السيسي يشهد اليوم حفل تخريج دفعة جديدة من طلبة كلية الشرطة 2025    أسعار الذهب اليوم الأربعاء 8 أكتوبر 2025 وعيار 21 الآن بعد آخر زيادة    ارتفاع الطماطم.. أسعار الخضروات والفاكهة اليوم 8 أكتوبر 2025 في الغربية    بعد استغاثة المواطنين، إصلاح الهبوط الأرضي المفاجئ بشارع الترعة في المنصورة (صور)    رئيس وزراء ماليزيا يطالب بالإفراج عن مواطنيه المشاركين في أسطول الحرية    بعد "الصمود"، إسرائيل تستعد لاعتراض "أسطول الضمير" قبل وصوله إلى غزة الليلة    عاجل- إحالة رئيسة وزراء إيطاليا ووزيري الدفاع والخارجية للمحكمة الجنائية الدولية    فيفا: منتخب مصر يبحث عن النهاية السعيدة فى تصفيات كأس العالم 2026    صافرة مصرية تدير أولمبيك اسفي المغربي الملعب التونسي في الكونفيدرالية    خريف بطعم الشتاء، انخفاض كبير بدرجات الحرارة، أمطار على الوجه البحري، ارتفاع الأمواج بشواطئ البحر المتوسط    انتداب المعمل الجنائي لمعاينة حريق مخزن أخشاب في طوخ    تامر حسني يحيي حفلا في الساحل الشمالي الجمعة المقبل    محمد سعيد محفوظ ل "الفجر الفني": مهرجان الإسكندرية السينمائي قدم جرعة سينمائية متميزة    عاجل- خالد العنانى يتسلم إدارة اليونسكو رسميًا منتصف نوفمبر كأول مصري وعربي    توصلوا إلى مفتاح القتل، "علاج ثوري" قد يُنهي عذاب حصوات الكلى    بوتين: روسيا تسيطر على 5 آلاف كيلومتر مربع في أوكرانيا هذا العام    وزير التعليم للرئيس السيسي: 88% من طلاب الثانوية التحقوا بالبكالوريا    ترحيل عصام صاصا وآخرين لقسم شرطة دار السلام بعد إخلاء سبيلهم    ضبط المتهم بالتعدي على شقيقتين أثناء سيرهن بأحد شوارع القاهرة    البيت الأبيض يحذر من الإغلاق الحكومي الأمريكي| خسائر اقتصادية تقدر ب15 مليار دولار أسبوعياً    الخارجية المصرية: إجراءات إثيوبيا الأحادية على النيل تسببت في غرق أراضي مصرية وسودانية    اعرف اسعار الدواجن اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    باسم يوسف: فقدت أهلية إني أكون طبيب.. «15 سنة ما حطّتش إيدي على عيّان»    باسم يوسف: مصر وحشتني.. وخايف أرجع لها أحس إني غريب    «كنت أسير خلفه».. كيف بشر نبي الله الراحل أحمد عمر هاشم بمستقبله    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخيرا بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الأربعاء 8 أكتوبر    توقف حركة القطارات بقنا بسبب مشاجرة بالأسلحة النارية بين عائلتين في دشنا    ولي العهد السعودي والعاهل الأردني يستعرضان هاتفيا جهود تحقيق الأمن والاستقرار إقليميا    أسعار الفراخ اليوم 8 أكتوبر.. اعرف التسعيرة من بورصة الدواجن    نائب رئيس الزمالك: «مفيش فلوس نسفر الفرق.. ووصلنا لمرحلة الجمود»    ابنة أحمد راتب: أشهد الله أنك يا حبيبي تركت في الدنيا ابنة راضية عنك    قبل ساعات من فتح باب الترشح لانتخابات النواب.. زحام أمام المحكمة لتقديم الأوراق    مواقيت الصلاة في الشرقية اليوم الأربعاء 8102025    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    أسعار الحديد في الشرقية اليوم الأربعاء 8102025    في اليوم العالمي للفتاة.. كوبتك أورفانز تحتفي بفتياتها المُلهمات    آخر موعد للتقديم في منحة أشبال مصر الرقمية 2025.. منحة مجانية وشهادة معتمدة لطلاب الإعدادية والثانوية    افتتاح أول نادي للفتيات بالرزيقات قبلي بالأقصر.. خطوة جديدة نحو تمكين المرأة في الصعيد    الخريطة الكاملة لأماكن ومواعيد قطع الكهرباء عن محافظة الدقهلية «اعرف منطقتك»    أوقاف المنيا تعقد 45 ندوة علمية ضمن برنامج المنبر الثابت    «تعابين متعرفش تمسكها».. 