أكد "اينار تانجن" الكاتب والمؤلف الأمريكي تعليقا على رحيل "لي كوان يو" مؤسس سنغافورة وأول رئيس وزراء لها أن "كوان يو" من الشخصيات الأكثر تأثيرا في العالم التي لن ينساها التاريخ مؤكدا إنه بالنظر إلى إرثه فإن هذا الرجل كان يحكم بشكل تنافسي وكان قادرا على نقل سنغافورة من مرحلة إلى أخرى عن طريق زيادة إجمالي الناتج المحلي لها غير أن قادة العالم في الولاياتالمتحدةوالصين وروسيا شهدوا بإنجازات هائلة لهذا الرجل العظيم. وأضاف "تانجن" الذي حل ضيفا داخل ستديو برنامج "Dialogue" على قناة "CCTV News" في حلقة الأمس أن " لي كوان يو" كان يتمتع بقدرة على إحداث توازن سياسي في علاقاته الخارجية مع كل من الولاياتالمتحدة وروسيا والصين حتى في وقت الحرب الباردة لم تكن تلك الأحداث وهذه الصراعات ذات تأثير حقيقي على سنغافورة, في الوقت الذي كانت فيه الصين تتأثر بهذه الصراعات. وأشار الكاتب الأمريكي "تانجن" إلى أن ظروف التعليم الذي تلقاه "لي كوان يو" في جامعة كامبريدج البريطانية بالإضافة إلى سفرياته المتعددة جعلت منه شخصا قادرا على الممارسة السياسية بل جعلت منه ندا قويا لدول عظمى كبريطانيا والولاياتالمتحدة مؤكدا أن "لي كوان يو" يمكن وصفه بالديكتاتور فقد ظل يحكم مايزيد عن الثلاثين عاما بقليل لكن هذه الديكتاتورية تسمى بالبراجماتية وهى القدرة على التعامل مع المشكلات وحلها وفي الحقيقة أنه لم يقم بأية علاقات مع الصين إلا بعد أن تنحى عن رئاسة الوزراء في 2011. وختم "اينار تانجن" حديثه قائلا أن " لي كوان يو" مؤسس سنغافورة الراحل تميز بشئ من الإبداع في التعامل مع المجتمع السنغافوري حيث كان هذا المجتمع منقسما إلى حد كبير فهناك الصينيون والهنود استطاع أن يجمع كل هذا الشتات ولم يجد هؤلاء أى معاناة في المجتمع. يُذكر أن الناتج المحلي قفز من 2 مليار دولار عام 1960 إلى 87 مليار دولار عام 2002. وارتفع معدل دخل الفرد السنغافوري من 435 دولار سنويا عام 1960 إلى 30 ألف دولار سنويا حاليا وهو من أعلى المعدلات في العالم. وتشكل بورصة سنغافورة حاليا ثاني أكبر مركز للتداولات المالية في آسيا بعد اليابان.