ناقش صالون الروائى علاء الاسوانى رواية "شجرة العابد" للروائى الدكتور عمار على حسن - أستاذ علم الاجتماع السياسى و الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية مساء اليوم - الخميس - بمقر الصالون بمركز إعداد القادة بالعجوزة. افتتح الجلسة المهندس يحيى حسين - مدير المركز - مرحباً بالحضور وقدّم الاسوانى الذى حلّق بالحضور فى آفاق الرواية قائلاً:" تكشّف لدىّ منذ الوهلة الاولى لمطالعة "شجرة العابد" اننى امام روائى قدير.. استطاع أن يمزج الواقع بالخيال، وقدّمه لقرائه على أنه حقيقة واقعة عندما اتكأ على "الإيهام"، ولتبلغ الحبكة الدرامية منتهاها عندما يستشعر القارىء أنه يعيش أجواء الرواية بالفعل رغم كونها خيالية صرف، إذ دارت أحداثها حول حالة عشق بين رجل وجنيّة، وعندما اكتشف العاشق حقيقة معشوقته، وأنها ليست جميلة كما كان يراها من قبل، أوعزت إليه أنّ رفيقاتها من بنات الجان صنعن لها سحراً، فذهب جمالها". وتابع الاسوانى: "نجح المؤلف فى اجتياز العالم "عالم الجان"، واجتياز الفارق الزمنى، عندما جاء زمن الرواية مواكباً للحكم العثمانى فى مصر، وكذلك نجح فى وضع حلول لمشكلات اللغة التى يقع فيها كبار الروائيين، عندما جنح إلى لغة ثالثة "وسَط" ما بين العامية والفصحى، جامعاً قراءه من مشارق الوطن العربى إلى مغاربه على لغة سلسة يستسيغها الشامى والمغربى"، وعرّج الاسوانى على محور آخر بين دفتى الرواية وهو "الحوار" حيث وصفه بأنه حوار نابض بالحياة. واستمع الحضور إلى ملخص للرواية ألقاه مؤلفها الدكتور عمار على حسن الذى اكد انه بدا كتابتها قبل 10 سنوات من الآن، وقال "روايتى حكاية غرائبية لثائر أزهرى أراد ان يثور على حاكم طاغية فكان جزاؤه السجن وتشريد تلاميذه الذين تشتتوا فى البلاد، فكان منهم "عاكف" بطل الرواية الذى أحب جارية وتزوجها ليكتشف بعدها أنه جنية، استطاعت ان تجذبه إلى عالمها، ثم يعود ليجد نفسه وقد مضت ثلاثون عاماً على مغادرته بلدته "منفلوط" بصعيد مصر.. فلا يجد أحداً من رفاقه الذين إما غادروا البلاد منفيين أو واراهم الثرى، وذاع صيته كعالم ورع وولى صالح إذ اعتمد على القدرات الخارقة لزوجته "الجنية"، واستدعاه حاكم الإقليم ملتمساً لديه علاجاً لابنته، فلا يجد "عاكف" لها علاجاً سوى فى جوف شجرة مباركة نبتت فى قلب القاهرة، فيشد رجال الحاشية الرحال إلى الشجرة ليكتشفوا انّ ملك الجن يسيطر عليها فلا يستطيعون استخراج الترياق".. وتنتهى الرواية بتكهنات عدّة حول ماهية الشجرة.. هل هى شجرة مسحورة أم هى سدرة المنتهى، وهنا يؤكد الكثير من النقاد انها رواية كونية طالما ارتقت بقارئها إلى هذه الحقيقة الروحانية. تقع رواية "شجرة العابد" فى 400 صفحة من القطع المتوسط، وهي صادرة حديثاً عن دار "نفرو" وتعد الإصدار السادس لصاحبها بعد رواياته " حكاية شمردل" و"جدران المدى" و"زهر الخريف" علاوة على مجموعتين قصصيتين هما "عرب العطيات" و"أحلام منسية".