدات الأوائل الذي يعقد اليوم، ثم تختتم بعقد فعاليات القمة ال18 للكوميسا . وتعقد القمة ال18 للكوميسا تحت شعار "تعزيز التجارة البينية والتنمية الاقتصادية من خلال المشاريع التجارية المتوسطة والصغيرة ومتناهية الصغيرة " وهو ذات الشعار الذي تتبناه الكوميسا منذ قمة كمبالا عام 2012 ومرورا بقمة كينشاسا التي عقدت في العام 2013. ومن المقرر أن تبحث القمة تطورات قضايا السلم والأمن والملفات الهامة وأبرز النزاعات في منطقة الكوميسا ، وذلك في ضوء التقارير والتوصيات ذات الصلة الصادرة مؤخرًا عن الاتحاد الأفريقي، فضلا عن الملف الهام والخاص ببحث سبل مكافحة الإرهاب وكيفية مواجهة كافة الأنشطة الإرهابية والعنف المسلح والتهديدات المتصلة بحياة ومعيشة المواطنين المدنيين وكيفية الحفاظ عليها وعلي الممتلكات الخاصة والعامة في المنطقة ، والدعوة لتضافر الجهود القارية في هذا الشأن بما في ذلك أهمية تبنى منهج شامل للتعامل مع كل التنظيمات الإرهابية، التي تهدد استقرار المنطقة. كما تبحث القمة ضمن جدول أعمالها التطورات المتعلقة بتطوير البنية التحتية بما في ذلك مشروع الخط الملاحي النهري بين بحيرة فيكتوريا ومدينة الإسكندرية علي البحر المتوسط الذي تتولى مصر رعايته، وذلك باعتبار كون الكوميسا هي التجمع الاقتصادي الإقليمي، الذي يتولى التنسيق بين مختلف الدول المعنية بهذا المشروع بالتنسيق مع وكالة تخطيط وتنسيق تجمع "النيباد". كما تتناول اجتماعات قمة الكوميسا عددًا من الموضوعات الفنية التجارية، والبرامج التي تقوم بتنفيذها ، ومن بينها برامج التجارة من أجل السلام ، وتطورات علاقات الكوميسا مع الأطراف الخارجية الأخرى مثل #### WTO ####، ومفاوضات الشراكة بين الاتحاد الأوروبي وإقليم الشرق والجنوب الأفريقي، ومبادرة #### AGOA ####، العلاقات التجارية والاقتصادية مع الهند، والبرنامج الإحصائي للكوميسا، ومبادرة المعونة من أجل التجارة، بالإضافة لاستعراض تطورات علاقات تجمع الكوميسا مع شركاء التنمية الدوليين. ومن المعروف أن انضمام مصر إلى تجمع الكوميسا جاء نابعًا من إدراك عميق للأهمية الإستراتيجية للمحيط الجغرافي وعلاقات مصر التاريخية والمستمرة مع دول حوض النيل، وحتمية التواجد المصري في التجمعات الأفريقية التي تضم هذه الدول، وبالأخص التجمعات الاقتصادية ، حيث أن عضوية مصر في الكوميسا يتيح لها نطاقاً أرحب من الحركة في مجال فتح الأسواق، والحصول على مزايا نسبية جديدة. والكوميسا هي مسمي يطلق علي اتفاقية السوق المشتركة لدول الشرق والجنوب الأفريقي، ويعد التجمع أحد الدعامات الرئيسية للجماعة الاقتصادية الأفريقية التي تم إقرارها في قمة أبوجا لعام 1991، إذ أن هدف إنشاء التجمع هو إلغاء كافة القيود التجارية فيما بين دول أعضاء التجمع تمهيدًا لإنشاء وحدة اقتصادية للمنطقة ، وهو ما يخدم تحقيق هدف الوحدة الأفريقية في التحليل الأخير، وقد تمّ إنشاء الكوميسا في ديسمبر عام 1994 خلفًا لمنطقة التجارة التفضيلية التي بدأت في عام 1981، وتستضيف العاصمة الزامبية لوساكا مقر سكرتارية الكوميسا . وتضم الكوميسا في عضويتها كل من، مصر ، والسودان ، وإريتريا ، وإثيوبيا ، وأنجولا، وبوروندي ، ورواندا ، وجزر القمر ، وجمهورية الكونغو الديمقراطية ، وجيبوتي ، وكينيا ، ومدغشقر ، ومالاوي ، وموريشيوس ، وناميبيا ، وأوغندا ، وسوازيلاند ، وزامبيا ، وليبيا ، وسيشيل ، وزيمبابوي ، وناميبيا. وقد وقعت مصر على الانضمام إلى اتفاقية الكوميسا في 29 يونيو من عام 1998 ، وتمّ البدء في تطبيق الإعفاءات الجمركية من باقي الدول الأعضاء اعتباراً من 17 فبراير من عام 1999 على أساس مبدأ المعاملة