3 أبراج بارعة في الكذب    «لو أنت قوي الملاحظة».. اعثر على الوجه المخفي في 10 ثوان    «صحح مفاهيمك» تنشر الوعي وتتصدى للظواهر السلبية بالمنوفية    «خيار مناسب».. ميدو يعلق على اقتراب ثورب من تدريب الأهلي    مباحث أسوان تكثف جهودها لكشف ملابسات مقتل أم وابنتها داخل منزلهن    العثور على جثة طفل داخل المقابر في قنا    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا    لمنع احتراق البقايا والحفاظ على طعم المأكولات.. خطوات تنظيف الفرن بلا مجهود    الأكثر العادات الغذائية ضررًا.. كيف يفتك هذا المشروب بصحتك؟    عاجل- قوائم تبادل الأسرى تكشف أسماء بارزة.. ومصر تكثف تحركاتها لضمان نجاح اتفاق خطة ترامب وتهدئة الأوضاع في غزة    فيريرا يخطر أجانب الزمالك بموعد الانتظام في التدريبات تجنبا للعقوبات    "هزم السرطان".. سائق بالبحيرة باكيًا: ربنا نجاني بدعوات الأهالي وقررت أوصل المواطنين أسبوع بالمجان (فيديو)    د. عمرو عبد المنعم يكتب: الإخوان والمزايدة الرخيصة على حماس    صراع ثلاثي على صدارة هدافي الدوري الإيطالي قبل التوقف الدولي    محمد عز: فوز الأهلي 2009 على بيراميدز جاء عن جدارة واستحقاق    حفل إطلاق النسخ المترجمة لكتابى أحمد أبو الغيط «شهادتي» و«شاهد على الحرب والسلام»    وجبات عشاء صحية في لمح البصر.. حضّرها في 10 دقائق فقط    بورسعيد الدولية لحفظ القرآن الكريم: أحمد عمر هاشم خدم كتاب الله وساند المسابقة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



طارق البشري يدعو الدولة لتقديم مبادرة لحل الأزمة في البلاد
نشر في محيط يوم 24 - 02 - 2015

دعا المفكر والمؤرخ المصري طارق البشري، الدولة المصرية إلى طرح مبادرة لإنهاء الأزمة في البلاد، والسعودية إلى التدخل لتخفيف الاحتقان السياسي.
وفي مقابلة خاصة مع وكالة "الأناضول" تحدث فيها عن الانتخابات البرلمانية وثورة يناير 2011، دعا البشري الذي شغل منصب النائب الأول السابق لرئيس مجلس الدولة المصري إلي الحفاظ علي الدولة والإبقاء عليها قائلا: "وجود الدولة في مصر مهم وباق وعلينا أن نحفظه وأن نستبقيه عبر تشارك من الشعب".
وأشار المفكر المصري إلى أن الصراع سيبقي قائما بين 3 قوي رئيسية: الدولة وعصبها القوات المسلحة، والإسلاميين الذين لديهم تنظيمات شعبية، والنخب الليبرالية التي لها قوة التأثير في الإعلام وانحازت للقوي الأولي منذ أحداث 3 يوليو 2013، وعلي الدولة وهي الأقوى أن تمد الأيدي لتسع الجميع.
وإلي نص الحوار كاملا:
كيف تري مصر بعد أكثر من عام ونصف من أحداث 3 يوليو 2013؟
- (بعد فترة صمت مطرق الرأس) أرى أن مصر بعد 30 يونيو و3 يوليو 2013 ، قد عاد نظامها السياسي إلى ما قبل 25 يناير 2011، بمعني أنه عاد من جديد، لأن تكون الدولة وأجهزة الدولة المصرية هي السلطة والقوة السياسية الوحيدة المسيطرة علي المجتمع والدولة والإعلام، دون أي سلطة أخري وقوة أخري من القوي السياسية الموجودة في المجتمع.
