أقيمت ندوة " أهمية الوثائق في حفظ التاريخ العماني " وذلك بقاعة العوتبي ، بمعرض مسقط الدولي للكتاب في دورته العشرين ، حيث قدم الدكتور عبدالعزيز بن هلال الخروصي ، مدير دائرة البحوث والدراسات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية ، ورقة عمل بعنوان (التاريخ الشفوي ذاكرة الإنسان وتاريخُ الأوطان)، تحدث فيها المحاضر عن مشروع التاريخ الشفوي الذي تقوم هيئه الوثائق والمخطوطات الوطنية بتطبيقه من خلال جمع الروايات من بعض الشخصيات القديمة وذلك من خلال المقابلات التي يجريها مختصين من الهيئة لجمع المعلومات التي يختزنونها في عقولهم . وعرف الدكتور الخروصي التاريخ الشفوي (المروي) باعتباره من الوثائق المهمة، والتي لا تقل أهمية عن الوثائق المدوّنة فهي تحفظ جوانب مهمة من ذاكرة الوطن. وتطرق الدكتور في حديثه إلى التعريف بمفهوم التاريخ الشفوي فهو الرواية التي تتناقلها الألسن من شخص لآخر، أو من جيل لجيل، ولم تجد العناية أو الاهتمام لتدوينها، وتحمل في طياتها معلومات قيّمة في مختلف المجالات ، مشيرا إنّ الرواة ومن لديهم المعلومة ومن عايشوا الأحداث أو صنعوها، أو سمعوا عنها، وأولئك الذين انتقلت اليهم تلك المعلومات من جيل لآخر، يُعدُّون مصادر ومراجع للوثائق الشفوية. وأشار الدكتور الخروصي إلى أن مشروع التاريخ الشفوي انطلق العمل فيه اعتباراً من 2012/12/17، وستشرع الهيئة في القريب بتنظيم ندوات وملتقيات في محافظات السلطنة من أجل تعريف المواطنين والباحثين والمهتمين بالتاريخ الشفوي العُماني بمختلف ميادينه ، ولكي يكون فريق العمل بالقرب من الجميع ، موضحا انه ومن أجل تسهيل عملية المتابعة والاستفادة مستقبلاً من هذه المقابلات، فإنه سيتم إعداد قاعدة بيانات، وتصنيفها بحيث تحتوي على أسماء لأشخاص (الرواة)، ومجالات المقابلات ومضامينها، والكلمات الدالة، وتقسيمها إلى مقابلات رئيسية، تتخللها أقسام فرعية قد تنبثق عن المقابلة الواحدة، والتي بلا شك ستسهل من عملية الاطلاع عليها. و قدم الدكتور عبد العزيز الخروصي في نهاية ورقته عرضا مرئيا لبعض المقابلات التي قامت بها الهيئة مع بعض المواطنين ممن عاشوا فترات تاريخيه سابقه ولديهم مخزون معرفي وفكري مما عايشوه. من جانبه تحدث محمد بن حميد بن سالم السليمي رئيس قسم الترميم من هيئة الوثائق والمخطوطات عن ترميم الوثائق والمخطوطات، وقد عرف عملية الترميم باعتبارها عملية فنية ذوقية تقوم على إعادة تأهيل الوثيقة من خلال تجميع وترتيب وتنسيق مكوناتها الأصلية دون المساس بمحتواها المعرفي؛ حيث تخضع الوثيقة خلال هذه العملية لسلسلة من الاختبارات والمراحل وفقاً للضرر الذي تعرضت له وكذلك وفقاً للحاجة لتدخل المرمم. وأوضح السليمي أهمية عملية الترميم للحفاظ على هوية الوثيقة من حيث الشكل واللون والترتيب بشرط عدم التدخل في المحتوى المعرفي، موضحا الحاجة التي تدعو الى ترميم الوثائق وهي الاستخدام البشري من حمل الوثائق و نقلها من مكان لآخر و فتحها و طيها و تغليفها. وعرف قيس بن عبدالله الكندي فني وثائق ومحفوظات بهيئة الوثائق والمحفوظات الوثائق الخاصة في ورقته عن الوثائق الخاصة، حيث عرفها بأنها هي الوثائق التي تهم الصالح العام والتي يملكها أو يحوزها الفرد أو العائلة أو القبيلة وتتضمن معلومات أو بيانات تتجاوز نطاق أي منهم ويمكن الاستفادة منها في البحوث والدراسات. وتأتي أهمية هذه الوثائق الخاصة في أنها تحفظ تاريخ العائلات والأنساب ،والوثائق التي تهم الصالح العام، وتشكل مصدرا مهما للباحثين وطلاب العلم والمهتمين بالبحوث والدراسات، حيث تقوم الهيئة بشراء الوثائق الخاصة حسب المادة رقم (36) التي تنص ان للهيئة حق شراء أي وثائق خاصة تهم الصالح العام ويتم تقييم هذه الوثائق وتحديد ثمنها عن طريق لجنة تشكل لهذا الغرض على النحو الذي تبينه اللائحة. وقدم المحاضر عرضا مرئيا عرض فيه بعض من صور ونماذج من الوثائق الخاصة وكيف تقوم الهيئة بحفظها والزيارات الميدانية التي تقوم بها لجمعها.