قال الأديب والسياسي الدكتور عمار علي حسن أن نجيب محفوظ حينما فاز بجائزة نوبل للأدب ، أقيمت له في مصر حفل وحضرها الرئيس مبارك ، وقال محفوظ بصوت عال "أولاد حارتنا لابد أن تطبع في مصر"، فقال مبارك لصفوت الشريف "هذا الرجل القصير عنده كتاب أنشروه له ". جاء ذلك خلال صالون الدكتور علاء الأسواني، والذي عقد بمقر معهد إعداد القادة، وشهد حضورا مكثفا بينهم الدكتور حازم عبدالعظيم وزير الإتصالات السابق، ودار الصالون حول رواية عمار حسن الجديدة "شجرة العابد"
وقال الأسواني في صالونه تعليقا على الأحداث العامة في مصر أن ثورتنا لا تسير على النصاب الصحيح كما يحدث في تونس، مرجعا ذلك لالتفاف التيار الإسلامي لدينا على الثورة لمصلحته الخاصة ، وبسبب المجلس العسكري الذي لم ينجح حتى الآن في تسليم السلطة بشكل ديمقراطي لرئيس منتخب .
وقال الأسواني أن عمار علي حسن قدم معادلات في روايته انقطعت منذ فترة طويلة، معتبرا أنه مثقف لا يضع مصالحه الشخصية في الاعتبار، وصوته دوما نادى بالحرية ضد الطاغية، ولم يكن من الذين ظهروا بعد الثورة ولكن عرفه الرأي العام كسياسي بارز وروائي موهوب . ووصف الأسواني عالم الرواية بأنه عالم الجن في عصر المماليك وهي منطقة صعبة وتعد تحديا من الأديب خاصة أنه يدخل للغيبيات في روايته ويضع حلولا لمشكلات اللغة .
من جهته قال مؤلف الرواية عمار حسن أننا عانينا سنوات من عزوف الناس عن قراءة الأدب، بعد أن تحول لكتابات غامضة، ولكن هناك روايات هامة كتلك التي قدمها صاحب الصالون باسم "عمارة يعقوبيان" . وتذكر حينما قال له أحد النقاد إما أن يتجه للسياسة أو الأدب، فرد عليه الدكتور عمار بقوله أن طه حسين كان عميدا للأدب العربي ووزيرا للمعارف في الوقت نفسه، وكان ناشطا سياسيا . وأضاف : لو أن الأدب يؤكل صاحبه خبزا ما امتهنت وظيفة غيره ، على عكس الأديب في الغرب يكفيه أن ينتج رواية أو اثنين ويعيش على حصيلة ما يعود عليه منهما.
وفي حديث عمار عن رواية "شجرة العابد" قال أنه بدأ كتابتها قبل عشر سنوات في عام 2001 وهو يعمل في أبو ظبي، وكتب بجوارها أعمالا أدبية ودراسات ومقالات سياسية، كانت خلالها الرواية تنضج على مهل . وفكرة الرواية الرئيسية اكتشاف الإنسان للطاقة الهائلة داخله، والتي لا يدركها في أغلب الأحيان. وهي حكاية غرائبية لثائر أزهري اختلط عليه الواقع بالخيال، وتتقاسم بطولتها شجرة وناسك والعديد من الشخصيات في العصر المملوكي. الرواية وصفها بعض النقاد بالكونية، أراد البطل فيها أن يثور على الحاكم الجائر في أي مكان بالعالم ، وفيها محاولة للاستفادة من التراث الشعبي، وبعض كتب الفقه وحتى الإسرائيليات .
ويتذكر عمار أنه بدأ كتابة الشعر في الجامعة ، ولكنه كان مضطرا للإشتغال بالعمل السياسي العام . وخاصة أن تركها هروب من الميدان في وقت تحتاج فيه مصر لمحاربة الفساد الذي مازال يسيطر على البلاد رغم مرور ثمانية أشهر على الثورة .
ثم تحدث الدكتور حازم عبدالعظيم ، والذي قال الأسواني عنه أنه تم استبعاده لأنه كان يريد أن يصوت المصريون في الخارج، وقال : وجود المجلس العسكري في حكم البلاد مشكلة نواجهها وعدم تصويت المصريين في الخارج هو نوع من تزوير إرادة الشعب بشكل غير مباشر، ولابد أن يكون تصويت المصريين بالخارج بجواز السفر وليس الرقم القومي لأن معظمهم لا يمتلكونه ، ولابد أن يكون لدينا قاعدة بيانات بكل المصريين في الخارج .
وانتقد الوزير السابق تدخل وزارة الداخلية في الإنتخابات ، معتبرا أن ذلك مفهوم يعود لأيام مبارك، ولابد أن يكون دور الداخلية هو لتأمين اللجان من الخارج .
أخيرا علق الأسواني بقوله : لدي شعور قوي بأن اعتصام أمناء الشرطة جزء من مخطط لتفكيك مصر قبل الإنتخابات، وهذا المخطط يعلم واضعوه أن مصر لا يجب أن تكون ديمقراطية، وقد قادت المنطقة للنهضة في عصر محمد علي وفي عهد جمال عبدالناصر . وبخصوص مقاطعة الإنتخابات الفاسدة فهي إما أن تكون شاملة ، أو لا نقاطع .
وطلب الأسواني من جمهوره ضرورة دراسة الثورة الرومانية عام 1989، والتي تخلى فيها الجيش عن تشاوتشيسكو، ثم حدثت فوضى كان وراؤها الجيش لمدة عام ونصف، وضغطت على الشعب الروماني، ثم دفع الجيش الصف الثاني من حكومة تشاوتشيسكو للسيطرة على الدولة، وبعدها حكم الشعب "اليد اليمنى" لتشاوتشيسكو لمدة عشر سنوات شعر الشعب وقتها أنه لم يفعل شيئا، وقال أن ذلك سيكون موضوع صالونه القادم والذي سيستضيف فيه الشاعر سيد حجاب .