وكان كلّ رجاءنا أن تؤدي ثورة 25 يناير 2011، إلى نوع من أنواع التوازن بين سلطات الدولة وبين القوي السياسة الأهلية الموجودة في المجتمع؛ لتستطيع من خلال تنظيماتها الشعبية أن توازن قوة الدولة ولا تجعلها سلطة وحيدة في المجتمع، ليس لها ما يوازيها من حركات وتنظيمات شعبية.
لكن البعض يري أن ثورة "25 يناير" انتهت إلى إضعاف الدولة؟
- (بحزم)، ثورة 25 يناير لم تكن لإضعاف الدولة، بالعكس إن حكم حسني مبارك أدى إلي إضعاف وتفكيك الدولة المصرية، وهذا كان خطر علينا، ونحن نعرف قيمة الدولة وقدرها ولابدّ أن تكون قوية ومتماسكة ومتينة. وكان مطلوبا من ثورة 25 يناير إعادة تكوين الدولة المصري بشكل متماسك وقويّ ومتين، وكان مطلوب مع هذا وبجواره وبما لا ينفصل عنه أبدا أن يكون هناك وجود قوي شعبية تنظيمية تؤدي قدرا من الخدمات عن الدولة، وتكون موازنة للدولة وموازية لها وقادرة علي إضعاف روح الاستبداد الذي ورثتها الدولة المصرية تاريخا في الحقب الماضية.
يرى البعض أن ثورة يناير لم تحقق أهدافها التي خرجت من أجلها، فما رأيكم؟
- مصر عادت إلى ما قبل 25 يناير (2011 ) ولكن بمجموعة حاكمة جديدة مختلفة، وعموما الثورة تقوم بها قوي سياسية تتجمع جميعا لتغيير الأوضاع القائمة، وهذه القوي نفسها بتجمعها هذا أدت إلى سقوط أشخاص أو نظام موجود كان من المفروض أن يكون سقط.
والقوي السياسية في علاقاتها مع بعضها تغيرت مع تغيير الثورة و دخلوا في صراع مع بعض حول من ينفرد بالحكم في صراع حول حصة كلّ منهما في حكم البلاد.
والذي قام بثورة يناير قوي شعبية منظمة وغير منظمة، والقوي التي تسمي نفسها بالليبرالية كانت بشكل عام في الإعلام ثم جهاز الدولة عن طريق حركة 10 و11 فبراير 2011 (في إشارة إلي المجلس العسكري الذي تولي إدارة شؤون البلاد بعد تنحي مبارك)، وبعد ذلك بدا الصراع بين هذه القوي.
يعترض البعض على الأوضاع الحالية في مصر، فما الأسباب من وجهة نظركم؟
- الحال الذي اتخذ في 3 يوليو 2013، من إلغاء الدستور الذي وافق عليه شعبيا وبإرادة شعبية وسليمة وحرة عام 2012 وإلغاء الانتخابات التي تمت والتي أجريت في عهد القوات المسلحة الذي يذكر لها حياديتها ونزاهتها وإدارتها للانتخابات والاستفتاءات التي جرت من الفترة 25 يناير 2011 إلي ما انتهت إليه 30 يونيو 2012 (انتخاب الرئيس الأسبق محمد مرسي)، ولابد أن نذكر أن الحكم الذي كان قائما في عام 2012 (في إشارة لحكم مرسي ) نعرف جيدا مثالبه ونعرف أنه فعلا ليس قادرا على إدارة البلاد إدارة جيدة، ولكن كنا نريد أن يتغير هذا الوضع بالانتخاب وليس "الانقلاب"، وأن نحافظ علي الروح الانتخابية.