بالمثل، وللسلع التي تصاحبها شهادة منشأ معتمدة من الجهات المعنية بكل دولة. ومنذ انضمامها للتجمع تقوم مصر بلعب دور نشط ومحوري في تفعيل وتطوير آليات عمل الكوميسا ، وفى المشاركة في أنشطة وبرامج التجمع ، كما تستضيف مصر مقر الوكالة الإقليمية للاستثمار التابعة للكوميسا في مقر الهيئة العامة للاستثمار والمناطق الحرة . وإيمانًا منها بأهمية إقامة منطقة تجارة حرة بين دول الكوميسا كمقدمة لإنشاء السوق المشتركة، سارعت مصر للانضمام لمنطقة التجارة الحرة للكوميسا التي أعلن عن إنشائها في قمة لوساكا عام 2000، وتشارك مصر بفعّالية في شتى اجتماعات الكوميسا سواء بمقر السكرتارية بلوساكا ، أو التي تستضيفها الدول الأعضاء فضلاً عن الاجتماعات التي تستضيفها مصر، وخاصةً الاجتماعات المتعلقة بالتعاون الاقتصادي ، والتجاري، والاستثماري ، والجمركي بحكم الطبيعة الاقتصادية للتجمع . ولا يقتصر دور مصر علي المشاركة في الاجتماعات الخاصة بأنشطة تجمع الكوميسا الأفريقي، بل تقوم بإعداد وتنظيم كثير من الندوات وتقديم الدراسات الفنية، والمنح للمتدربين لدول الكوميسا، وخاصةً في مجالات الطرق ، والاتصالات والمواصلات ، والبنا التحتية والمشتريات الحكومية وغيرها ، كما تدعم الدبلوماسية المصرية باستمرار سكرتارية الكوميسا المعنية بالتفاوض حول اتفاقية للمشاركة الاقتصادية مع الاتحاد الأوروبي، انطلاقا من أهمية تحقيق مشاركات اقتصادية دائمة وشاملة مع شركاء القارة الأفريقية، و تقدم مصر كافة خبراتها التفاوضية في هذا الصدد، وذلك من واقع إبرامها لاتفاقية المشاركة المصرية – الأوروبية. وقد حدد تجمع الكوميسا عدداً من الأهداف لتعزيز وتكامل التعاون الاقتصادي بين الدول الأعضاء أهمها ، دفع عجلة التنمية المشتركة في كافة مجالات النشاط الاقتصادي ، والتبني المشترك لسياسات الاقتصاد الكلى وبرامجه،وذلك لرفع مستويات المعيشة السكانية ، وتشجيع العلاقات الحميمة بين الدول الأعضاء ، والتوصل إلى النمو المتواصل والتنمية المستدامة في الدول الأعضاء، وذلك عن طريق تشجيع هيكل إنتاج وتسويق متوازن ومتناسق والتعاون في إيجاد بيئة مشجعة للاستثمار المحلى والأجنبي ، بما في ذلك التشجيع المشترك للبحث والتكييف مع العلم والتكنولوجيا من أجل التنمية والتعاون لتشجيع السلام ، والأمن ، والاستقرار بين الدول الأعضاء بهدف تعزيز التنمية الاقتصادية في المنطقة، إضافة إلي التعاون لتقوية العلاقات بين دول السوق المشتركة وبقية دول العالم ، واتخاذ مواقف مشتركة في المجال الدولي، والإسهام في تحقيق أهداف الجماعة الاقتصادية الأفريقية ، وتعميق مفهوم المصالح الاقتصادية المتبادلة. وإضافة إلى المشاركة المصرية بفعاليات قمة الكوميسا تشهد أديس أبابا خلال الفترة المقبلة مشاركة مصرية قوية في العديد من الاجتماعات والمؤتمرات التي تستضيفها العاصمة الإثيوبية، ففي أعقاب الزيارة التاريخية للرئيس عبد الفتاح السيسي لإثيوبيا مؤخرا، ومشاركة الوفد المصري برئاسة المهندس إبراهيم محلب بقمة الكوميسا، ستشارك مصر في فعاليات مؤتمر تمويل التنمية التابع للأمم المتحدة لمناقشة موضوع تمويل التنمية وتغيير المناخ، واجتماع وزراء المالية الأفارقة، ووزراء التجارة الأفارقة، واجتماع مسئولي الصحة ومكافحة المخدرات بدول إفريقيا ، إضافة لاجتماع وزراء القوى العاملة الأفارقة لمناقشة موضوع التعاون في تدريب العمالة، واجتماع لوزراء النقل الجوى والطيران الأفارقة، وزيارة مرتقبة للعاصمة الإثيوبية يقوم بها وفد من اتحاد الكتاب المصريين، وآخر من المعهد الدبلوماسي المصري بالإضافة إلى تنظيم أسبوع ثقافي مصري بالتنسيق مع هيئة تنشيط السياحة ووزارة الثقافة.