أدان رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس بأشد العبارات مبادرة برلمانيين فرنسيين بلقاء الرئيس السوري بشار الأسد. واعتبر فالس حسبما ورد بوكالة أنباء الشرق الأوسط، أن هذا اللقاء بمثابة "خطأ اخلاقي" من قبل هؤلاء البرلمانيين الذين "يمثلون السيادة الوطنية" لبلاده، مشيرا إلى مسؤولية الرئيس السوري عن مقتل عشرات الآلاف من الأشخاص. وكانت وزارة الخارجية قد أشارت الاثنين، إلى أن البرلمانيين لم "يحملوا أي رسالة رسمية" وأن مبادرتهم لم يتم التشاور بشأنها مع الوزارة. والتقى ثلاثة برلمانيين فرنسيين أمس بالرئيس السوري بشار الأسد في دمشق، في زيارة تشكل تحديا للسياسة الرسمية الفرنسية القاضية بقطع كافة العلاقات مع الأسد، ومن شأنها تشجيع المطالبين بمعاودة الحوار مع حكومته. وضم الوفد أربعة برلمانيين هم چاك ميار في الاتحاد من أجل حركة شعبية (يمين)، جيرار بابت من الغالبية الاشتراكية ورئيس مجموعة الصداقة الفرنسية السورية، وجان بيار فيال عضو مجلس الشيوخ ورئيس لجنة الصداقة الفرنسية السورية بالمجلس، وفرنسوا زوكيتو، عضو مجلس الشيوخ من الوسط. وصرح أحدهم وهو چاك ميار الذي وصف الزيارة بأنها "مهمة شخصية": "لقد التقينا بشار الأسد لمدة ساعة.. وكانت الأمور جيدة جداً وسنقدم تقريرا لمن يهمه الامر"، رافضاً في الوقت نفسه تحديد مضمون المحادثات. ويشار إلى أن فرنسا قد قررت في 2 مارس 2012 إغلاق سفارتها بدمشق ثم قررت في 29 مايو من نفس العام في إطار مبادرة مشتركة لخمس دول أوروبية اعلان السفيرة السورية و دبلوماسيين أخرين غير مرحب بهم على أراضيها. وتطالب باريس- التي تقدم دعما عسكرياً وسياسياً "للمعارضة المعتدلة" في سوريا - بمغادرة الرئيس بشار الأسد، معتبرة أنه لا يمكن أن يكون جزءاً من حل سياسي لإنهاء النزاع السوري الذي أوقع أكثر من 210 آلاف قتيل خلال الأعوام الأربعة الماضية.