واشنطن: اعرب دبلوماسيون امريكيون وبريطانيون عن مخاوفهم مما وصفوه "وقوع معدات ومواد نووية بين ايدي الارهابيين"، حسبما افادت تسريبات جديدة لمراسلات وبرقيات دبلوماسية نشرها موقع "ويكيليكس" الالكتروني. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" ان المعلومات الجديدة التي نشرها موقع "ويكيليكس" امس الثلاثاء تفيد بان باكستان تزيد حجم ترسانتها النووية باستمرار على الرغم من حالة عدم الاستقرار السياسي التي تمر فيها. وكان موقع "ويكيليكس" قد سرب احدى البرقيات الدبلوماسية التي جاء فيها "ان ماريوت لسلي وهو مسئول في وزارة الخارجية البريطانية قد قال في سبتمبر/ايلول 2009 لدبلوماسيين امريكيين ان لندن قلقة جدا حيال امن الاسلحة النووية الباكستانية". من جهتها، قالت السفيرة الامريكية في اسلام اباد آن باترسن لوزارة الخارجية الامريكية في احدى البرقيات المرسلة مطلع 2009: "ان ما يقلق ليس رؤية مسلحين اسلاميين يسرقون اسلحة نووية، بل ان يتمكن مثلا احد الموظفين الباكستانيين في احد المفاعلات النووية تهريب مواد كافية لصناعة سلاح نووي". كما افادت التسريبات التي حصل عليها "ويكيليكس" ونشرت بعضها صحيفة "الجارديان" البريطانية: "ان موسكو شاركت قلق كل من لندنوواشنطن حيال الملف النووي الباكستاني". ووفقا لهذه الوثائق فقد قال الدبلوماسي يوري كوروليف الموظف في وزارة الخارجية الروسية ان "المتطرفين الاسلاميين في باكستان لا يسعون الى السيطرة على السلطة فحسب بل ايضا يحاولون السيطرة على القدرة النووية لهذه البلاد". كما اضاف كوروليف بان "هناك بين 120 و 130 الف باكستاني على علاقة من قريب او بعيد بالترسانة النووية الباكستانية، وليس هناك اي ضمانات تفيد بأن هذا المجال ليس مخترقا، وبخاصة مع القدرة التي يملكها المسلحون الاسلاميون في تجنيد متطوعين جدد". وكان نشر هذه المعلومات التي يكشف عنها موقع "ويكيليكس" قد اثار غضب الولاياتالمتحدة اذ اعلنت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون يوم الاثنين ان تسريب هذه المعلومات "ليس فقط هجوما على الولاياتالمتحدة بل على العالم أجمع وأن من شأنه أن يعرض حياة آلاف الأمريكيين للخطر"، مشيرة الى ان بلادها "ستلاحق المسئولين عن تسريب هذه الوثائق". كما كان قد اعلن وزير العدل الامريكي إريك هولدر "ان السلطات الامريكية تقوم بتحقيقات جنائية مكثفة في اعقاب صدور وثائق ويكيليكس"، بينما ندد البيت الابيض بما وصفه ب"العمل غير المسئول والخطير" بسبب نشر ويكيليكس وثائق سرية تعرض حياة كثيرين للخطر. وتشير احدى المراسلات الدبلوماسية الامريكية التي حصل عليها موقع "ويكيليكس" الى ان بريطانيا تعهدت بحماية المصالح الامريكية إبان التحقيق الذي اجرته لجنة "تشيلكوت" التي شكلت العام الماضي للنظر في الحرب على العراق. وتقول الوثيقة: "ان بريطانيا قدمت تطمينات للولايات المتحدة بهذا الشأن اثناء لقاء بين مسئولين من وزارة الدفاع البريطانية ووفد امريكي زائر للبلاد، حيث قال الجانب البريطاني إن لندن وضعت التدابير اللازمة لحماية المصالح الامريكية". وكان رئيس لجنة التحقيق قد اعرب عن الاحباط لعدم مقدرته على الوصول الى وثائق رئيسية بعينها. على صعيد آخر، افادت تسريبات جديدة لويكيليكس نشرت في صحيفة "الباييس" الاسبانية عن "قلق الولاياتالمتحدة من التقارب الفنزويلي-الكوبي وذلك منذ عام 2006". وتشير التسريبات الى ان "الاستخبارات الكوبية في فنزويلا تملك وسائل الاتصال مباشرة بالرئيس هوجو تشافيز"، وذلك نقلا عن برقية كان قد ارسلها سفير واشنطن في كاراكاس ويليام براوننفيلد الى البيت الابيض عام 2006. واضافت المعلومات التي سربتها ويكيليكس ان الجديد في هذا المجال "برقية ارسلت خلال عام 2010 الجاري عبر السفارة الامريكية في فنزويلا الى وزارة الخارجية الامريكية اوردت ان رجال الاستخبارات الكوبيون يسيطرون على عمليات التجسس ضد السفارة الامريكية في كاراكاس". وتجدر الاشارة الى ان فنزويلا وكوبا بلدان تحكمهما حكومتان يساريتان تعارضان بشدة السياسات الامريكية.