فشلت المفاوضات التي تجرى في صنعاء بين القوى اليمنية برعاية جمال بن عمر مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه إلى اليمن في التوصل إلى توافق حول تشكيل مجلس رئاسي، وذلك بسبب تباين مواقف الطرفين المؤيد للرئيس عبد ربه منصور هادى والمعارض له. فعلى الرغم من إعلان حمزة الحوثي عضو المجلس السياسي أن هناك توافقا عاما بين المكونات السياسية حول المجلس الرئاسي وأن مهامه ستكون هي مهام الرئيس إلا أن مصادر في المفاوضات في تكتل اللقاء المشترك المؤيد لهادى ، أكدت أنه لم يتم التوافق على مجلس رئاسي وأن الحديث حول مجلس رئاسي أثار العديد من التساؤلات حول الأسس القانونية التي يمكن أن يستند إليها مثل هذا التوجه في ظل وجود رئيس جمهورية يتمتع بشرعية دستورية وتوافقية ويحظى باعتراف إقليمي وأممي. وأوضحت المصادر أن ممثلي حزبي الإصلاح والناصري ( العضوان في تكتل اللقاء المشترك) حضرا جلسة المفاوضات الليلة الماضية ولم يتحدثا في هذا الموضوع وتمسكا بموقف حزبيهما الرافض لمناقشة موضوع الرئاسة في ظل وجود رئيس معترف به يمارس مهامه من محافظة "عدن" جنوب البلاد. كانت مصادر قريبة من أنصار الله الحوثيين وحليفها حزب المؤتمر الشعبي العام - الذى يتزعمه الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح - قد تحدثت عن وجود توافق فى جلسة الليلة الماضية بشأن شكل وعدد أعضاء المجلس ، وأن يتكون من 5 أعضاء على أن يكون لتكتل أحزاب اللقاء المشترك ممثل بالمجلس ، وممثل للمؤتمر الشعبي وحلفائه ، وممثل لجماعة انصار الله ، وممثل للحراك الجنوبي فيما يكون الشخص الخامس من الجنوب بشرط ان يتوافق عليه الجميع ، وأنه سيتم عقد جلسة جديدة مساء اليوم لاستكمال المناقشة حول المجلس الرئاسي وأنه من المفترض حل هذه المسألة الليلة. كانت مفاوضات القوى السياسية اليمنية قد توقف منذ الثلاثاء الماضي لسفر جمال بن عمر الى السعودية وقطر واستؤنفت أمس في ظل ثبات مواقف الطرفين المتعارضين ، فالمؤيد لهادى يرى عدم مناقشة موضوع المجلس الرئاسي لوجود رئيس شرعي ، والمعارض له - وهم الحوثيون والمؤتمر- يري أنه فقد شرعيته باستقالته ثم هروبه الى عدن ، وبذلك فإن المفاوضات لن تؤدى إلى نتيجة ، خاصة وأن كل طرف يرى أنه صاحب الشرعية. وعند طرح موضوع المجلس الرئاسي أعلن ممثل الحزب الاشتراكي أنه لا يوجد تكتل أسمه اللقاء المشترك وان كل حزب يتحدث بصفته - في إشارة إلى إعلان التكتل الوطني للإنقاذ المعارض للحوثيين أمس - والذى يضم أحزابا عدة من التكتل ولم يضم الاشتراكي العضو في اللقاء المشترك. وتستمر مفاوضات القوى اليمنية في الوقت الذى تستمر فيه التحضيرات لنقلها إلى الرياض تحت رعاية دول مجلس التعاون الخليجي ، وقد رفض الحوثيون نقلها خارج اليمن ، وربط حزب المؤتمر الموافقة على ذلك بموافقة الحوثيين.