ما هي القوى التي برزت بعد ثورة يناير، وكيف بدأ الصراع فيما بينها؟
- القوى السياسية بعد ثورة يناير هي التيار الإسلامي وهو قوة منظمة ولها قدرة على تنظيم وجمع الجماهير وقادرة علي اتخاذ القرارات ووصول القرارات إلي الشارع، والقوة الثانية قوة الدولة؛ أكبر قوة موجودة ومنظمة في مصر والقوات المسلحة هي العمود الفقري لها بحسب الضبط والتنظيم فيها، والقوة الثالثة بما يسمي بالاتجاه الليبرالي أو الطبقة الوسطي الفكرية التي فعلا كانت لها وجود في الإعلام أعطاها قدرة من التأثير السياسي الكبير، ولكن ليس كقوى تنظيمية شعبية في الشارع.
وصار الصراع قائما بين القوي الشعبية الممثلة في التوجه الإسلامي وقوة الدولة، أما القوة الثالثة ظلت لا تستطيع أن تنفرد بالحكم أو تصل للحكم وإنما تستطيع أن تثقل موازين أي قوي من القوتين بانضمامها إليه، وكانت مع ثورة 25 يناير وقامت بدور كبير جدا وبعد الثورة أصبحت تخشي من التيار الإسلامي لأنها تعادي هذا التيار من الناحية الأيديولوجية الفكرية وأثارت الخلاف الفكري معه وانضمت إلى القوات المسلحة في هذا الموقف فيما بعد (في إشارة للإطاحة بمرسي من الحكم).
وكان كلّ ما كنا نرجوه بعد 25 يناير، وكنت أرجوه شخصيا جدا، ألا تستبعد أي من هذه القوي الثلاثة بعضها البعض ولكن أن توجد صيغة للمشاركة بينها دون استبعاد، وعبر الموافقة علي قدر من المشاركة يمكّن تطور البلد واستمرارها وأن توضع خطة لها سياسية واجتماعية واقتصادية تؤدي بها إلي النهضة.
هل طرحكم حول إمكانية تشارك هذه القوي الثلاثة وارد أن يطبق خلال الفترة المقبلة حفاظا علي الدولة المصرية؟
المشكلة أنه أثيرت في المجتمع روح الاستبعاد دون روح المشاركة، لكن يجب أن نعرف أن الدولة في مصر لازمة للمجتمع المصري أكثر من أي مجتمع آخر، فليس لدينا طوائف أو قبائل في مصر، عندنا في مصر وجود الدولة ليس فقط لدور حماية الأمن القومي وإجراء توازن بين مكونات المجتمع المصري بعضها البعض وإنما تقريبا تقوم أيضا بدور الإدارة الاجتماعية للمجتمع المصري فمثلا لبنان الطوائف تقوم بدور مهم في الشؤون اليومية الذاتية لكل طائفة وفي السعودية والسودان القبائل تقوم بدور ووجود في هذا الشكل.
والدولة عندنا في مصر تقوم بهذا الدور، ولذا وجود الدولة في مصر مهم وباق وعلينا أن نحفظه وأن نستبقيه عبر تشارك من الشعب، فعيب الدولة الأساسي أنها جنحت للاستبداد من 1952 للآن، لذا اعتادت علي هذه الروح الاستبدادية والمهم أن نخرجها من هذا الإطار وكنا نأمل أن ثورة 25 يناير تؤدي بنا إلي هذا الأمر .
لكن هل يمكن أن نقول أن ثورة 25 يناير فشلت وانتهت في ظل أوضاع الصراع الحالية؟
- الثورة مستمرة ليس بمعني الصخب وإنما بمعني إعادة صياغة بين العلاقات الاجتماعية والعلاقات السياسية وبين القوي المختلفة في المجتمع المصري وما تزال عملية مطروحة والضغوط فيها مستمرة، ولا توجد ثورة تنتهي وتأتي نتائجها خلال عام أو عامين ولكن تستمر بعض الوقت، ففي ثورة 1919، كانت أول انتخابات تتم بعدها في 1924 وظلت التنظيمات والقوي المختلفة في شد وجذب وثورة 23 يوليو 1952 لم تظهر قواها السياسة إلا بعد عدة سنوات، فهذه المسائل تأخذ وقتا.
