أثارت الإمكانيات التقنية الهائلة التي تتمتع بها الطائرة "إيرباص A-320 " علامات استفهام عديدة بعد تحطم طائرة ألمانية من هذا الطراز اليوم فى منطقة جبال الألب جنوبفرنسا، وعلى متنها 150 راكبًا، وطيارين، وطاقما من أربعة أفراد. الطائرة المعروفة بقدراتها الكبيرة تنتمي لواحدة من عمالقة صناعة الطيران حول العالم، فالطائرة "إيرباص إيه 320 " التي تم تسليم أول طائرة منها في 1988 تصنف فى الأصل كطائرة تجارية للمسافات القصيرة والمتوسطة، وهي الطائرة الوحيدة ذات الجسم الضيق في خطوط إنتاج ايرباص، وتأتي ضمن عائلة إيه320 عدة طرازات هي A319، A318 وA321 بالإضافة إلي طائرات ACJ المخصصة لرجال الأعمال . وتمتع هذه الطائرة بالعديد من المزايا التي تثير جدلا حادا بعد سقوطها، ومن بينها استخدامها نظام التحكم "طيران بالسلك" للطيران التجارى، وهي تقنية رقمية حديثة تسهل لطاقم الطائرة قيادتها، ولمهندسى الطائرة صيانتها بسهولة ويسر، وهو أهم ما يميز عائلة إيه320، حيث تعد أفضل الطائرات بمبيعات تصل إلي 5000 طائرة وبخط إنتاج يصل إلى 42 طائرة شهريا. وشرعت ايرباص إلى تطوير نوع إيه320 واطلقت عليه اسم إيرباص إيه 320 نيو، حيث وصلت طلبيات هذا الطراز المحدث في الربع الثاني من عام 2011 إلى أكثر من 220 طائرة سوف يبدأ تسليمها ابتداء من 2016، وهو ما يعني تفضيل شركات الطيران لعائلة إيه320 أكثر من منافستها بوينج 737. وتمتاز الطائرة إيه320 عن غيرها من الطائرات بتقنياتها العالية، ومن أبرزها قدرة الطائرة على التعامل مع أعطالها ذاتيًّا، حيث تستطيع اكتشاف المشكلات التى تصيب أيا من أجزائها، وتظهر هذه المشكلات على شاشات الكمبيوتر فى كابينة القيادة، مما يجعل أعطالها معروفة ويمكن صيانتها سريعًا، وهو ما يثير الشكوك وعلامات الاستفهام حول أسباب تحطمها اليوم. يضاف إلى تلك المزايا أيضا أن الطائرة 320 A- مزودة بأحدث الأنظمة الملاحية وأنظمة الاتصالات والكمبيوترات والتجهيزات المعدلة حسب تعاميم الطيران المدني العالمية، ومن أهمها نظام العطالة الملاحي، ونظام منع التصادم الجوي بين الطائرات، فضلا عن تزويدها بنظام يمكنها من الهبوط في ظروف الرؤية السيئة، ونظام آخر يتيح لها إنقاص الفصل العمودي بين الطائرات. كما أن"إيرباص إيه 320 " هي أول طائرة تجارية نفاثة تحتوي نظام طيران كامل بواسطة نظام تحكم سلكي، وتملك خاصية توزيع واسع للمواد المركبة بحيث يقل الوزن، وتقنيات متقدمة تحوي نظام رفع آلي لحمولة الركاب للسماح بطيران سلس ومريح، بالإضافة إلى وجود نظام للإنذار المبكر في حجرة القيادة، وتكنولوجيا عالية في المحركات للتقليل من الضجيج و استهلاك الوقود. اللافت فى الأمر أن الطائرة المنكوبة تم اختيارها أيضا من العديد من شركات الطيران التي تسعى لخفض قيمة التذاكر، مما منحها ميزة تنافسية في مواجهة بوينغ 737 التي كانت تستحوذ سابقا على هذا المجال، لدرجة أنها تخطت في عام 2003 البوينغ لأول مرة بتاريخها، من حيث عدد الطلبات والمبيعات. وتعد حادثة الإيرباص إيه 320 اليوم أسوأ كارثة جوية تقع على الأراضي الفرنسية منذ تحطم طائرة الكونكورد التي أقلعت من مطار رواسي في 25 يوليو 2000 والتي أودت بحياة 113 قتيلا.. كما تصنف على انها اسوأ حادث بالبلاد منذ اكثر من 40 عاما، حينما تحطمت طائرة "دي سي-10" التابعة للخطوط الجوية التركية، لتخلف 346 قتيلا في مارس 1974.