اسلام آباد : نفت حركة "طالبان باكستان" السبت مسئوليتها عن الهجومين اللذين استهدفا مسجدين في بيشاور بشمال غرب باكستان واسفرا عن مقتل أكثر من سبعين شخصا وإصابة نحو 120 آخرين، فيما نددت واشنطن والأمم المتحدة بهذه الاعتداءات. وقال المتحدث باسم "طالبان باكستان" عزام طارق: "لسنا مسئولين عن هذا الهجوم" مؤكدا ان رجاله "لا يستهدفون المدنيين على الاطلاق". وقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية مارك تونر: "أيا كان منفذ الهجوم فقد أظهر تجاهلا للشعب الباكستاني ودين التسامح الذي ينتمون إليه"، مضيفا أن "الولاياتالمتحدة ستواصل العمل مع الحكومة الباكستانية لمحاربة التطرف". ومن جانبه، أعرب الامين العام للامم المتحدة بان كي مون عن صدمته بعد الاعتداءين وقال المتحدث في بيان ان "الامين العام يندد باشد العبارات بالاعتداءين الارهابيين الجمعة ضد مسجدين في شمال شرق باكستان". واضاف ان "الامين العام يشعر بالصدمة ازاء القتل الاعمى للمدنيين في مكان عبادة وهو ما لا يمكن تبريره اطلاقا". ويدورها ، دانت المنسقة العليا للسياسة الخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون "بشدة" التفجيرات. وأضافت اشتون في بيان انه "ليس هناك مبرر لهذا العمل الارهابي" مؤكدة ان مثل هذه الهجمات "تعزز عزم الاتحاد الأوروبي للعمل مع شعب باكستان نحو مستقبل آمن ومزدهر". وقتل 65 شخصا على الاقل وجرح 120 في الهجومين اللذين استهدفا مسجدين في شمال غربي باكستان المنطقة التي تتعرض لهجمات من قبل حركة طالبان وحلفائها. وفي بلدة اخوروال القريبة من بيشاور، تسلل انتحاري الى مسجد من بابه الخلفي وفجر حزامه الناسف وسط المصلين الذين كانوا يؤدون صلاة الجمعة، على ما اكد المسئول في الادارة المحلية خالد عمر ضائي. ومن بين القتلى 11 طفلا. واخوروال هي قرية والي محمد وهو من اعيان المنطقة انشأ عام 2007 ميليشيا قبلية لمحاربة طالبان. وصرح الزعيم القبلي صحبة خان افريدي: "نعتقد ان طالبان نفذت هذا الهجوم" مؤكدا ان المتمردين استهدفوا عناصر الميليشيا. ودمر جزء من منزل والي محمد المجاور. وتحول المسجد الى كومة من الحجارة ولم يبق منه سوى جدار واحد من جدرانه الاربعة. وانتشرت بقع الدماء والاشلاء على الركام بعد ساعات على الهجوم. كما استهدف هجوم مسجدا اخر في قرية سليمان خال التي تبعد 15 كلم. حيث القيت اربع قنابل يدوية على الاقل على المبنى ما ادى الى مقتل اربعة اشخاص على الاقل واصابة 14 بجروح، على ما صرح مدير المسجد حميد افريدي. وقتل حوالى 3800 شخص منذ صيف 2007 في سلسلة اعمال عنف في سائر انحاء البلاد بلغ عددها حوالى 400 بين هجمات وتفجيرات, غالبيتها انتحارية تبنتها حركة طالبان المتحالفة مع تنظيم القاعدة، او نسبت اليها او الى مجموعات اخرى متحالفة معها. وتشن وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي آي ايه" بشكل شبه يومي غارات بواسطة طائرات من دون طيار تستهدف عناصر وقياديين في حركتي طالبان الباكستانية والافغانية وتنظيم القاعدة في المناطق القبلية الباكستانية. وخسر الجيش الباكستاني اكثر من 2400 جندي في المناطق القبلية منذ نهاية 2001 حين انضمت اسلام اباد الى واشنطن في الحرب التي اعلنتها الاخيرة على تنظيم القاعدة الذي تبنى هجمات الحادي عشر من سبتمبر/ ايلول 2001. غير ان مسؤولين امريكيين عديدين يتهمون السلطات الباكستانية بعدم بذل كل ما يسعها من اجل مكافحة القاعدة وحركة طالبان الافغانية.