البعض يري أن هناك مجلسا عسكريا يسيطر بشكل آو بآخر، وهناك إخوان يرفضون بقاء السيسي وهناك نخب سياسية ليبرالية متذبذبة، لا تريد أن تذهب للثورة خشية مجيء الإسلاميين، فكيف نطبق طرحكم لنخرج من هذا المأزق؟
- أنا معك فيما تقول، لكن لدي تحفظ فالنخب الليبرالية ليس متذبذبة لقد حسمت مواقفها مع الاستبداد، إذا كانت الديمقراطية والحركة الشعبية ستؤدي إلي وصول أو مشاركة الإسلاميين في الحكم، وهذه تجربة السنوات الثلاثة الماضية وعليها أن تغير من نفسها وتعرف تجربتها والمطلوب منها أن تعيد بناء نفسها بالشكل الذي يقبل وجود حركة إسلامية منظمة في المجتمع المصري علي أن تكون هذه الحركة قابلة لمشاركة الآخرين معها، وإلا تكون المشكلة مصر مدنية أو دينية أو علمانية، وهذا أمر يتعلق بالجانب المرجعي الثقافي في المجتمع ولن نغيرها بمناقشة بمثل هذا النوع كأننا نقول مصر لغتها عربية أم أجنبية، فالمهم أن الثقافة السائدة في المجتمع المصري ثقافة إسلامية ولذلك مرجعية إسلامية.
وعلينا أن نصوغ كل أهدافنا الوطنية والسياسية والاجتماعية والنهضوية وكلّ يرجع لمرجعته فيها لكن المهم أن نلتقي علي أهداف سياسية واجتماعية تكون تؤدي إلي تنمية المجتمع واستقلاله عن الإرادة الأجنبية وتعمل علي شيوع النزوع الديمقراطي في الشؤون الداخلية.
أليس للإسلاميين دور آخر، أليس عليهم أن يرجعوا أنفسهم ومواقفهم ؟
- ما أقوله لليبراليين أقوله أيضا للإسلاميين، يتعين أن يتقبلوا روح مشاركة الآخرين معهم، ونحن لا نتكلم عن الهوية، مصر أكثر عراقة من أن نحدد هويتها، فمصر هويتها معروفة مثل اللغة وهي الثقافة الحاكمة في المجتمع ومن خلال هذه الثقافة نحدد ما هي مطالبنا سياسيا ووطنيا واقتصاديا ونهضويا واجتماعيا ونضع هذه المطالب ونتفق ونختلف عليها وتكون هذه مجال خياراتنا السياسية؛فالخيار السياسي مختلف عن الخيار الثقافي.
ولكن هل تعتقد أن أغلب الإسلاميين يتقبلون ذلك؟
- لله في كلّ نَفَس ألف فرج قريب، ربنا يسهل، ونقدر أن نصل لها، لكن اليوم الاستقطاب في المجتمع المصري يؤدي إلي نظرة متشائمة وعلينا أن نتعلم ونفهم هذا الدرس جيدا ونخرج من هذا الإطار باتجاهاتنا كلنا ونلجأ إلي طريق المشاركة بين بعضنا البعض، ولكن للأسف الشديد الاستقطاب الحاصل تبدو المسألة معه وكأن الدولة تحارب جزءا من شعبها وهذا لا يليق ولا يجوز .
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يري أن الإخوان ترفض أي حلول وأنه لا وجود للجماعة في عهده؟
- أتصور أن المسألة لا تتعلق بالإخوان، لكن تتعلق بأن كل القوى الثلاثة التي ذكرتها كانت مستبعدة بعضها البعض، وهذا عيب لا يتعلق بالإخوان فقط يتعلق بالإخوان والدولة والليبراليين.
ولكن السؤال الأهم هل ستقبل جماعة الإخوان وهي أبرز تكتلات الإسلاميين بنداء الدولة؟
- (حاسما) يسأل الإخوان في هذا، وأنا أتكلم عن الجميع، وأنا أتكلم عن الأقوى الآن وهي الدولة التي عليها أن تبدأ بسياسة المشاركة بينها وبين الآخرين، وأنا أتكلم عن الإخوان كجزء من القوي الديمقراطية لأنها جاءت بانتخابات حرة نزيهة أدرتها القوات المسلحة نفسها ولذلك هم جزء من التكوين الديمقراطي وعلينا أن نقبل التكوين الديمقراطي لمصر وهم عليهم أن يقبلوا أيضا أن سياساتهم لم تكن مستوعبة للقوى الأخرى بشكل كاف.
