زبائني من جميع انحاء القاهره تعلمت تحدي الإعاقة ونجحت السعادة بين عينيك فلا تحرم نفسك منها اعتاد المواطن المصرى على تفخيم وتقدير أصحاب المراكز العليا فى المجتمع والرفع من شأنهم؛ على الرغم من أن البعض منهم لم يقدم شيئًا مفيدا للمواطن أو لنفسه على أقل تقدير؛ لكنها عادة رسخت فى عقول المصريين منذ قديم الأزل , اما المواطن البسيط الذى يؤدى دوره بالفعل، ولمجرد أنه إنسان بسيط من وجهة نظر البعض لا يجد المعاملة التى يستحقها... محمد أحمد عبده ، أحد الأشخاص المعاقين، وضع اتكاله وحمله على الله ولم ينظر إلى إعاقته بل فكر كثيرا فى العمل الذى يقوم به لإتقانه من ناحية، وللتأكيد داخل قرارة نفسه أن إعاقته لن تكون حائلاً أمام عمله أيا كان من ناحية أخرى ، التقته شبكة الإعلام العربية "محيط " وعاشت معه يوما كامل من حياته لتتعرف علي حالة المهمشين والمعدمين في قاع المجتمع المصري . زوجه وطفل وحياة سعيدة هو شخص يرى أنه قنوع بما قسمه الله له؛ وأن الله لن يضيع أجر من أحسن عملاً ... وأشار خلال لقائنا معه إلى أن الله وهبه طفلاً وزوجته ملأوا حياته سعادة؛ يفرح برؤيتهم ويسعد بوجودهم معه وأن قربه منهما أنساه أنه شخص مريض؛ بل إنها منحته صلابة فى مواجهة أزمات الحياة ... محمد عبده، البالغ من العمر 31 عامًا، متزوج ولديه طفل 8 شهور، يعيش مع والديه فى منزل الاسره لعدم استطاعته على تدبير منزل اخر؛ أصيب بمرض الحمى وهو ما ترتب عليه ارتفاع فى درجة حرارته وتسبب فى إحداث شلل له؛ أفقده القدرة على الحركة؛ خرج على أثره من المدرسة فى الصف الثالث الابتدائى ولم يكمل دراسته. ولأنه غير قادر على الحركة بشكل طبيعى، وهو ما سبب عبئًا جسيمًا على الأسرة؛ التى هى من غير شىء لا تستطيع أن تدبر قوت يومها , أمام مرضه الذى جعله قعيدًا حزنت الأسرة على خروجه من التعليم حزنا شديدا، ولكن ما باليد حيلة كل الظروف كانت تقف فى طريقه أمام مرحلة الدراسة بشكل طبيعي ولكنه غير مسار حياته وبداء يختار . عم صالح علمني تحدي الإعاقة الاسطى "محمد" قال إن والده رفض كل المساعدات التى كانت تقدمها له الجمعيات المتخصصة بذوى الاعاقه ؛ مؤكدا بدأت العمل فى مهنة صيانة السيارات وتحديدا «عفشجى سيارات »، تحت إشراف عم صالح الذى علمه أصول المهنة، وفق ما أكد عليه محمد لنا ؛ الذى قال إنه كان العمل فى البداية صعبًا جدا عليه، ولكنه تحمل حتى لا يكون عبئًا على من حوله وساعده فى ذلك دراجة الإعاقة التى لازمته طوال رحلة حياته وجعلته لا يشعر أنه معاق أو أن هناك شيئا يعيق مسيرة حياته؛ مشيرا إلى أنه أصبح الآن له زبائن تأتى له من كافة أنحاء القاهرة، نظرا لسمعته الحسنة فى أداء عمله الذى اكتسبه على مدار الأعوام الماضية كثير من الخبرات . يقول" محمد " إن والده لم يترك باب طبيب لم يطرق عليه حتى يجد لى حلا حتى أتمكن من الوقوف على قدمى مرة أخرى، ولكن كلها محاولات كانت أشبه بالبائسة ولم تجدِ بنتيجة؛ موضحا: أجريت العديد من العمليات الجراحية فى الركبتين ومعالجة العروق التى تمكن ساقى من فردهم بشكل طبيعى وبقى 6 عمليات، ولكنى رفضت عملهم لسببين: الأول أننى تزوجت وأصبح لدى طفل ووقتها كان لابد أن أعمل من أجل إسعاد أسرتى فى المقام الأول، وليس من أجل قضائي أياما فى كل مستشفى فترة معينة؛ والسبب الآخر أننى لا أريد أن أسعى وراء أمل ربما لم يحدث، فيكون سببا لشعورى باليأس، وهذا يؤثر على أسرتي أيضا؛ التى تعد الآن كل حياتى، وزوجتى سيدة صالحة أكرمنى بها الله حتى أشعر بفرحة الدنيا. على الرغم من إصابتى التى جعلتنى معاقا، إلا أننى أحمد الله كل يوم على السعادة التى منحنى إياها؛ قائلاً: أشك أن يعيش شخص سليم بنفس مستوى السعادة التى أعيشها مع أسرتى والحمد لله على كل ما أصابنى، فإيمانى بالله وعظمته كبيرا وأعرف تمامًا أن الله لن يتخلى عنى لأنى عبد من عباده.