معظم الناس يبحثون عن طعم الفرحة ويشتاقون من قلوبهم للاستمتاع بهذا الإحساس الجميل. إحساس الفرحة التي ترطب القلب وتشرح النفس. إحساس الحلاوة والجمال والاطمئنان يسري ببطء ووضوح في جسم الإنسان. إحساس السعادة التي حيرت الكل. وأتعبت الكل. ويئس منه الكل ! لماذا ودون أن نشعر اختفت أحاسيس الفرحة من حياتنا. علي المستوي الشخصي قبل العام لماذا لم نسعد نسمع خبراً يغير لون حياتنا. ولو لفترة محدودة ؟.. لماذا لا يدق جرس تليفوننا أبدا بمن يسمعنا خبراً سعيداً ؟.. لماذا لا يحمل لنا ساعي البريد رسالة اعتذار وتعويض مناسب. من كل الذين جرحونا والذين ظلمونا. تعيد لنا إيماننا بالدنيا لا تزال بخير. وبأن الحق أحق من الباطل. أو أننا لم نعط عمرنا وحياتنا لمن لا يعرف معني المقابل ؟.. لماذا لا يتبدد روتين حياتنا ولو للحظات أو دقائق أو ساعات. وتدق الأخبار المفرحة أبوابنا علي غير انتظار ! فنسمع أن الذين نحبهم يعيشون في سعادة. ونسعد لهم ونسعد أنفسنا بهم ؟.. وهل تميز الفرحة بين ناس.. وناس ؟ هل الفرحة للمحظوظين فقط. أم لمن غابت الفرحة عن سنين حياته. وأصبح يحلم بها كما تحلم الأرض العطشي بعطاء الأمطار ؟ هل اختارت الفرحة أن تذهب للأشرار المحظوظين. وتبعد عن الطيبين المحتاجين ؟.. هل للفرحة.. ناسها ؟ وهل مكتوب علينا ألا نكون هؤلاء الناس. وأن نظل كالنبات " المخوخ". في صحراء واسعة. لا قطرة ماء تغيث من حر الدنيا. ولا لحظة فرحة في مواجهة أعوام من اللهاث والسعي. والنجاح والفشل والابتسامات القليلة والدموع الكثيرة ؟ وستظل الفرحة أملاً لبني آدم. وحلماً يعيش به حياته مهما كانت. لا يعرف كم يستمر الحال علي ما هو عليه. حتي تأتي هذه اللحظة السحرية العبقرية. لحظة الفرحة الصادقة ! لكني أنظر إلي حالي وأحوالي. فأجدني ألهث بشعور العرفان والحمد. فقد أخذت أكثر مما استحق وكما ادخرت لي الأيام صفحات مؤلمة. كان الله يخصني بما لم أتوقع من خير وراحة. وأنني حصلت في نهاية رحلة العمر علي الحلم الذي حلمته. والصدق الذي انتظرته. والعمر الحقيقي الذي كنت أظن أنه ضاع مني ! حصلت عليك !