مصر لديها مؤتمر اقتصادي وانتخابات برلمان يبدأن في مارس المقبل، هل سيخرجان الوطن من عنق الزجاجة؟
- لا أتكلم عن المؤتمر الاقتصادي؛ فمطلوب استثمارات من الخارج ونرى ما هي الاستثمارات وما الذي ستقوم به ولكن أنا أتكلم على العلاقة بين القوى في مصر وعليها أن تستثني هذا النمط الاستبعادي من سلوكياتها وهذا أمر يتعلق بمصير مصر كلها، وأول من يفعل هذا هو أقواهم وهو الدولة التي عليها المسؤولية الأكبر وعلي الدولة أن تفسح صدرها لكل مكونات المجتمع المصري وكل قواه.
هل تري أن البرلمان القادم يعبر عن أمانيكم المشروعة في إمكانية الالتقاء بين هذا القوى الثلاثة؟
- الآن حين تكون هناك قوي سياسية معينة مستبدة بالموقف وبإدارة الشؤون المجتمع، ومستبعدة للجميع تماما ستأتي النتائج في إطار ما تريد هي، وهذا ما أتصوره، ولا أجد قوي سياسية متوازية في الحقوق والواجبات ومتنافسة علي الانتخابات بالشكل الذي يمكن أن تنتج معه الانتخابات صورة حقيقة للمجتمع المصري .. لا أجدها .
استمرار المظاهرات من جانب الإسلاميين هل سيؤدي إلي حلّ أم إلي احتقان الأوضاع ؟
- جزء من الصراع القائم في المجتمع المصري حول الوجود والبقاء للقوي السياسية المختلفة لم تسمح به الأوضاع الحالية للآن، نحن نريد المشاركة في المجتمع بين قواه السياسية المختلفة أساسا وأي استبعاد للقوي السياسية من المجتمع ستؤدي إلي نوع من القلاقل والتصرفات غير المحسوبة وغير المتوقعة، وهذا حراك الشعب نريد أن يكون نظاميا ويكون موجودا في المجتمع بشكل نظامي تحتمله البيئة الاجتماعية ويؤدي إلي نوع من أنواع التنسيق بين القوي المختلفة للمشاركة بين بعضها البعض.
هل الأزمة في القضاء أم الواقع السياسي المتأزم؟
-(بحسم)، أنا كنت قاض سابق ولن أتكلم بالأمر المتعلق بالقضاء الآن، ولا أري مجالا للحديث في هذا الأمر بالطريقة التي توافق ما أراه، القضاء مفروض بعيدا عن السياسية والقاضي أول ما يعمل في القضاء يقسم بأن يحترم القانون وحده دون أي شيء آخر ولا ينتمي إلا للقانون الذي أمامه ويطبقه علي الوقائع التي أمامه ولا يتأثر بآي سياسيات تكون قائمة .. و يمكن هذا القانون تصدره قوي سياسية معينة ولكن حين يصدر كقانون ينفصل عن السياسية التي أوجدته بشكل كاف ويصبح في يد القاضي كقانون يطبقه بشكل كاف وبحيادية كاملة وهذا ما نرجوه.
محكمة النقض ألغت أحكاما عديدة مؤخرا، أليس لهذا دلالة قانونية؟
- هذا معناه أن الجهاز القضائي يستطيع أن يصحح ما يحدث داخله من أخطاء وتجاوزات ونأمل في هذا والنظام القضائي يتركب علي احتمال خطا القاضي وليس فقط الحكم بالعدل وأن يكون مستقلا ويطبق القانون وحده ، و كثرة الآراء ودرجات التقاضي مهمة والجهاز القضائي متين وقوي وأنا أعرفه ، ومهما كانت هناك أشياء سياسية توجد في مسائل مختلفة إلا في النهاية أنا أعرف هذا الجهاز وبناءه القديم وأعرف علي أي حد قادر علي تصحيح أوضاعه في المستقبل .
إذن متى ينتهي الصراع علي السلطة في مصر؟
- (بصوت حزين) لا أدري، هذا الأمر يتوقف علي استعداد القوة السياسية الأكبر وهي جهاز الدولة أن تستوعب وأن تتشارك مع الآخرين.
هل إمكانية المصالحة في مصر واردة بين القوي الثلاثة المختلفة؟
- لا أجد في الصورة الآن احتمالات تشارك ، والاستقطاب حاد والدولة حين تعلن أنها في حالة حرب مع جزء مع شعبها فهذا يضعف إمكانية التشارك كأمل موجود في المجتمع لكن لله في كل نفس ألف فرج قريب ، إن شاء الله.
هل تتوقع ثورة جديدة في مصر؟
- ثورة 25 يناير مستمرة، ولم تنته ولا ثورة تنتهي بكل ما تؤدي إليه من استقرار الأوضاع السياسية خلال سنة أو سنتين أو أربعة، الثورة تأخذ وقتا أكثر من ذلك، وجزء من ثورة 25 يناير المستمرة الصراع الدائر الآن بين القوي لتعترف بحق الآخرين في الوجود معها واعتراف كل من هذه القوي بنسبة المشاركة كل منها للآخرين.
الدولة لم تطرح عليكم إمكانية الدخول في وساطة وحوار أو هناك كواليس حول هذا الإطار لحل الأزمة المصرية؟
- المسألة لا تتعلق بموقف شخص أو بما يسمعه شخص أو إحساس بإمكانيات تقال، والمسرح العام يعطيك هذه الإمكانية موجودة أم لا، وأنا أقول أن المسرح العام يعطي شكلا أن الاستقطاب أقوي من أن يجتمع علي كلمة سواء بين الاتجاهات المختلفة الآن وعلي الطرف الأقوى أن يبدأ بمدّ الأيدي.
وما النصيحة التي تقدمها للمؤسسة العسكرية؟
- المؤسسة العسكرية هي الأقوى والأكثر تنظيما في الدولة المصرية، ويجب أن تتسع لكل القوي السياسية في المجتمع المصري وأن تتشارك معها وفق روح 25 يناير، والقوات المسلحة كان لها دور هام في 25 يناير .
وقلت إن ما ثورة قامت في مصر إلا المؤسسة العسكرية أو الدولة المصرية مشاركة، فقدت شاركت الدولة الشعب في ثورة 1805 (ثورة قادها عمر مكرم وأطاحت بالوالي العثماني خورشيد باشا ونصبت محمد علي واليًا على مصر)، وشاركت القوات المسلحة الشعب في ثورة عرابي، و ثورة 23 يوليو 1952 قامت بحركة من داخل الجيش والشعب، وفي ثورة 1919 شاركت الدولة عبر الموظفين المدنيين وأدي إلي ذلك استقلال مصر، وعلي القوات المسلحة الآن وهي جزء من هذا الأمر أن تقبل مشاركة الآخرين بتياراتها السياسية المختلفة.
هل تعتقد أن دور القوات المسلحة مهم لإنهاء الأزمة في الفترة القادمة وعليها التدخل؟
- طبعا مهم والدولة المصرية عليها دورا في هذا الأمر حيث تقوم بالمبادرة بأن تسع الجميع وتتسع لهم وألا يكون النقاش حول الهوية نحن لا نتصارع حول الهوية والأيدلوجية نحن نتكلم في السياسة المختلف حولها.
عندما نتحدث عن استدعاء القوات المسلحة سنكرر ما حدث من مطالبات سابقة من سياسيين بتدخل الجيش لحل الأزمة السياسية إبان عهد مرسي ؟
- (حازما) القوات المسلحة متدخلة بشكل أو بآخر.
وأزمة عودة مرسي للحكم و رحيل أو بقاء السيسي ؟
المشكلة تتعلق أساسا بالمشاركة السياسية بين القوي المختلفة في مصر وليست مشكلة أشخاص أبدا.
وهذا ما يجعلك كثيرا تتحدث عن أهمية تجمع القوي الثلاثة؟
نعم ، لابد أن تتجمع وتتشارك كل هذه القوي الثلاثة ويتحدد كلّ منها حصته في إدارة المجتمع المصري وتتراضي علي حصة كل منها.
مثل الحالة التونسية الأخيرة التي حدث فيها توافق بين عدة مكونات بالدولة؟
- ممكن(أوافق) وكل بلد لها ظروفها فالمثل التونسي حقيقة مثل يمكن أن يكون في ذهننا ونحن نتحدث.
هل تري استمرار حالة الصراع الداخلي يجعلنا في مهبة تهديد اعتداءات مستمرة علي حدودنا ؟
إذا اعتدى أحد علي حدود مصر، سنقاومه جميعنا ويجب أن نقف جميعا ضد هذا العدوان، وحماية الشعب المصري يجب علي كل مصري أن يساهم فيها.
وكيف تقيم الضربة المصرية الاثنين قبل الماضي لضرب مواقع يعتقد أنها داعش بليبيا؟
- أنا أقدر رد الفعل الحاد ضد داعش فيما ارتكبته في جرائم ضد المصريين في ليبيا، أقدره، وإنما في ذهني نقطتان، أرجو أن يكون مقدرا المصريين الموجودين في ليبيا والمصالح الأوروبية المختلفة عن المصلحة المصرية وليبيا دولة جوار ودولة عربية وأظن أن هذا سيكون في مجال التقدير.
كيف تري تنظيم "داعش" وتمدده في دول بالشرق الأوسط؟
- "داعش" جاءت من غير أن نعرف لها تاريخا سابقا، ولا ممن تتكون عالميا وما نعرفه تصرفات حادة جدا وعصبية حدا وقاسية جدا وغير محتملة وتأتي هذا باسم الإسلام وتعطي صورة سيئة جدا، وزيادة المعادين للحركة الإسلامية والإسلام كدين بشكل عام، وهذا أمر يجب أن ندركه جيدا ونتبرأ منه تماما.
البعض يري أن الاستبداد وهدم إيمان الإسلاميين بالديمقراطية السبب؟
- العنف والبطش الشديد ينتج في أيّ من بلادنا حركة وردود فعل حادة لكن ليس كما نري من "داعش"، فهي نبت لا أدري من هذه المنطقة أم خارجها، فكل شيء تفعله لزيادة أعداءها وإساءة صورة الإسلام، وأشك أنها نبت حقيقي وصالح من داخل المنطقة.
هل ترى تغييرا في السياسيات السعودية بخصوص مصر مع الولاية الجديدة ؟
- الكتابات التي نقرأها في هذا الشأن تقول إن هناك اختلاف في السياسيات ولكن لا أظن أن هذا ستتأثر به العلاقات المصرية السعودية كثيرا.
هل تعتقد أن السعودية ستتدخل لتخفيف الاحتقان السياسي القائم في مصر؟
- نرجو أن تقوم السعودية بهذا الدور ودور الوساطة أيضا بين البلاد بعضها البعض.
قطر أو تركيا هل تراهما رقما في معادلة الحل أم الأزمة في المنطقة ؟
- لا أتكلم عن اليوم أو غدا ولكن أنا أتصور استراتيجيا أن مصر في ظل ارتباط بالدول العربية وعلاقات لا بأس بها استراتيجيا مع قطر و تركيا وإيران تؤدي إلى الوجود الدولي والثقل الدولي في العالم وستصير مصر قوة دولية كبيرة جدا ،وطبعا هناك سياسيات مختلفة حسب مشاكل كل دولة وسياستها، ولكن يجب أن يكون في ذهننا هذا التقارب الذي يؤدي إلي صالحها جميعا.
هل ستخسر القضية الفلسطينية كثيرا في إطار الحرب علي الإرهاب؟
- جيلنا شبّ وقضية فلسطين هي جوهر القضية الوطنية المصرية واستقلال مصر لا يتحقق بشكل كامل وبجواره إسرائيل تهدده، فمصر لا تعرف غزوا يأتيها إلا من خلال حدودها الشمالية الشرقية ، وقضية فلسطين ليست قضية شعب مجاور إنها قضية أمن قومي، والأمن القومي المصري في جوهره قائم علي تأمين حدودنا الشمالية الشرقية ومياه النيل .
ولا أتكلم عن سياسيات حماس ومصر وما يهمني في موضوع حماس مدى مقاومتها لإسرائيل، وما دون ذلك يمكن أن يكون محل أخذ وردّ وتفاهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.